في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
عبر الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، عن رؤية المجلس حيال الأزمات الراهنة في الشرق الأوسط، مؤكدا حرص دوله على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، واستعدادها لأن تكون شريكا فاعلا في أي تسوية حقيقية.
وقال البديوي في مقابلة ضمن برنامج "الحقيقة مع هادلي غامبل" على قناة "سكاي نيوز عربية": "نحن في مجلس التعاون نأمل أن نرى جوارا مزدهرا. نرغب أن نود أن نرى الجميع يستمتعون بما نستمتع به. الناس في اليمن، السودان، سوريا، العراق، لبنان، وحتى في إيران، يستحقون حياة كريمة. نتمنى لهم كل التوفيق، ونحن على استعداد للعمل مع الجميع، بمن فيهم إيران، عندما تكون مستعدة للعمل معنا. هذه هي رسالتنا".
وأضاف: "ما يحدث في غزة مؤلم للغاية. نحن نشعر بالمعاناة بقلوبنا ونبذل أقصى ما يمكن من جهد للمساعدة. وقد رأينا شقيقتنا الكبرى السعودية تقود العالم بالتعاون مع فرنسا نحو حل الدولتين. وقد ساهم ذلك، برأيي، في الإنجاز الذي شهدته خطة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب الأخيرة".
وتابع البديوي: "نحن بحاجة إلى إيجاد حل لكل مشكلة نواجهها في المنطقة. نحن مستعدون لأن نكون لاعبين وأن نكون جزءا من أي حل. لأننا أصبحنا حقا شريكا موثوقا به للسلام والاستقرار".
خطة ترامب لغزة
وفي رده على سؤال حول خطة ترامب لإنهاء حرب غزة، قال البديوي: "سمعنا آراء إيجابية من وزراء دول معنية بالخطة، ورأوا فيها أساسا ممكنا للحل. لكن السؤال الأهم: هل ستقبل إسرائيل، وحكومة نتنياهو تحديدا، هذه النقاط وتفسرها كما فسرها الجميع؟ أم سيكون هناك تفسير خاص بهم؟ نحن بحاجة إلى شريك حقيقي في إسرائيل أجل إيجاد حل حقيقي".
وعن إشارة بعض الوزراء المشاركين في المؤتمر إلى أن رفض نتنياهو للخطة قد يؤدي إلى "جوار أكثر عدائية"، قال الأمين العام: "الجميع بات يعلم من هو السبب الحقيقي للمشكلة. إنها هذه الحكومة الإسرائيلية، وليست الشعب الإسرائيلي. نرى مئات الآلاف من الإسرائيليين يخرجون للتظاهر ضد هذه الحكومة وجرائمها في غزة. إن مشكلتنا مع هذه الحكومة فقط. لقد أثبتنا للعالم العربي أننا نسعى إلى السلام".
وردا على سؤال حول إمكانية أن يكون نتنياهو صانع سلام، أجاب البديوي قائلا: "حتى الآن، لم يثبت أنه يسعى حقا إلى السلام. لقد أثبت أنه مليء بالسخط والغضب ويريد تدمير كل شيء. كيف يمكن لأي شخص أن يرى ما نراه في غزة ولا يشعر بأي شيء أو يتأثر بأي شيء؟".
دعم دولي لحل الدولتين
وحول التحولات في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، قال الأمين العام لمجلس التعاون: "أعتقد أن العالم بدأ فعلا يستمع. في الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت الأجواء داعمة تماما لفلسطين. حتى الدول التي كانت تتخذ مواقف صارمة أصبحت أكثر قبولا لفكرة حل الدولتين".
دور محتمل لقوة حفظ سلام
وبخصوص إمكانية نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة، كما تشير إحدى نقاط خطة الرئيس الأميركي، قال البديوي: "لا أعتقد أن إرسال قوات هو خيار مطروح حاليا، فالوضع معقد جدا. من سيقود هذه القوة؟ ما مناطق تغطيتها؟ ما طبيعة مهمتها؟ في رأيي، الأفضل أن تكون بقيادة الأمم المتحدة، لأن ذلك سيحدد المهام بدقة وفق قرار من مجلس الأمن، بالتوازي مع منح الفلسطينيين حقهم في الحكم الذاتي وعودة الشرطة الفلسطينية".
وعن إمكانية مشاركة دول مجلس التعاون في قوة حفظ سلام محتملة، قال: "سنناقش الأمر بالتأكيد إذا اتخذ مثل هذا القرار. أعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي قامت ببعثات تابعة للأمم المتحدة في أفغانستان منذ سنوات عديدة، . لكن القرار يتخذ بشكل جماعي داخل المجلس".
"غياب المحاسبة الدولية"
واعتبر البديوي أن أكبر تهديد وجودي لا يواجه دول الخليج وحدها، بل العالم بأسره، هو "غياب المحاسبة على المستوى الدولي". محذرا من أن تجاهل هذه القواعد يفتح الباب أمام الفوضى العالمية.
وأضاف: "إذا تم السماح لدولة واحدة بانتهاك القوانين الدولية والمواثيق الأممية دون محاسبة، فإن ذلك سيشجع دولا أخرى على اتخاذ النهج ذاته. هذا يقود إلى فوضى، حيث تتصرف كل دولة بمعزل عن المنظومة القانونية الدولية، وهو ما أعتبره الخطر الأكبر على البشرية".
وتابع البديوي: "نحن بحاجة إلى احترام ميثاق الأمم المتحدة. نحن بحاجة إلى احترام الإنسانية. علينا أن نواصل هذا الحوار بيننا جميعًا للوصول إلى هذا العالم المستقر. هناك أمر آخر يقلقني بعض الشيء وهو الوضع في أفريقيا. هناك دول وشعوب في أفريقيا تحتاج حقا إلى اهتمامنا، تحتاج حقا إلى أن نقدم لها الدعم الذي تحتاجه. دول مجلس التعاون الخليجي لديها برامج تنمية ومساعدة إنسانية كبيرة في أفريقيا. معظم دول مجلس التعاون الخليجي موجودة هناك لمساعدة الدول الأفريقية. أعتقد أن هذين هما القضيتان الرئيسيتان"
العلاقات مع إيران
وفي رده على سؤال بشأن تقييمه لتهديد إيران في الوقت الحالي، أكد الأمين العام لمجلس التعاون أن دول المجلس جادة في رغبتها بإقامة علاقات طبيعية مع طهران، لكنها تحتاج إلى خطوات ملموسة من الجانب الإيراني.
وقال: "نريد تحسين العلاقات مع إيران، لكن ذلك يتطلب التزامات واضحة بعدم التدخل، واحترام القانون الدولي. نحتاج إلى ضمانات بعدم الانخراط مع الشيعة أو الأقليات أو السلطات أو أي جهة أخرى في أي من دول مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف البديوي:"إيران دولة جارة ومهمة، ونحن نؤمن بالحوار، لكن ما فعلته إيران ب قطر قبل بضعة أسابيع كان أمرا مقلقا للغاية. لم نتوقع أبدا أن تفعل إيران شيئا كهذا".
وشدد الأمين العام على أن دول الخليج ليست طرفا فيما تقوم به الولايات المتحدة تجاه إيران، قائلا: "نحن لسنا جزءا مما فعلته الولايات المتحدة بإيران. وهم يعرفون ذلك. ومع ذلك، في الوقت نفسه، اختاروا مصلحة أميركية في دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، في حين أن هناك العديد من المصالح الأميركية في منطقتنا التي ليست ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، لكنهم اختاروا دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وهو أمر مقلق.".
وحول إمكانية العمل مع القيادة الإيرانية الحالية، قال الأمين العام: "نحاول إيصال رسالتنا إلى كافة القادة في إيران. نحن نؤمن بالحوار ونفترض دائما حسن النية، ونسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة، سواء مع إيران أو مع غيرها".
العلاقات مع الصين
وعن العلاقة مع الصين، أكد أن العلاقات بين دول المجلس والصين تشهد تطورا، في إطار شراكة استراتيجية قوية، مشيرا إلى أن أول قمة خليجية-صينية عقدت في العاصمة السعودية الرياض عام 2022 وشكلت حجر الأساس لهذه العلاقة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هذه العلاقة تتعارض مع العلاقة مع أميركا، قال البديوي: "لا على الإطلاق. نحن أصدقاء للجميع، ونتعامل مع كافة الأطراف من مسافة واحدة. لا ينبغي أن يحكم علينا بسبب علاقتنا الجيدة مع الولايات المتحدة، إنها سياسة، إنها علاقات، إنها حوار استراتيجي. الولايات المتحدة لا تملي علينا أبدا مع من نكون أصدقاء ومع من لا نكون أصدقاء. في الشهر الماضي، في الأول من سبتمبر، عقدنا.. عفوا، في 11 سبتمبر، عقدنا اجتماعنا الوزاري السابع مع روسيا في سوشي. لذا نحن أصدقاء للجميع. هذه هي عقيدتنا".