شدد وزير الدفاع الفنلندي، أنتي هاكانن، الثلاثاء، على أن بلاده لن تخضع لأي "ترهيب" في مواجهة محاولات لزعزعة الاستقرار، سواء ضدها أو ضد بقية دول أوروبا، بواسطة مسيّرات أو هجمات "هجينة".
وقال هاكانن إن هلسنكي تعتمد "مقاربة هادئة جداً" حيال تهديدات من هذا النوع، وفق فرانس برس.
كما تابع: "لن تخيفنا أي مسيّرة. إنها (مسيّرات) ترمي إلى إثارة ارتباك وخوف واضطراب اجتماعي".
كذلك أشار هاكانن إلى "عدم وجود دليل مباشر" حتى الآن على مسؤولية روسيا عن المسيّرات التي رُصدت مؤخراً، لكنه لفت إلى أن "موسكو تمارس شتى أنواع التأثيرات الهجينة".
واتهم روسيا بأنها "تسعى لإثارة اضطراب الغرب بمثل هذه المسيّرات".
في حين ختم قائلاً: "نعمل بشكل حثيث مع عملية الحارس الشرقي (Eastern Sentry) التي أطلقها حلف شمال الأطلسي ومع المبادرة الأوروبية لإقامة الجدار المضاد للمسيرات، بغية التوصل إلى كيفية ضمان أمن الجانب الفنلندي من الحدود بين الناتو وروسيا وبين الاتحاد الأوروبي وروسيا ضد المسيّرات".
من جهته، وصف وزير الدفاع السويدي بال يونسون، الذي يزور هلسنكي للقاء نظيره الفنلندي، الوضع الأمني في أوروبا بالـ"خطير".
وأضاف يونسون أن "روسيا تخاطر على نحو متزايد سياسياً وعسكرياً".
يشار إلى أن فنلندا تتشارك حدوداً بطول 1340 كلم مع روسيا التي اتُّهمت بالوقوف وراء انتهاك المجال الجوي لعدد من الدول الأوروبية بواسطة مسيّرات، ما نفته موسكو.
وفي 22 سبتمبر، رُصدت مسيّرات في أجواء مطارات ومواقع عسكرية في الدنمارك، ما أثار مخاوف بشأن الأمن في أوروبا.
بينما أعلن حلف شمال الأطلسي أنه "عزز اليقظة" في منطقة البلطيق، فيما اتفق وزراء الدفاع في نحو 10 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الجمعة على جعل "إقامة جدار مضاد للمسيرات" أولوية، وذلك رداً على انتهاك مسيّرات يُعتقد أنها روسية المجال الجوي لبعض الدول الأعضاء.
يذكر أن السويد وفنلندا انضمتا إلى حلف شمال الأطلسي بعد العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا عام 2022، وتخلتا بذلك عن عقيدة الحياد العسكري التي اتبعتاها مدى عقود.
وأغلقت فنلندا حدودها مع روسيا في ديسمبر 2023 بعدما تدفق إليها نحو ألف مهاجر بدون تأشيرات.
كما تتهم هلسنكي روسيا بالوقوف وراء تدفق المهاجرين غير النظاميين، بهدف زعزعة استقرارها، لكن موسكو تنفي ذلك.