آخر الأخبار

هل ستجبر إسرائيل لبنان على نزع سلاح حزب الله بالقوة؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تزداد التعقيدات في المشهد اللبناني مع استمرار إسرائيل في تنفيذ سياسة الضغط العسكري المتدرج، في حين تتراجع الولايات المتحدة عن دورها كضامن فعال لاتفاق وقف إطلاق النار.

وفي إطار هذه السياسة، أغارت طائرات إسرائيلية على مناطق عدة في جنوب لبنان ، حيث أفاد مراسل الجزيرة بأن المقاتلات الإسرائيلية شنت غارتين على منطقة مفتوحة شمالي نهر الليطاني ، كما قصفت مسيرة إسرائيلية منزلا في قضاء النبطية جنوبي لبنان.

ويجعل هذا التصعيد المحسوب لبنان في موقف ضعيف تفاوضيا، في حين تستغل إسرائيل الانقسامات الداخلية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية.

وفي هذا السياق، يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن إسرائيل تتبع إستراتيجية محكمة تهدف إلى إرسال رسالة واضحة للحكومة اللبنانية و حزب الله و إيران مفادها أن العمليات العسكرية ستستمر ما دامت الحكومة اللبنانية لا تعمل على نزع سلاح حزب الله.

ولعل الجانب الأكثر إثارة للقلق في هذه الإستراتيجية -وفقا لمصطفى- أنها تمثل الخيار الأكثر راحة لإسرائيل في ظل المعطيات الحالية، حيث تواصل القصف والردع دون أن تواجه ردا فعليا من الجانب اللبناني.

وتكمن خطورة هذه الإستراتيجية تحديدا في أن إسرائيل لا تعتبر عملياتها انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار، بل تصورها كتطبيق له.

وبناءً على هذا المنطق، يؤكد الخبير مصطفى أن عامل الوقت يصب لصالح إسرائيل، التي تستطيع مواصلة حرب الاستنزاف هذه دون تحمل أثمان سياسية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو عسكرية كبيرة.

ونتيجة لذلك، يعطي هذا الوضع إسرائيل مشروعية مستمرة لاستهداف البنية التحتية والقيادات العسكرية لحزب الله.

وفي تطور مواز يكشف عن تراجع الدعم الدولي للبنان، تكشف تصريحات المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك للجزيرة عن تحول جوهري في الموقف الأميركي، حيث صرح بوضوح أن الولايات المتحدة لم تقدم أي ضمانات في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و إسرائيل وليست طرفا ضامنا.

إعلان

ومن جانبه، يلفت الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي إلى أن تصريحات براك تحمل عدة رسائل مهمة، أبرزها تأكيده المتكرر أن الاتفاق لم تنجزه إدارة دونالد ترامب ، بل إدارة جو بايدن ، مما يوحي بإمكانية أن الإدارة الجديدة يمكنها التحلل من الالتزام بالاتفاق.

خطورة التصريحات

غير أن الأكثر خطورة في تصريحات المبعوث الأميركي -وفقا لبزي- هو اعترافه بوجود أخطاء في التطبيق دون إلقاء المسؤولية على إسرائيل، واعتباره أن الولايات المتحدة مجرد "آلية إبلاغ" وليس ضامنا فعالا للاتفاق.

وحتما، يعطي هذا التراجع الأميركي إسرائيل مساحة أوسع لمواصلة سياستها العسكرية دون قيود دولية فعالة، كما يوضح بزي.

وعلى صعيد متصل بالتحديات الداخلية، تواجه الحكومة اللبنانية ضغوطا متزايدة من جهات متعددة، حيث يشير الأكاديمي والناشط السياسي علي مراد إلى أن لبنان ليس في وضع جيد تفاوضيا، لا ميدانيا ولا سياسيا.

ففي ظل هذا الواقع المعقد، فإن التفوق العسكري الإسرائيلي واضح، والانحياز الأميركي ثابت، في حين أن الانقسام الداخلي اللبناني يخدم الأهداف الإسرائيلية بطريقة غير مباشرة.

وفي تقييم لموازين القوى الحالية، يؤكد مراد أن قدرة حزب الله الردعية انتهت، وأن التفوق العسكري الإسرائيلي كاسح، مما يضع لبنان في موقف ضعيف للغاية.

ومن هذا المنطلق، يتطلب هذا الواقع من حزب الله إعادة تقييم مواقفه والذهاب نحو تسوية تاريخية تأخذ في الاعتبار موازين القوى الجديدة.

وفي خضم هذه التطورات المحلية والدولية، تأتي زيارة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبيروت لتضيف بعدا إقليميا للأزمة، حيث يرى المحلل بزي أن الزيارة تحمل عدة رسائل، أبرزها إحياء ذكرى استشهاد القائدين السابقين لحزب الله حسن نصر الله و هاشم صفي الدين ، وتأكيد الدعم الإيراني للمقاومة والدولة اللبنانية في آن واحد.

ومع ذلك، فإن هذا الدعم الإيراني قد يكون سلاحا ذا حدين، حيث يوفر لإسرائيل مبررا إضافيا لمواصلة عملياتها بحجة أن حزب الله ما زال يتسلح ويشكل تهديدا أمنيا، وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير مصطفى أن هذه الزيارات تعطي إسرائيل مشروعية أكبر لسياستها الاستنزافية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا