آخر الأخبار

15 لقطة مدهشة من رواندا التي لا تعرف

شارك

للوهلة الأولى قد يعتقد البعض أن رواندا مجرد بلد صغير في قلب أفريقيا ، لا يذكره العالم إلا حين يستعيد جراح ماضيه القاسي، لكن ما إن تطأ قدماك أرضها، حتى تتكشف أمامك حكاية أخرى تماما، حكاية بلد ينهض من الرماد ليعرض على زواره مشاهد تدهشك بفرط بساطتها وجمالها.

هنا، التلال تمتد بلا نهاية كأنها أمواج خضراء متجمدة، والقرود تتسلق الأسطح بخفة اللصوص الظرفاء، والناس يمشون مسافات طويلة لكن بابتسامة صافية لا تعرف الانكسار، بين الغابات المطيرة التي تهمس بأسرار القرود والطيور، والبحيرات البركانية التي تعكس زرقة السماء، والقرى التي تمتزج فيها رائحة فلاحة الأرض بروائح القهوة الطازجة، تصبح رواندا لوحة حية أكبر من صورتها على الخريطة.

في هذا التقرير، نصحبك في رحلة عبر 15 صورة ومشهدا من رواندا التي لا تعرف، مشاهد ترويها الطبيعة والبشر والتاريخ معًا، لتكتشف أن وراء الاسم تختبئ دهشة لا تُنسى.

مصدر الصورة سلاسل التلال في رواندا تكاد لا تنتهي (الجزيرة)

1- بلد "الألف تل".. مدار المشهد المتحرك

أينما وليت وجهك، ستجد تلالا تبدو وكأنها بحر أخضر، فرواندا تُعرف بـ"بلد الألف تل" نسبة إلى تضاريسها المنحدرة والكثيفة التي تشكّل سلسلة من التلال والتجمعات الجبلية المتداخلة.

هذه التلال -وهي طبيعة جغرافية وليست مجرد استعارة- ترسم منظرا طبيعيا يربط السماء بالأرض بلُطف.

مصدر الصورة روانديون يشاركون في يوم أوموغاندا (الجزيرة)

2- أوموغاندا.. يوم يجمع الرئيس بالمواطنين

في آخر سبت من كل شهر، يتوقف كل شيء في رواندا، الجميع ينزل إلى الشوارع للمشاركة في "أوموغاندا" وهو يوم خدمة عامة يتشارك فيه الرئيس مع المواطن العادي في جمع القمامة أو إصلاح الطرق أو زراعة الأشجار.

هذا التقليد، الذي انتهجته الحكومة بعد التعافي من الإبادة الجماعية في تسعينيات القرن الماضي، أصبح رمزا للوحدة الوطنية وروح العمل الجماعي، وصار جزءًا من الهوية الرواندية الحديثة.

إعلان

وتُصنف العاصمة كيغالي واحدة من أنظف العواصم الأفريقية والعالمية، وليس بعيدا عن ذلك باقي مدن رواندا.

تفاصيل أكثر في هذا التقرير

مصدر الصورة رواندا رفعت شعار بلد بلا أكياس بلاستيكية منذ عام 2008 (شترستوك)

3- بلد بلا أكياس بلاستيكية

عندما هممت بالخروج من مطار كيغالي، أوقفتني شرطية وطلبت مني بأدب أن أتخلص من كيس بلاستيكي كان في يدي، لم أفهم الأمر وقتها، لكن لاحقا تبيّن لي أن بلدا كاملا بلا كيس بلاستيكي واحد!

هذا ما فعلته رواندا منذ عام 2008 حين حظرت البلاستيك تماما، والنتيجة: شوارع نظيفة، وأنهار بلا تلوث، ووعي بيئي صار جزءًا من الثقافة الشعبية. حتى الزائر يشعر أنه في "مختبر أخضر" لما يمكن أن تكون عليه أفريقيا إذا قررت أن تحمي بيئتها بصرامة.

مصدر الصورة غوريلا في حديقة البراكين الوطنية برواندا (غيتي)

4- الغوريلا التي تحمل أسماءها

في غابات فيرونغا الضبابية، يعيش أكثر من ثلث الغوريلا الجبلية المتبقية على وجه الأرض، الحراس يعرفون كل غوريلا بالاسم والملامح، مثل "إيسانغا" أو "أوما"، وعندما تنادي إحداها باسمها، قد تلتفت وتنظر إليك بعينين فيهما شيء من الحكمة البشرية، هذه الكائنات التي أنقذتها رواندا من الانقراض، أصبحت "سفراء الطبيعة" وسببا رئيسيا لتدفق آلاف السياح سنويا.

تفاصيل أكثر في هذا التقرير

مصدر الصورة منظر بديع لبحيرة كيفو (الجزيرة)

5- بحيرة كيفو.. جمال يخفي خطورة

ينبهر الزائر لبحيرة كيفو بصفاء مياهها وزرقتها الحالمة. وحين تغرب الشمس على البحيرة، يخيّم صمت عميق لا يقطعه سوى صوت الطيور.. كأن الطبيعة كلها تتأمل.

لكن خلف هذا الجمال سر علمي مثير؛ فالبحيرة تخزن تحت أعماقها كميات هائلة من غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، قد تتحول إلى فوهة خطر إذا ما اختلت التوازنات الطبيعية.

في المقابل، عملت رواندا على تحويل هذا الواقع المهدّد إلى استثمار ذكي عبر استخراج الغاز لتوليد الكهرباء.

أشجار البن بإحدى مزارع القهوة المحلية في رواندا (الجزيرة)

6- قهوة رواندا الذهبية.. ذهب رواندا الأسود

تُزرع معظم قهوة رواندا في المرتفعات البركانية، حيث تهبّ النسائم الباردة والتربة الغنية، ما يمنح الحبوب مذاقا فريدا يتميز بوضوح الحموضة وحضور الفواكه والتوت أو الشوكولاتة. 95% من القهوة هنا من صنف أرابيكا، وتُعد من الأجود عالميا، ويُطلق عليها "الذهب الأسود لرواندا".

تفاصيل أكثر في هذا التقرير

المساحة المزروعة بالشاي في رواندا تبلغ نحو 33 ألف هكتار (الجزيرة)

7- الشاي على قمم التلال.. نسيم أخضر وفنجان دافئ

على طول تجولنا في أنحاء رواندا صادفتنا مزارع الشاي التي لا تنتهي وتنتشر مزارعه على سفوح التلال. وطُرِح الشاي في رواندا لأول مرة عام 1952، ومنذ ذلك الحين بات أحد أبرز الصادرات.

ومما يساعد على الإنتاج الوفير للشاي وجود مناخ استوائي على ارتفاع يفوق 1600 متر مع هطول أمطار مهمة بجانب أيام مشمسة وتربة حمضية مناسبة للزراعة.

وبحسب معطيات مجلس التنمية في رواندا تبلغ المساحة المزروعة بالشاي نحو 33 ألف هكتار، وارتفع إنتاج البلاد من الشاي المصنع من نحو 6 آلاف طن في ثمانينيات القرن الماضي إلى أكثر من 40 ألف طن في وقتنا الحالي، حيث يتم تصدير 97% منه.

تفاصيل أكثر في هذا التقرير

رواندا تشهد إقبالا سياحيا متزايدا في السنوات الأخيرة (الجزيرة)

8- سياحة أكبر مما تتوقع.. بين الغابات والبراكين والبحيرات

إذا كان اسم رواندا يرتبط في أذهان كثيرين بمأساة التسعينيات، فإن الوجه الذي تبوح به للزائر اليوم مختلف تماما، هذا البلد الصغير وسط أفريقيا صار واحدا من أسرع الوجهات السياحية نموا في القارة، بما يقدمه من تنوع مدهش لا يتوقعه القادم من بعيد.

إعلان

في الشمال، تنتصب سلسلة جبال فيرونغا البركانية حيث يعيش آخر ما تبقى من غوريلا الجبال النادرة، وتجربة تتبعها بين الضباب الكثيف هي حلم كل مغامر.

وفي الجنوب، تمتد غابة نيونغوي المطيرة -واحدة من أقدم الغابات في أفريقيا وأكثرها تنوعا- حيث يمكن للزائر السير على الممشى المعلّق فوق قمم الأشجار ومراقبة قرود الكولوبوس البيضاء والسوداء.

أما الغرب فيحكي حكاية أخرى مع بحيرة كيفو. وبين الشرق والحدود التنزانية، يكشف منتزه أكاغيرا الوطني عن وجه مختلف تماما، حيث تعود الحياة البرية إلى مسرحها بعد إعادة إدخال الأسود ووحيد القرن، لتجد هناك "السفاري الأفريقي" الكلاسيكي لكن في ثوب رواندي خاص.

طائر الكركي المتوّج يُعرف بشعره الذهبي (غيتي)

9- الطيور الملونة.. أجنحة تنقش السماء

رواندا تُعد جنة للطيور، خاصة طائر الكركي المتوّج الذي يُعرف بشعره الذهبي ويشتهر برقصته المميزة، وهو ليس سوى واحد من أكثر من 700 نوع من الطيور الساحرة.

الابتسامة تكاد لا تفارق وجوه الروانديين (الجزيرة)

10- الكل يمشي.. ويبتسم

في شوارع كيغالي أو على الطرق المتعرجة بين التلال، ستلاحظ شيئا يتكرر أينما اتجهت: الجميع يمشي، والجميع يبتسم.

فالروانديون اعتادوا السير لمسافات طويلة، سواء نحو الأسواق أو المزارع أو المدارس، حتى غدا المشي جزءًا من إيقاع حياتهم اليومية، لكن الأكثر إدهاشا ليس الخطوات الهادئة ولا الأمتعة البسيطة التي يحملونها، بل تلك الابتسامة الودودة التي لا تفارق وجوههم.

يبتسم الرواندي لك ببساطة، وكثيرا ما ارتفعت أيادي الأطفال الصغار تحية لنا عندما تمر سيارتنا بجانبهم.

القرود تخطف ما تطاله أيديها (غيتي)

11- القرود اللصوص.. حين تتحول الغابة إلى لص ذكي

في شوارع كيغالي الهادئة، وعلى أطراف الغابات المطيرة، قد تفاجأ بضيف غير متوقع يمد يده إلى حقيبتك أو ينتزع من يدك حبة موز، إنها قرود "الفرفت" الشهيرة بخفة حركتها وجرأتها، لا تتردد في خطف سندويش من يد طفل أو حتى التسلل من نافذة سيارة لتسرق كيسا قبل أن تختفي في لمح البصر وسط الأشجار.

وقد اعتاد سكان العاصمة على هذه الغارات المفاجئة، حتى صارت جزءًا من يومياتهم، بين الضحك على براعة القرد وغضب الضحية.

أبقار أنكول ذات القرون العملاقة (الجزيرة)

12- الأبقار ذات القرون الضخمة

في السهول، وفي مزرعة ملحقة بقصر تاريخي للملك، سترى قطيعا من الأبقار يثير الدهشة؛ أبقار "أنكول" ذات القرون العملاقة التي قد يصل طول الواحد منها إلى مترين.

هذه الأبقار ليست مجرد ثروة حيوانية، بل رمز اجتماعي ومكانة، تُقدّم في الأعراس كهدايا وتُستخدم في الطقوس التقليدية. منظرها وهي تمشي ببطء عند الغروب يسرّ الناظرين.

راقصو إنتوري في إحدى قرى رواندا (غيتي)

13- رقصة "إنتوري".. إيقاع الأبطال والروايات المُرتلة

يشتهر الرقص التقليدي "إنتوري" (رقصة الأبطال) بحركاته الأكروباتية المدهشة، التي تؤديها فرق رجالية حاملة رموز الحرب كالرماح والدروع، مدعومة بدقات الطبول والغناء الانتصاري. يُختار الراقصون وفق معايير أخلاقية وجسدية، ويتلقون تدريبا ثقافيا ليكونوا سفراء للهوية.

وقد أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو ) هذا الفن ضمن التراث الثقافي غير الملموس عام 2024.

الدراجات النارية أشهر وسيلة مواصلات في رواندا (الجزيرة)

14- "موتو تاكسي"

في رواندا، الدراجات النارية أشهر وسيلة مواصلات، ويطلق عليها "موتو تاكسي".

يقف السائقون مصطفين بخوذ إضافية للركاب، لكنها أيضا مسرح لقصص مضحكة وسريعة وسط ازدحام كيغالي، وعادة ما تُزيّن برسومات وألوان زاهية.

وتملأ دراجات الأجرة شوارع العاصمة فلا تخطئها العين وتنساب بسلاسة كبيرة بين الأزقة الضيقة ما يجعلها وسيلة نقل مفضلة عند الكثيرين، ليس لأنها رخيصة فقط بل لأنها متوفرة وسريعة وصديقة للبيئة أيضا.

تفاصيل أكثر في هذا التقرير

العاصمة الرواندية كيغالي شهدت نهضة لافتة خلال السنوات الأخيرة (غيتي)

15- "سنغافورة أفريقيا"

ينعكس طموح رواندا في التحول إلى "سنغافورة أفريقيا" في كثير من مظاهر الحياة، حيث تنتشر خدمات الدفع الرقمي والطائرات المسيّرة لنقل الأدوية، ومراكز تكنولوجيا مجهزة لاستضافة الزوار المهتمين بالتقدم المدني والابتكار.

إعلان
لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا