آخر الأخبار

هجوم إسرائيل على الدوحة.. خطأ تكتيكي أم زلزال سياسي؟

شارك

استحوذ خبر القصف الإسرائيلي الذي استهدف -أمس الثلاثاء- اجتماع الوفد المفاوض من حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) في قلب العاصمة القطرية الدوحة ، على اهتمام وسائل الإعلام الدولية باعتباره الحدث الأبرز.

وتناولت الصحف الأميركية والبريطانية الهجوم من زوايا مختلفة، لكنها أجمعت كلها على أنه يمثل ضربة قاصمة لمساعي التوصل إلى اتفاق يضع حدا للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة .

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 سفن غارقة وقواعد مهجورة.. لكسبرس: بوتين خسر كثيرا في البحر
* list 2 of 2 رؤوس خنازير أمام مساجد.. موجة إسلاموفوبيا تجتاح فرنسا end of list

ففي مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست، قال الكاتب الأميركي المعروف ديفيد إغناتيوس إن الهجوم على قطر ضيّق خيارات إسرائيل، وبدا بمثابة "خطأ تكتيكي نادر" ترتكبه تل أبيب.

وأكد أن الهجوم فشل في قتل قادة كبار من حماس، لكنه دمّر إحدى القنوات القليلة المتبقية لوقف الصراع، منوها إلى أن الضربة تعكس تماثلا مأساويا مع "كابوس الحرب في غزة"، حيث لا مخرج في الأفق.

وأشار إلى أن المسؤولين القطريين شعروا بصدمة وإحساس عميق بالخيانة، زاعما أن الهجوم سيكون له تأثير بالغ على دور قطر كوسيط في النزاع، مما يعني -في تقديره- تدمير القناة الأكثر موثوقية لنقل الرسائل إلى قيادة حماس في غزة.

ووفقا له، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – يبدو الآن مصمّما، "وربما يائسا" إلى حدٍّ دفعه لتجاوز الأعراف والقيود السابقة من أجل تدمير حماس.

وفي نظره، أن الهجوم كان -بالنسبة لقطر- نتيجة مريرة بعد محاولاتها النشطة لمساعدة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التوسط ليس فقط في غزة، بل أيضا في النزاعات بين رواندا والكونغو الديمقراطية ، وأرمينيا وأذربيجان .

مفاجأة مألوفة

وفي تحليل إخباري، زعمت إريكا غرين مراسلة صحيفة نيويورك تايمز في البيت الأبيض ، أن إسرائيل أخفت الأمر عن ترامب وهي تنفذ هجوما عسكريا.

واعتبرت الكاتبة أن هذا الإخفاء كان "مفاجأة مألوفة"، مشيرة إلى أن تل أبيب كانت قد أبلغت واشنطن قبل وقت قصير من شنها حربا في يونيو/حزيران الماضي، ضد إيران استمرت 12 يوما، مما أثار في بادئ الأمر استياءً من الإدارة الأميركية، قبل أن يقرر ترامب الانضمام إلى ما اعتبره "حملة رابحة".

إعلان

وقالت إن نتنياهو استغل علاقته مع ترامب لتنفيذ هجمات جريئة مثل تلك التي استهدفت قيادة حماس يوم الثلاثاء، وقبله حربها ضد إيران في يونيو/حزيران الماضي، وغالبا باستخدام أسلحة أميركية، من دون إبلاغ مسبق لواشنطن أو بمجرد إخطار قبل وقت وجيز للغاية من تنفيذ ضرباتها.

وفي كل مرة، كان نتنياهو يدرك -بحسب غرين- أن ترامب وإدارته سيعربان عن تذمرهما كما حدث الثلاثاء، لكنهما في النهاية يسمحان للأمر بالحدوث بلا عقوبة.

تذمر بالبيت الأبيض

ومن جانبه، أورد موقع أكسيوس الإخباري أن خبر الهجوم العسكري على قطر صدم البيت الأبيض وأثار غضب بعض كبار مستشاري ترامب، لأنه جاء بينما كانت واشنطن تنتظر رد حماس على مقترح جديد قدّمه ترامب للسلام في غزة.

ولفت الموقع إلى أن قطر أصبحت سابع دولة تقصفها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين بدا المسؤولون الأميركيون مستائين بشكل خاص من أنهم أُبلغوا قبل الهجوم بوقت قصير إلى درجة لم تترك لهم أي فرصة للتأثير في خطط تل أبيب.

ناشونال إنترست: هذه الضربة كانت مقصودة من نتنياهو لمنع إمكانية أن تقدم حماس ردا إيجابيا على شروط ترامب

وبدوره، قال غريغ بريدي، الزميل البارز في مركز ناشونال إنترست بواشنطن، إن الضربة الإسرائيلية على الدوحة وضعت الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط في وضع شديد الخطورة.

وكتب في مقال بمجلة ناشونال إنترست "أن هذه الضربة كانت مقصودة من نتنياهو لمنع إمكانية أن تقدم حماس ردا إيجابيا على شروط ترامب".

مصدر الصورة تصاعد الدخان بعد الهجوم الإسرائيلي في الدوحة أمس الثلاثاء (رويترز)

فنتنياهو ووزراؤه من اليمين المتشدد باتوا -من وجهة نظره- قريبين من تحقيق هدفهم بتسوية مدينة غزة بالأرض، وهي آخر المناطق القابلة للعيش في القطاع، وهم ليسوا على استعداد للسماح لترامب بالوقوف في طريقهم.

وأضاف أنه لو صح أن ترامب قد منح الضوء الأخضر للعملية الإسرائيلية، فإن ذلك سيعد -برأيه- خيانة جسيمة للثقة ليس فقط مع قطر، بل أيضا مع بقية دول الخليج، التي طالما رأت في الولايات المتحدة شريكا أمنيا موثوقا.

وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي ، فإن المسألة أيضا اقتصادية، ذلك لأن صورة شبه الجزيرة العربية (باستثناء اليمن ) كمكان آمن للزيارة والاستثمار تُعد عنصرا أساسيا لخططها في تنويع الاقتصاد بعيدا عن صادرات النفط والغاز، حسب تعبير بريدي.

انتكاسة للمحادثات

وتناولت وكالة بلومبيرغ الهجوم الإسرائيلي بالتحليل، حيث ذكرت أن التحرك الأحادي لإسرائيل يُظهر أن نتنياهو يشعر بتمكين متزايد للمخاطرة أكثر فأكثر سعيا لما يعتبره مصلحة لبلاده.

وأبانت أن الإدانات توالت من عواصم الشرق الأوسط وأوروبا، مضيفة أن عدة دول أبدت مخاوفها من اتساع رقعة الصراع، في تناقض مع توصيف نتنياهو وترامب للحادثة باعتبارها خطوة على طريق السلام.

بلومبيرغ: ترامب وعد بعدم تكرار إسرائيل هجومها على قطر لكن الأحداث أثارت تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأميركي قادرا فعلا على الوفاء بوعده

وطبقا لتقريرها، فإن الهجوم الإسرائيلي على وفد حماس في قطر أثار انتقادا علنيا نادرا من ترامب. كما أدانه القادة الأوروبيون واعتبروه انتكاسة للمحادثات التي كانت تجري بوساطة قطرية لإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.

مصدر الصورة عدوان إسرائيلي على الدوحة في قطر في محاولة اغتيال قادة من حماس (وكالة الأناضول)

قال ترامب إنه تحدث مع نتنياهو ومع القادة القطريين بعد الضربة، وطمأن قطر أن هجوما مماثلا لن يتكرر، لكن وكالة بلومبيرغ تؤكد أن الأحداث أثارت تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأميركي قادرا فعلا على الوفاء بوعده.

زلزال سياسي

على أن أبرز الانتقادات على الموقف الأميركي من الهجوم الإسرائيلي، جاءت من الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، الذي وصف ما حدث بأنه "زلزال سياسي" أنهى فرصة السلام في غزة.

إعلان

ففي مقال رأي بموقع (آي بيبر) الإخباري البريطاني، أوضح كوكبيرن الذي يعمل مراسلا صحفيا خاصا، أن إسرائيل أظهرت باستهدافها قطر أن ما من بلد خارج دائرة أهدافها.

كوكبيرن: إذا كانت إسرائيل قادرة على قصف قطر رغم دورها الدبلوماسي، فهذا يعني أنه لا توجد دولة آمنة في المنطقة، حتى لو كانت حليفا مقرّبا لواشنطن

وقال إن أكثر ما يثير الدهشة أن الولايات المتحدة أثبتت أنه ليس لديها خطوط حمراء أمام العمل العسكري الإسرائيلي، حتى عندما يُوجَّه ضد حليف أميركي وثيق مثل قطر.

ومضى إلى القول إنه إذا كانت إسرائيل قادرة على قصف قطر رغم دورها الدبلوماسي، فهذا يعني أنه لا توجد دولة آمنة في المنطقة، حتى لو كانت حليفا مقرّبا لواشنطن بحسب كوكبيرن. وبرأيه، فإن إسرائيل قد تكون حجبت بعض التفاصيل العملياتية لتتيح لأميركا إمكانية الإنكار المعقول.

لكن بالنظر إلى ما تمتلكه واشنطن من إمكانيات إلكترونية للرصد والمراقبة وأقمار اصطناعية في الشرق الأوسط، فإنه يصعب التصديق بأن جيش الولايات المتحدة وأجهزة استخباراتها لم يكونوا على علم مسبق تماما بما سيحدث، كما يزعم الكاتب البريطاني.

إن محاولة اغتيال مفاوضي حماس، وتنفيذ عمل عسكري في عاصمة الوسيط الأساسي، تعني على الأرجح -وفق كوكبيرن- أن إسرائيل تعتزم طرد أو قتل أو إخضاع 2.4 مليون فلسطيني في غزة و3 ملايين آخرين في الضفة الغربية إخضاعا كاملا.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا