في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كشف تقرير نشره المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت يوآف زيتون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعد خطة عسكرية لاحتلال مدينة غزة ، تتضمن 4 مراحل تشمل التطويق والسيطرة ثم شن غارات على معاقل حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ).
وأشار إلى أن الهدف الأبرز للحملة هو الوصول إلى القائد الحالي لكتائب عز الدين القسام القسام في غزة، عز الدين حدّاد، وأخيرا الوصول إلى إدارة مخيمات للنازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة تستوعب نحو 1.7 فلسطيني.
ويقول التقرير إن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى اغتيال حداد، الذي يقود لواء مدينة غزة في كتائب القسام، بعد أن نجح في إعادة ترميم قدرات القيادة والسيطرة لدى حماس خلال الأشهر الأخيرة.
ويشير زيتون إلى أن إسرائيل تعتبره من "المخضرمين القلائل الباقين من قيادات حماس"، وأنه قبل اغتيال الأخوين السنوار "أبدى خطا أكثر مرونة نسبيا إزاء صفقة تبادل أو على الأقل مرحلة جزئية منها".
لكن حداد -وفق التقديرات الإسرائيلية- يستعد الآن لمواجهة التوغل العسكري المرتقب، إذ يعمل على تنظيم آلاف المسلحين، مع فرضية أن يصدر أوامره لـ10 آلاف مقاتل تقريبا بالانسحاب جنوبا مع السكان المدنيين، "كجزء من آلية البقاء التي تعتمدها حماس".
غير أن التقرير ينقل عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن العشرات من خلايا حرب العصابات ستبقى في المدينة لنصب الكمائن للقوات الإسرائيلية، مع مئات العبوات الناسفة على الطرق والشوارع.
وبالإضافة إلى ذلك، تحتفظ حماس في غزة بما تعتبره إسرائيل "أحد أصولها الإستراتيجية" وهو ما بين 8 و10 أسرى إسرائيليين أحياء، ما يفرض على الجيش العمل بحذر شديد في الأحياء التي يُعتقد أنهم محتجزون فيها، على أمل أن "توفر الألوية والكتائب المنخرطة معلومات استخبارية دقيقة وفعالة".
ويتحدث التقرير عن الخطة الإسرائيلية لنقل السكان إلى ما يسمى "مربع النازحين"، وهو مساحة جغرافية ضيقة تبدأ جنوب الجزء الغربي من وادي غزة قرب محور نيتساريم ، وتنتهي جنوبا عند محور موراغ بين خان يونس ورفح.
في هذه المنطقة التي تشمل بلدات مثل دير البلح والنصيرات، يُفترض أن يتركز معظم سكان القطاع خلال العام المقبل من القتال. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن 1.7 مليون فلسطيني سينتقلون إلى هذا المربع، في حين سيبقى ما بين 200 و300 ألف شمالا ممن يرفضون النزوح.
أحد الضباط الإسرائيليين الذين نقل عنهم زيتون، شبّه الوضع بالقول "كأن كل سكان غوش دان (وسط إسرائيل) يعيشون في المنطقة نفسها لكن بلا أبراج وبلا مبان، فقط في خيام وأكواخ خشبية".
وينقل التقرير عن الجيش الإسرائيلي أن "نحو 100 ألف شخص غادروا مدينة غزة جنوبا عبر ممر الإجلاء الساحلي، لكن مع بدء التوغل سيتم تهجير المزيد من نحو مليون نسمة ما زالوا في المدينة، لذلك تسابق إسرائيل الزمن لتجهيز "مدينة خيام" جديدة بجوار مخيم المواصي قرب خان يونس.
السؤال الأصعب أمام الجيش الإسرائيلي هو توفير الخيام. فالخطة تهدف إلى نصب 100 ألف خيمة جديدة، لكن ما وصل خلال الشهر الماضي لم يتجاوز بضعة آلاف فقط. وتُعتبر الخيام سلعة نادرة عالميا بسبب الحروب والكوارث (في سوريا وتركيا مثلا).
وينقل التقرير عن مصدر أمني إسرائيلي أنه "إذا لم يواكب معدل وصول ونشر الخيام سرعة حركة السكان، فقد نضطر لاستخدام خيام عسكرية قديمة مخصصة لـ12 شخصا أو حتى خيام كبيرة تُستخدم عادة لجنود الاحتياط".
ويزعم التقرير أن إسرائيل تخشى من تسرب مكونات الخيام لحماس، إذ يمكن استخدام الأنابيب المعدنية الكبيرة لصناعة عبوات أو صواريخ بدائية، ولهذا تشترط أن تكون الأعمدة من مواد غير الألمنيوم.
ويسلط التقرير الضوء أيضا على معضلة ستواجهها إسرائيل في خطتها للتهجير، وهي توفير الإمدادات، إذ زعم أن الاحتلال يسمح حاليا بدخول 300 شاحنة معظمها عبر معبر كرم أبو سالم، ويقول إن "الهدف هو إيصال هذه المواد الغذائية إلى الجنوب لتشجيع السكان على النزوح، مع ضمان عدم وصولها لحماس"، حسب زعمه.
ويؤكد المراسل العسكري -نقلا عن مزاعم للجيش الإسرائيلي- أنه تم السماح لسلطات محلية في غزة بإصلاح خطوط أنابيب تضررت بسبب الدبابات، كما زادت كميات الوقود لتشغيل المضخات في دير البلح وغرب خان يونس، وتم ربط اثنين من محطات تحلية المياه الثلاث في وسط القطاع بالكهرباء الإسرائيلية.
ويزعم زيتون أيضا أن خط المياه الجديد الذي مولته دولة الإمارات من محطة تحلية في سيناء بدأ يعمل ويصل بالفعل حتى شمال خان يونس، وهذا يوفر كمية كافية لمئات الآلاف من النازحين.
أما طبيا، فيزعم التقرير أن إسرائيل تخطط لتجهيز خان يونس وما حولها بمستويات استيعاب عالية، حيث أُنشئت 9 مستشفيات ميدانية في مدينة النازحين في المواصي، إضافة إلى 3 مستشفيات قائمة في خان يونس. كما يجري التحضير لإعادة تشغيل المستشفى الأوروبي هناك بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وينقل التقرير تأكيدات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنها "ستُدخل أطنانا من الأدوية والمعدات الطبية الحديثة خلال الأيام المقبلة"، في محاولة لتأمين خدمات لمليون نازح جديد.