في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تناول تقرير نشره موقع موندويس الأميركي سياسة العقاب الجماعي التي اتبعتها إسرائيل هذه المرة ضد قرية المغيّر الفلسطينية شمال شرق رام الله، حيث اقتلع الجيش الإسرائيلي نحو 10 آلاف شجرة زيتون خلال حصار استمر 3 أيام.
وأوضح الكاتب قسام معدي أن إسرائيل قامت بتدمير بساتين الزيتون في قرية المغيّر حيث يُعد إنتاج زيت الزيتون مصدر دخل أساسيا لمعظم العائلات.
وكان جيش الاحتلال قد فرض حظر تجول في القرية يوم الخميس الماضي، وبدأ بتنفيذ عمليات تفتيش للمنازل، أسفرت عن اعتقال عدد غير محدد من الفلسطينيين -من بينهم رئيس المجلس القروي أمين أبو عليا- وذلك على مدار 3 أيام.
وجاء الحصار على قرية المغيّر عقب تقارير أفادت بتعرض مستوطن إسرائيلي لهجوم قرب القرية، لتقوم بعدها جرافات الجيش الإسرائيلي باقتلاع نحو 10 آلاف شجرة زيتون من السهل الشرقي للقرية، وفقا لجمعية المزارعين المحلية. ويُذكر أن بعض هذه الأشجار يعود عمرها إلى أكثر من 100 عام.
وقال جيش الاحتلال إن فرض حظر التجول وتدمير الأراضي الزراعية في القرية جاءا بهدف القبض على منفذ الهجوم، إلا أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلت عن مسؤول عسكري بارز قوله إن "اقتلاع الأشجار كان بهدف الردع الشامل، ليس فقط لهذه القرية، بل لأي قرية تحاول رفع يدها ضد المستوطنين".
وأضاف المسؤول العسكري الإسرائيلي أن "على كل قرية أن تعلم أنه إذا نفذت هجوما، فإنها ستدفع ثمنا باهظا وستُفرض عليها حالة حظر التجول وستُحاصر".
وأشار الكاتب إلى أن قرية المغيّر كانت هدفا متكررا لهجمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين على مدار العامين الماضيين، حيث أقدم مستوطنون على تخريب منشآت زراعية ومنازل، وقتلوا أحد السكان أثناء دفاعه عن منزله.
الاحتلال اقتلع آلاف الأشجار في مساحة تبلغ 4 كيلومترات مربعة، وهي تمثّل ما يصل إلى نصف إنتاج قرية المغيّر من الزيتون
كما فرض الاحتلال قيودا متزايدة على وصول الأهالي إلى أراضيهم الزراعية، لا سيما محاصيل الزيتون في الجهة الشرقية، إلى أن أصبحت السهول الشرقية للقرية محظورة بالكامل على الفلسطينيين.
وأضاف الكاتب أن المستوطنين الإسرائيليين صعّدوا من هجماتهم على التجمعات الفلسطينية الريفية في هذه المناطق منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أدى إلى طرد عشرات العائلات البدوية وتفريغ المنطقة من أي وجود فلسطيني.
وفي الأشهر الأخيرة، ركّز المستوطنون والجيش الإسرائيلي على مضايقة القرى الواقعة بمحاذاة الطريق الإسرائيلي، عبر فرض قيود على حركة الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم.
ونقل الكاتب عن فايز جبر، وهو مزارع وأحد سكان قرية المغير، قوله إن الاحتلال اقتلع آلاف الأشجار في مساحة تبلغ 4 كيلومترات مربعة، وهي تمثّل ما يصل إلى نصف إنتاج قرية المغيّر من الزيتون، مؤكدا أن جميع عائلات القرية تضررت من ذلك.
وأضاف جبر أن الجيش دمّر أيضا محاصيل الزيتون في مناطق أخرى من الأراضي الزراعية التابعة للقرية، وتابع: "قبل 4 أشهر، اقتلعوا 80 شجرة زيتون تعود لي ولابن عمي في الجهة الغربية من القرية".
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي صادر أراضي زراعية في الجزء الجنوبي من القرية بهدف إنشاء طريق جديد للمستوطنين، يربطها ببؤرة استيطانية أُقيمت مؤخرا فوق حديقة أطفال كانت تابعة للقرية.
وأشار جبر إلى أن أشجار الزيتون الوحيدة المتبقية لسكان القرية باتت محصورة في المناطق المحيطة مباشرة بالمنازل، وبين البيوت نفسها.
وأوضح الكاتب أن هجمات الجيش الإسرائيلي تصاعدت على الأراضي الزراعية الفلسطينية في الضفة الغربية بالتوازي مع توسّع مشاريع الاستيطان، إذ وافقت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا على بناء أحياء جديدة في منطقة "إي-1" شرق القدس المحتلة.
ويأتي هذا ضمن خطة تهدف إلى فصل شمال ووسط الضفة عن جنوبها، وتقويض التواصل الجغرافي لدولة فلسطينية محتملة، عبر مشاريع بنية تحتية تشمل تحويل حركة الفلسطينيين في المنطقة إلى شبكة أنفاق.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، قتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون ما لا يقل عن ألف فلسطيني بالضفة الغربية، في حين اعتقلت قوات الاحتلال الآلاف.