قرر مجلس الأمن الدولي الخميس تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل) لمرة أخيرة مع وضع برنامج لانسحابها العام 2027، الأمر الذي طالبت به إسرائيل والولايات المتحدة.
ونص قرار المجلس الذي تم تبنيه بالإجماع على "تمديد تفويض اليونيفيل لمرة أخيرة حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2026 والبدء بعملية تقليص وانسحاب منسقة وآمنة اعتبارا من 31 كانون الأول/ديسمبر 2026 ضمن مهلة عام واحد".
أرسلت الأمم المتحدة قوات حفظ سلام لمراقبة الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل في عام 1978 بعد أن غزت إسرائيل جنوب لبنان، على أن يجدد لها مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا سنويا تفويض العملية المعروفة باسم (يونيفيل).
كما عزز المجلس في أعقاب حرب استمرت شهرا بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية عام 2006، التفويض الممنوح ليونيفيل وفق القرار رقم 1701.
الخط الأزرق هو خط رسمته الأمم المتحدة، ويفصل لبنان عن إسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها.
وانسحبت القوات الإسرائيلية إلى الخط الأزرق بعد رحيلها عن جنوب لبنان في عام 2000.
كما أن أي اجتياز غير مصرح به للخط الأزرق برا أو جوا من أي جانب يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
تمتد منطقة عمليات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من نهر الليطاني في الشمال إلى الخط الأزرق في الجنوب.
ويشير موقع البعثة على الإنترنت إلى أنها تتألف من أكثر من 10 آلاف جندي من 50 دولة ونحو 800 موظف مدني.
يسمح القرار لقوات حفظ السلام بمساعدة الجيش اللبناني في إبقاء منطقة العمليات خالية من الأسلحة أو المسلحين غير التابعين للدولة اللبنانية.
وأثار هذا احتكاكا مع جماعة حزب الله المنتشرة في جنوب لبنان على الرغم من وجود الجيش اللبناني.
كما ينص القرار 1701 أيضا على أن "تتخذ بعثة حفظ السلام كل الإجراءات اللازمة في مناطق انتشار قواتها وبما تراه ضمن قدراتها، لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها في أنشطة قتالية من أي نوع".
بعثة حفظ السلام ملزمة بالإبلاغ عن جميع الانتهاكات لمجلس الأمن الدولي، حيث يقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرا إلى المجلس كل أربعة أشهر، "أو في أي وقت يراه مناسبا"، بشأن تنفيذ القرار 1701.
ويفيد موقع يونيفيل على الإنترنت بأن قوات حفظ السلام تتخذ تدابير وقائية عند مراقبة الخط الأزرق، الذي يشمل المجال الجوي أيضا، من خلال التنسيق والاتصال وتسيير الدوريات لمنع الانتهاكات.
وفي كل مرة يحدث فيها انتهاك، تنشر اليونيفيل على الفور قوات إضافية إلى ذلك الموقع إذا لزم الأمر لتجنب مواجهة مباشرة بين الجانبين وضمان احتواء الموقف، وفقا لموقع اليونيفيل على الإنترنت.
كما تتواصل البعثة أيضا مع الجيشين الإسرائيلي واللبناني لتبديد الموقف وإنهائه دون أي تصعيد.