آخر الأخبار

إيران وإسرائيل: "اللحظة مواتية للتعامل مع التهديد النووي الإيراني مرّة وللأبد"- التلغراف

شارك
مصدر الصورة

في يومها السابع، لا تزال المواجهة بين إيران وإسرائيل تسيطر على اهتمام كُتّاب الرأي في الصحف العالمية، وفي هذه الجولة نستعرض عدداً من تلك الآراء.

ونستهل جولتنا من التلغراف البريطانية وافتتاحية بعنوان "نزْع سلاح إيران يصبّ في مصلحة بريطانيا".

ورأت الصحيفة أن موقف المملكة المتحدة إزاء ما يحدث في الشرق الأوسط من مواجهة بين إيران وإسرائيل "يزداد غموضاً".

ونوّهت التلغراف إلى دعوة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى "ضبط النفس في وقت يبدو بوضوح أنه الوقت المناسب للتعامل مع التهديد النووي الإيراني مرّة وللأبد".

وقالت التلغراف إن ستارمر في حاجة إلى أن يكون واضحاً تماماً في أنّ "مصالح بريطانيا هي مع إسرائيل والولايات المتحدة، وليست مع ملالي طهران المتّشحين بالسواد"، على حدّ تعبير الصحيفة البريطانية.

ولفتت الصحيفة إلى الموقف الأمريكي، قائلة إن الرئيس "دونالد ترامب الآن ينظر مسألة التدخل العسكري لضمان نجاح المهمة التي بدأتها إسرائيل في تدمير المنشآت النووية الإيرانية".

ورأت التلغراف أن ترامب، حتى الآن، لم يحسم رأيه، رغم تلويحه بأن "الأسبوع المقبل سيشهد حدثاً كبيراً للغاية".

ونوّهت الصحيفة البريطانية إلى أن ترامب لطالما كان رافضاً لأيّ تدخل عسكري أمريكي في الخارج، مشيرة إلى موقفه الناقد لقرار غزو العراق، وكيف فشل هذا الغزو في معالجة الفراغ الذي أعقب الإطاحة بنظام صدام حسين.

ولفتت التلغراف إلى أنّ إسرائيل ربما أردات الإطاحة بنظام الملالي في طهران، ولكن مَن يحلّ محل هذا النظام؟ علماً بأن أقوى كيان في البلاد هو الحرس الثوري الإيراني، "ما يُنذر بديكتاتورية عسكرية"، على حدّ تعبير الصحيفة.

وأشارت التلغراف في هذا السياق إلى المعارضة الإيرانية في الخارج، بما في ذلك ابن الشاه الراحل، "لكنه لا يحظى بما يكفي من النفوذ داخل إيران لتولّي السُلطة"، وفقاً للصحيفة.

"أسد مريض"

مصدر الصورة

وننتقل إلى صحيفة هآرتس الإسرائيلية، والتي نشرت مقالا بعنوان "حرب ضد إيران، مع استمرار القتال في غزة: إسرائيل ليست أسداً صاعداً، وإنما أسد مريض"، بقلم جدعون ليفي.

وقال الكاتب إن إسرائيل قبل نحو أسبوع، اختارت الذهاب إلى حرب ضد إيران، وذلك بعد 20 شهراً من الانخراط في حرب ضروس في غزة "لم تُسفر بعدُ عن إنجازات قابلة للاستدامة"، على حد قوله.

وفي هذا الخصوص، رأى ليفي أن "تكلفة الحرب في غزة ستفوق في قيمتها أيّ إنجازات قد تتحقق فيها".

وقال ليفي: "لنسأل العالم عن رأيه في إسرائيل- فسادٌ أخلاقي لا شفاء منه" بحسب توصيفه.

واستنكر الكاتب قائلاً: "بينما غزة تنزف، وإسرائيل تعاني الفساد، إذا بنا نذهب إلى الحرب مُجدّداً، بينما قواتنا ورهائننا لا تزال في القطاع... وإسرائيل تستمتع: صحيح أنها تعاني الذعر والإنهاك، لكنها تستمتع"، وفقاً لصاحب المقال.

وتساءل الكاتب الإسرائيلي: "إلى أين نحن ذاهبون؟ أو بعبارة أدقّ إلى أين نحن مُنقادون؟ كشاة إلى المذبح، أم كقطيع إلى انتصار زائف؟"، على حدّ وصفه.

ورأى ليفي أن "مصير الحرب مرتهنٌ بنزوات رجُل مزاجيّ هو الرئيس الأمريكي؛ فإذا هو قرّر ضرب إيران، فقد يأتي ذلك بالنصر؛ وإذا قرّر ألا يضرب إيران، تكون إسرائيل قد انخرطت بذلك في حرب عبثية أخرى، ضد عدوّ أقوى وأخطر من كل أعدائها السابقين".

وقال الكاتب إن "إيران لن تستسلم، لا سيما بعد حملة الغطرسة الأمريكية-الإسرائيلية"، على حدّ قوله.

ورأى ليفي أن أفضل النتائج الممكنة، في ظل ذلك، هو التوصل لاتفاق نووي جديد- "ولكنْ حتى هذه النتيجة ،إن حدثت، لن تكون نهاية سعيدة".

"وأيّ سعادةٍ يمكن أن تكون في بلد يعيش في فزع منذ 20 شهراً، ولا أحد يعلم إلى متى سيظل يختبئ خوفاً من القنابل والصواريخ؟! وحتى لو تخلّتْ إيران عن طموحها النووي الآن، فما المُبهج في ذلك، إذا كان المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي يعاني الخراب؟" حسبما تساءل الكاتب.

"ولكن ما يهمّ هو أننا تمكنّا من اغتيال رئيسَين للأركان الإيرانية في أسبوع واحد. أيّ أسد مريض!!"، على حدّ تعبير الكاتب.

"اعتقادات ثبُتَ خطؤها جميعاً"

مصدر الصورة

ونختتم جولتنا من صحيفة طهران تايمز، التي نشرت مقالاً بعنوان "ماذا أرادت إسرائيل من وراء هجماتها على إيران- ماذا خسرت وماذا كسبت؟"، بقلم مُنى حجة أنصاري.

ورأت الكاتبة في مستهلّ مقالها أن "أحداً لم يكن يخطر بباله أن يحدث ما حدث، متسائلة: كيف أمكن للولايات المتحدة وإسرائيل أن تقوما بشنّ هجوم على إيران في قلب عملية دبلوماسية؟".

وأشارت إلى أنه قبل الهجوم بساعات معدودة، كان مسؤولون إيرانيون يتأهبون للذهاب إلى عُمان لحضور الجولة السادسة من المحادثات مع الولايات المتحدة.

ونقلت الكاتبة إعراب هؤلاء المسؤولين عن اعتقادهم بأن هناك انفراجةً ممكنة هذه المرّة، فضلاً عن اعتقادهم بأنه "حتى لو كان ترامب مجنوناً، فإنه ولا شكّ قادرٌ على إدراك أنّ حرباً أخرى في المنطقة-لا سيما إذا كانت إيران طرفاً فيها- لن يخرج منها أحد رابحاً".

"لكن ترامب برهنَ على جنونه وغطرسته؛ وزوّد إسرائيل باللوجستيات والمعلومات الاستخباراتية اللازمة لضرب مبانٍ سكنية، ومنشآت نووية، وقواعد عسكرية في أرجاء إيران- بينما كان من المفترض به بعد أيام معدودة أن يجلس مع الإيرانيين في عُمان"، وفقاً للكاتبة.

وتساءلت منى أنصاري عن السبب وراء الهجوم الإسرائيلي على إيران، نافيةً أن تكون إيران قد سعت إلى امتلاك سلاح نووي أو "حتى أظهرت إرادة سياسية لامتلاك مثل هذا السلاح".

وفي هذا الخصوص، قالت الكاتبة إن "الإيرانيين إذا عمدوا إلى تطوير مثل هذه الأسلحة في المستقبل، فسيكون ذلك بسبب هذا العدوان الإسرائيلي الأخير على بلادهم، والذي جعلهم يشعرون أن امتلاك مثل هذا السلاح أمرٌ ضروري".

هذا فضلاً عن أن إسرائيل، ولا شك، تعلم أن المنشآت النووية الإيرانية قائمة في أعماق الأرض على نحو يتعذّر معه إحداث ضرر بالغ بها. فلماذا إذاً قامت إسرائيل بضرب إيران؟

رأت الكاتبة أن "إسرائيل اعتقدت أنها باغتيال أبرز القادة الإيرانيين ستؤخر الردّ الإيراني أو ستمنع وقوعه؛ كما اعتقدت أنها قادرة على ضرب كل أو مُعظم منصّات إطلاق الصواريخ الإيرانية ومخازن السلاح والقواعد العسكرية؛ فضلاً عن اعتقاد إسرائيل أن قتْل مدنيين إيرانيين وضرب العاصمة إيران في القلب كفيلٌ بأن يؤلّب الشعب الإيراني ضد حكومته ويتسبب في قيام ثورة ضد النظام القائم".

"وهي اعتقادات ثبُتَ خطؤها جميعاً"، بحسب صاحبة المقال.

ثم تساءلت الكاتبة عمّا كسبته إسرائيل وخسرته؟ قائلة إن "نتنياهو استطاع أن يؤمّن قدراً لا بأس به من النشوة المؤقتة، لكنّه قامر في المقابل بمستقبل النظام الصهيوني"، على حدّ تعبيرها.

وأضافت منى أنصاري إلى أن "المستوطنين في الأراضي المحتلة طالما اعتادوا على شنّ حروب، لا على مواجهة تهديدات وجودية".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل إيران أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا