آخر الأخبار

"الحملة الأردنية".. مبادرة أهلية بتمويل ذاتي لتعزيز صمود سكان غزة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

عمّان، الأردن (CNN) -- بمبادرة فردية إنسانية تحوّلت "الحملة الأردنية" في غزة، إلى واحدة من أكثر الحملات الأهلية نشاطا وبتمويل ذاتي، وذلك بعد أشهر قليلة على انطلاق عملها منذ قرابة 20 شهرا بالتعاون مع شبكة من المتطوعين في أنحاء مختلفة من القطاع، تضم بين 37-42 منهم بشكل رئيسي.

الحملة التي أسس نواتها الناشط الأردني عبدالرحمن العوّاد، بدأت بتوزيع طرود غذائية في قطاع غزة مع بداية نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بالشراكة مع الناشطة الغزاوية نور النجار ، ليتسع ويتنوع نشاط الحملة تدريجيا بين توزيع الطرود وبناء الخيم والإطعام وكسوة العيد وذبح الأضاحي، وكذلك تأسيس مخبز مركزي يعمل بشكل يومي في منطقة خان يونس وغير ذلك من أعمال الإغاثة الإنسانية.

واجهت الحملة صعوبات جسيمة مع استمرار إسرائيل قصف المناطق السكنية و موجات النزوح المتكررة، وكذلك الحصار المفروض على المعابر الذي يحول دون دخول المساعدات والمواد الإغاثية، لكن عملها تنوع في عدة مواقع في الشمال والجنوب والوسط للوصول إلى أكبر عدد ممكن من السكّان، بالتنسيق مع شبكة متطوعيها.

يقول الناشط العوّاد منسق الحملة في حديث خاص لموقع CNN بالعربية، إن بدايات الحملة كانت من خلال المشاركة بحملات في غزة مع النشطاء من أبرزهم الناشطة نور النجار في توزيع الطرود الغذائية، ثم تطور العمل تدريجيا ليتم التوافق على إطلاق حملة باسم "الحملة الأردنية" وهي حملة أهلية خالصة، تعتمد على مساهمات خاصة من مجموعة من الأردنيين، وليس على جمع التبرعات على غرار حملات أخرى.

ويعزو العوّاد، نجاح استمرارية الحملة للآن، إلى شبكة العلاقات داخل القطاع مع التجار والمورّدين والأهالي، ورفع شعار "جود من الموجود" دون اشتراط تقديم المساعدات في مجال مجدد.

ويضيف العوّاد في حديثه" مع كل التقدير لكل الحملات المشابهة، قررنا في هذه الحملة أن تحمل اسم الحملة الأردنية فقط لإبراز الدور الأردني الأهلي. في نوفمبر 2023 كانت البداية بشراء ألعاب أطفال وتوزيع طرود بالتعاون مع الناشطة النجار التي كانت تعمل في العمل التطوعي والإنساني منذ قرابة 8 سنوات مع جمعيات داخل القطاع ، ومن ثم قررنا العمل باسم الحملة الأردنية لوحدها بالتنسيق مع الناشطين سليمان الفرا ونور النجار وعلي البطاح بذات النسق".

أول مخيّم

أنشأت الحملة الأردنية نهاية 2023، أول مخيم يحمل اسم الحملة الأردنية مؤلف من 53 خيمة في منطقة مواصي خان يونس بحسب العوّاد، وجُهزت بمرافق صحية وأماكن للاستحمام وأفران من الطين وألواح للطاقة الشمسية . حتى إبريل ( نيسان) العام 2024 تم بناء 5 مخيمات تضم أكثر من 273 خيمة وأسرة في مواصي خان يونس ومواصي رفح ومواصي القرارة.

رغم المآسي التي عاشها ويعيشها سكان القطاع، إلا أن الحملة ركزت كما يقول الناشط العوّاد على حملات "الإيواء" وما أسماه حملات "تعزيز الصمود" مثل تكيات الطعام الخيرية،وتوزيع المياه الصالحة للشرب عدا عن بعض أعمال الصيانة لخطوط المياه والآبار، فيما أقامت الحملة في رمضان 2024 أول إفطار جماعي وشاركت أطفال المخيمات باحتفالات الأعياد.

وأضاف العواد: "نظمنا العديد من الأنشطة وكلها بالتعاون مع متطوعي القطاع، حتى بدأ التعاون منتصف 2024 مع بلديات القطاع رسميا، وكانت بالتزامن مع بداية أول مجاعة يواجهها سكان القطاع والتي استمرت لأشهر حينها استطعنا أن نفتح خطاً إلى الشمال الذي تفاقمت فيه المجاعة وقمنا بتشكيل فريق في الشمال بقيادة الناشط علي بطاّح".

وعن موارد الحملة وآلية التنسيق في ظل الظروف المعقدة والكارثية التي يعاني منها القطاع، قال العوّاد" حملتنا تعتمد على التمويل الذاتي من مجموعة من الأردنيين ، هي تعتمد على الاشتباك المباشر مع شبكة من التجار وسلاسل التوريد في القطاع لدينا أماكن تخزين في القطاع ولذلك من خلال المتطوعين نشتري المواد من داخل القطاع أولا بأول".

ويشير العوّاد، إلى أن شبكة العلاقات داخل القطاع وتوفر أماكن للتخزين خاصة بالحملة، وارتباط المتطوعين بالأهالي هناك، ساهم في استمرار عمل الحملة وتقدمها، وأضاف" الحملة أهلية تطوعية بالكامل من هنا ومن هناك".

واكتسبت الحملة مصداقية كبيرة كما يقول العوّاد بعد عدة تجارب تطوعية وتنفيذ أعمال إغاثة، وشاركت الحملة مع بلديات عدة في فتح بعض الشوارع وفتح آبار مياه ومنها بلديات خزاعة ورفح وخان يونس، وأضاف" تم التعاون في وقت سابق مع بلدية جباليا من خلال تشغيل بئر ماء يعمل على الطاقة الشمسية في وقت سابق قبل أن يتم تفكيك ألواح الطاقة الشمسية بسبب موجات النزوح ".

ونشطت الحملة على مدار الأشهر الماضية، في شمال قطاع غزة وفي وسطها وتحديدا في محيط مستشفى شهداء الأقصى، وكذلك في خان يونس وفي ورفح وفي مواصي خان يونس. وأوضح الناشط العوّاد بالقول "بسبب ظروف الحرب الآن يتركز عملنا في الشمال في غزة وفي خان يونس، ومواصي خان يونس ومواصي القرارة ومواصي رفح".

المخبز والتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية

ونظمت الحملة هذا العام أكبر إفطار رمضاني في منطقة جباليا حضره في اليوم الأول أكثر من 4 آلاف شخص.

وفيما تتحفظ الحملة على الكشف عن هوية المساهمين فيها لاعتبارات خيرية وإنسانية، وبعضهم من الشخصيات العامة، فإنها تسعى لتقديم الوجبات يوميا حسب المواد الغذائية المتاحة، من خلال التجار في غزة.

ويضيف العواد" من أهم المحطات أيضا بالنسبة للحملة، افتتاح مخبز ثابت في خان يونس قبل قرابة شهر ونصف بالشراكة مع الهيئة الخيرية الهاشمية، وهي أول شراكة رسمية معها. ورغم ارتفاع أسعار الطحين إلى أرقام باهظة، تصل إلى 2400 شيكل للكيس الواحد ( قرابة 680 دولار) إلا أن تشغيل المخبز متواصل و بمعدل إنتاج يصل إلى 600 ربطة خبز يوميا."

ويشرح العوّاد، آلية التوزيع المجاني للخبز لضمان وصوله إلى أكبر عدد من السكان قائلا": عندما يصل سعر كيس الطحين إلى 2000 أو 2400 شيكل، يوضع في ربطة الخبز 8-10 أرغفة، أما إذا وصل سعر الكيس إلى ألف شيكل عندها نزيد عدد الأرغفة إلى 20 رغيفا في الربطة".

وتعكف الحملة حاليا بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية، على توزيع كسوة عيد الأضحى في قرية الوفاء لرعاية الأيتام، كما تستعد الحملة وفقا للعوّاد لذبح ما لايقل عن 30 رأس من الغنم شمال وجنوب القطاع.

سي ان ان المصدر: سي ان ان
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا