شبكة "تنوّع"، مبادرة بحثية وتطبيقية رائدة، تهدف إلى إحداث تحول جذري في علم الجينوم والصحة الدقيقة. وأطلق المبادرة معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، وهو مركز وطني بحثي وتطبيقي ينضوي تحت مظلة مؤسسة قطر.
وقال معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة -في بيان صحفي وصل اليوم الجزيرة نت- إن هذه المبادرة الطموحة تُجسّد رؤية شاملة لتوحيد الجهود الفكرية والعلمية العالمية في هذا المجال الحيوي، فاسم "تنوع" دلالة عميقة على التكامل بين الخبرات المتنوعة من مختلف أنحاء العالم.
تسعى الشبكة إلى رسم ملامح جديدة لمستقبل الطب الشخصي من خلال بناء روابط علمية مستدامة بين الباحثين والخبراء. وقد انطلقت فعلياً في ديسمبر 2024 بعقد ورشة عمل دولية، استمرت يومين تحت عنوان "إطلاق برامج شاملة لتمكين الرعاية الصحية الدقيقة"، وجمعت نخبة من الخبراء والباحثين من أكثر من 17 دولة. ناقش المشاركون في الورشة أحدث التطورات في مجال التخزين البيولوجي وعلم الجينوم التنبؤي وتطبيقاتهما في تعزيز الصحة العامة، ما يعكس الدور الريادي الذي تنهض به دولة قطر إقليميًا في مجال الطب الشخصي.
تعكس الشبكة الدور الريادي الذي تضطلع به دولة قطر إقليميًا في مجال الطب الشخصي، وسعيها إلى توسيع آفاق التعاون الدولي في العلوم الصحية.
وفي هذا السياق، تؤكد السيدة ديما درويش، خبيرة تعليم جينومي في المعهد، أن "هذه المبادرة تمثل نموذجاً فريداً للتعاون العلمي الدولي، وتبرز كيف لوجهات النظر المتعددة، أن تلتقي لتحقيق هدف مشترك". وأضافت: "تعتز دولة قطر بكونها من الدول الرائدة في تبني مفهوم الصحة الدقيقة، ونحن نعتز بدعوة العلماء وصناع السياسات من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذه الورشة والمبادرات المنبثقة عنها".
تعمل شبكة "تنوع" على تعزيز التعاون البحثي الدولي بتوفير منصة متكاملة لتبادل الموارد والخبرات، ودعم البحوث المشتركة التي تهدف إلى مواجهة التحديات الصحية العالمية. وبذلك، تُسهم "تنوّع" في بناء مجتمع علمي دولي يتبادل الأفكار ويعمل بروح الفريق لإيجاد حلول عملية في مجالي الصحة وعلم الجينوم.
تتميز المبادرة بتركيزها على الشمولية والتنوع، إذ تجمع تحت مظلتها خبراء من مختلف التخصصات والقطاعات والجنسيات، بما يعزز فرص تكامل البيانات وضمان خصوصية المرضى وتحويل نتائج البحوث إلى تطبيقات سريرية عملية تلبي احتياجات المجتمعات المختلفة، وتدعم التقدم في التخزين البيولوجي وعلم الجينوم على مستوى العالم.
وبعد نجاح الورشة الأولى في الدوحة، واصل المعهد مسيرة التعاون العلمي بتنظيم ورشة عمل ثانية في الجزائر خلال الشهر الماضي، ركزت على تدريب المشاركين على أحدث التقنيات الحسابية في تحليل تسلسل الجينوم وتنبؤ الجينات واستدعاء المتغيرات، إلى جانب استكشاف أدوات تصوير البيانات المتقدمة، مع التركيز خاصة على التطبيقات العملية في علم الجينوم السريري والدوائي.
تشكل كل فعالية تنظمها مبادرة "تنوع" ركيزة جديدة في صرح التعاون العلمي العالمي تسهم في توسيع شبكة الخبراء والباحثين العاملين في مجال الصحة الدقيقة. وقد نجحت الشراكات التي يقودها معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة في وضع أسس متينة لتنظيم ورش عمل مستقبلية تستهدف مجالات بحثية متخصصة وتدفع عجلة الابتكار العلمي إلى الأمام.
وتعليقاً على الخطط المستقبلية، توضح ديما درويش، أن "هذه الانطلاقة ليست سوى البداية، فنحن نعمل حالياً على تطوير خطط طموحة لتعميق البحث في مجال التحليل الجزيئي واستكشاف إمكاناته الواعدة".
مبادرة "تنوع" تجسد قناعة راسخة بأن التقدم الحقيقي في مجال الرعاية الصحية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تضافر جهود العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم، حيث تسهم هذه الشبكة الفريدة في صياغة مستقبل علم الجينوم والصحة الدقيقة على المستوى العالمي بتعزيز التعاون طويل الأمد ودعم البحوث العلمية القائمة على البيانات الدقيقة.