أثار تفشي مرض الحصبة مؤخرًا قلقًا في جميع أنحاء العالم، وبالأخص في منطقة اليورو التي ارتفعت فيها الإصابات بالمرض المعروف أيضًا بـ"الروبولا" بشكل ملحوظ، فتضاعفت عشر مرات عن العام الفائت.
ومع أن رومانيا تستأثر بأكبر عدد من الإصابات بالحصبة ، غير أن هذا المرض، شديد العدوى، آخذٌ في الانتشار في جميع أراضي الاتحاد الأوروبي.
بين أوائل عامي 2024 و2025، سُجلت أكثر من 32,000 حالة إصابة بالحصبة في الاتحاد الأوروبي وأيسلندا وليختنشتاين والنرويج، وهي زيادة "كبيرة" مقارنة بعام 2023 الذي سجّل أقل من 2,400 حالة، وفقًا للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC).
ويرجّح المركز أن تستمر الإصابات في الارتفاع خلال الأشهر القادمةعلى غرار السنة الماضية، حيث بلغ المرض ذروته في النصف الأول من عام 2024.
ويؤكد المركز: "من المحتمل أن يزداد عدد الحالات خلال ربيع عام 2025".
وقد ظهرت معظم حالات الإصابة بالحصبة في العام الماضي في رومانيا (27,568)، تليها إيطاليا (1,097)، وألمانيا (637)، وبلجيكا (551)، والنمسا (542). غير أن جميع الدول الأخرى في المنطقة الاقتصادية الأوروبية، التي تشمل الاتحاد الأوروبي و أيسلندا وليختنشتاين والنرويج، أبلغت عن وجود حالات إصابة.
وحتى الآن، توفي 18 شخصًا في رومانيا وآخر في أيرلندا نتيجة الحصبة.
واللافت أن الغالبية العظمى من المصابين (86 في المائة) كانوا غير ملقحين، وفقًا للمركز الأوروبي لمكافحة الحصبة، كما أن العديد منهم كانوا أطفالًا تقل أعمارهم عن 4 سنوات.
وفي هذا السياق، أوضح المركز أن انتقال العدوى بهذا الشكل المتواصل يشير إلى وجود ثغرات في التطعيم ضد هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه بين الأطفال والمراهقين والبالغين على حد سواء.
ويحذّر الأطباء من أن مرض الحصبة معدٍ بشكل كبير، لدرجة أن الشخص غير الملقح يمكن أن يصاب بالمرض إذا دخل غرفة سعل أو عطس فيها شخص مصاب قبل ساعتين من دخوله، حتى لو كان قد غادر الغرفة منذ ذلك الحين.
وعلى ضوء الأحداث المتسارعة، تلفت السلطات الصحية إلى ضرورة تلقيح وحماية ما لا يقل عن 95 في المائة من المجتمع عبر جرعتين من اللقاح من أجل منع تفشي الحصبة، وحماية أولئك الذين لا يمكن تطعيمهم بعد، كالأطفال الرضع.
غير أن أربعة بلدان في منطقة اليورو استطاعت في عام 2023 تحقيق هذا الهدف، وهي: هنغاريا ومالطا والبرتغال وسلوفاكيا.
يُذكر أن للحصبة أعراضًا مزعجة قد تتسبب في مضاعفات خطيرة، إذ ينتج عنها طفح جلدي وحمى وسعال.
وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ والوفاة.
وبعد ارتفاع حالات الحصبة في جميع أنحاء العالم، أوصى المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض بالتحقق من حالة التطعيم الخاصة بالمواطنين، خاصة إذا كانوا يخططون للسفر إلى الخارج، مشيرًا إلى أن اللقاح أثبت فعاليته منذ عقود في الوقاية من الحصبة.
وأضاف: "إذا لم تكن متأكدًا من تاريخ التطعيم الخاص بك أو إذا كنت بحاجة إلى إرشادات بشأن تطعيم الأطفال، فاستشر أخصائي رعاية صحية".