في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يطفو على السطح مجددا نقاش حساس بشأن مستقبل العلاقة بين لبنان وإسرائيل، وسط تقارير عن عرض إسرائيلي يتضمن انسحابًا من 5 نقاط حدودية مقابل تطبيع العلاقات.
وعلى الرغم من نفي مصادر رسمية لبنانية لهذا الطرح، فإن الحديث عن احتمالات التطبيع يثير جدلًا واسعًا بين الأطراف السياسية اللبنانية، خصوصًا في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لنزع سلاح " حزب الله" وتطبيق القرار الدولي 1701.
في هذا السياق، اجتمع ممثلون عن فرنسا و إسرائيل و لبنان و الولايات المتحدة في باريس لمناقشة القضايا العالقة بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل و"حزب الله"، وهو ما اعتبره البعض مؤشرا على محاولات دبلوماسية تمهد لمسار جديد في المنطقة.
تزامن ذلك مع إفراج إسرائيل عن 5 أسرى لبنانيين، وُصف من الجانب الإسرائيلي بأنه "بادرة حسن نية" تزامنًا مع اقتراب تولي الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون مهامه.
"حزب الله" وسلاحه.. عقبة أمام أي اتفاق؟
يبقى سلاح "حزب الله" النقطة الأكثر تعقيدا في أي سيناريو محتمل لتطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن وزير العدل اللبناني عادل نصار دعا الحكومة إلى إدراج ملف تسليم سلاح "حزب الله" للدولة على جدول أعمال الجلسة المقبلة، باعتباره شرطا أساسيا لتطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن السيادة اللبنانية.
كما أفادت مصادر حكومية بأن رئيس الحكومة نواف سلام وعد بعقد جلسة لمجلس الدفاع الأعلى لبحث هذه القضية، وسط تصاعد الضغوط الدولية لنزع سلاح "حزب الله" وتقليص نفوذه العسكري، وهو ما قد يشكل نقطة تحول في السياسة اللبنانية إزاء إسرائيل.
لا تطبيع في ظل الاحتلال الإسرائيلي
يرى الكاتب والباحث السياسي رضوان عقيل خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أن الحديث عن التطبيع ليس جديدا، إذ طرح سابقا خلال الاجتياحين الإسرائيليين للبنان عامي 1978 و1982، لكنه دائما ما كان يصطدم بحقيقة استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية.
ويؤكد عقيل أن إسرائيل بعثت برسائل غير مباشرة عبر الولايات المتحدة مفادها أنها "لن تنسحب من هذه الأراضي إلا ضمن اتفاق سلام، ولو كان باردا".
وأضاف: "لم نسمع أي طرف سياسي لبناني، سواء من حزب الله أو خصومه، يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل، فكيف يُطرح هذا النقاش في ظل احتلال مستمر؟".
وشدد على أن الدستور اللبناني يحظر أي شكل من أشكال التعامل مع إسرائيل، مشيرا إلى أن إسرائيل نفسها لا تحترم الاتفاقات الدولية، مستشهدا بسياساتها تجاه الفلسطينيين في مصر والأردن.
ما بين الضغوط والتوازنات.. إلى أين يتجه لبنان؟
في ظل الأزمة الاقتصادية العميقة التي يعاني منها لبنان، والتحديات الإقليمية المتصاعدة، يجد صانع القرار اللبناني نفسه بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان التوازنات الداخلية الحساسة. فبينما تدفع بعض القوى باتجاه نزع سلاح "حزب الله" كشرط لتعزيز سيادة الدولة، تظل مسألة التطبيع مع إسرائيل أمرًا غير وارد على الأقل في المدى المنظور، وفقًا لمواقف معظم الأطراف اللبنانية.
ومع استمرار إسرائيل في سياساتها التوسعية، وتكرار رفضها احترام الاتفاقات الدولية، يبدو أن الحديث عن تطبيع لبناني-إسرائيلي سابقٌ لأوانه، ما لم يتحقق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وهو الشرط الذي يصر عليه لبنان رسميًا كخطوة أولى قبل أي نقاش آخر.