تم رفع دعوى قضائية ضد شركة تسلا، خلال الشهر الماضي، بعد حادث مميت في ولاية ويسكونسن أودى بحياة جميع الركاب الخمسة داخل سيارة من النوع الثالث أو ما يُعرف بـS.
وتم فتح تحقيق حول سيارات تسلا بعد ظهور مخاوف بشأن استخدام أدوات فتح الأبواب في حالات الطوارئ. ويغطي التحقيق حوالي 179 ألف سيارة من نوع 3 مصنوعة في عام 2022.
وتم إطلاق التحقيق في 23 ديسمبر بعد تلقي شكوى تفيد بأن نظام الفتح اليدوي للأبواب مخفي، ولا يحمل تسمية واضحة، ومن الصعب العثور عليه في حالات الطوارئ. وتعتمد سيارات تسلا بشكل رئيسي على أنظمة أبواب إلكترونية تُفتح بواسطة أزرار بدلاً من مقابض الأبواب التقليدية، بينما توفر الشركة ميزة الفتح اليدوي للطوارئ أو عند فقدان الطاقة. ومع ذلك، يقول الخبراء منذ سنوات إن هذه الضوابط ليست سهلة الرؤية أو الفهم، خاصة بالنسبة للركاب في المقاعد الخلفية.
كما تواجه تسلا أيضًا دعوى قضائية من عائلات طالبين جامعيين توفيا في حادث سيارة سايبرترك في نوفمبر الماضي بالقرب من سان فرانسيسكو، حيث تزعم العائلات أن الطلاب كانوا محاصرين داخل السيارة المشتعلة بسبب تصميم مقابض الأبواب.
وفي سبتمبر، بدأت وكالة سلامة السيارات الأمريكية NHTSA مراجعة أولية لحوالي 174 ألف سيارة نوع Y بعد تقارير تفيد بتوقف عمل مقابض الأبواب الإلكترونية.
لا تزال المخاوف المتعلقة بأبواب تسلا قائمة. ووفقًا لتقرير نشرته بلومبيرغ، كان إيلون ماسك على علم بوجود عيب في تصميم فتح الأبواب الإلكترونية في سيارات الشركة، لكنه دعم الاستمرار في استخدام هذا النظام.
وذكرت مصادر بلومبيرغ أن المهندسين حذروا ماسك أثناء تطوير النوع الثالث من استخدام الفتح الإلكتروني لمقابض الأبواب الداخلية، الذي يعتمد على بطارية 12 فولت لتشغيل الزر الإلكتروني. وللتعامل مع هذه المخاطر والالتزام بمعايير السلامة الفدرالية، تم تركيب مفتاح يدوي للطوارئ يمكن استخدامه عند نفاد البطارية.
ويُعتقد أن هذا العيب تسبب في 15 حالة وفاة وعدة حوادث أخرى في سيارات شهيرة مثل النوع 3 والنوع Y، حيث يمكن أن تفشل بطارية 12 فولت عند وقوع تصادم، وغالبية الركاب لا يعلمون بوجود المفتاح اليدوي غير المميز والبعيد عن الزر العادي.
وجاء التحقيق الجديد بعد تلقي NHTSA رسالة من مالك النوع 3 لعام 2022 من جورجيا، يقول فيها إنه اضطر "للزحف إلى المقعد الخلفي وركل نافذة الراكب الخلفي عدة مرات حتى تحطمت"، بعد تصادم أمامي أدى إلى احتراق السيارة وفقدان الطاقة عن الملحقات الكهربائية. وأوضح كيف أصيب بجروح استلزمت ثلاث عمليات جراحية، بما فيها استبدال كامل للورك، مشيرًا إلى قانون فدرالي يلزم أن تكون منافذ الخروج مميزة وسهلة الوصول.
ولم تكن تسلا الشركة الأولى التي تعتمد مقابض أبواب إلكترونية، فبعد انتشار النوع S، بدأت شركات أخرى مثل أودي بتطبيق نفس التقنية. كما لم تكن الشركة الأولى التي تواجه حوادث يحاصر فيها الركاب داخل سياراتهم بسبب فشل فتح الأبواب الإلكترونية، حيث توفي رجل وكلبه عام 2015 بعد تعطل نظام فتح الباب في سيارة شيفروليه كورفيت 2007، ما أدى إلى رفع دعوى قضائية من قبل عائلته.
وقد شكلت هذه الأنظمة مصدر شكاوى متكررة من الملاك والمراجعين، حتى أن مجلة Consumer Reports لاحظت المشكلات وبدأت في تخفيض تقييم السيارات لأسباب تتعلق بسهولة الاستخدام، وأطلقت حملة تطالب الشركات بإنتاج أبواب أكثر أمانًا.
ومن المتوقع أن تستمر مشاكل تسلا خلال العام المقبل مع استمرار وكالة NHTSA في التحقيق في ملايين السيارات على الطرق الأمريكية، في الوقت الذي أجرت فيه الشركة بعض التعديلات على الطرازات الجديدة، واقترح مصمم تسلا في سبتمبر إعادة تصميم نظام فتح الأبواب في السيارات المستقبلية.
المصدر:
يورو نيوز