آخر الأخبار

بهذا العام.. استنجدت فنزويلا بأميركا لحمايتها

شارك
كاريكاتير ساخر يبرز الرئيس كليفلاند وهو يلوي ذيل الأسد البريطاني

خلال العام 1823، قدم الرئيس الأميركي جيمس مونرو (James Monroe) ما عرف بمبدأ مونرو (Monroe Doctrine). وبموجب هذا المبدأ، أكد الرئيس مونرو أنه لا يحق للقوى الأوروبية التدخل بشؤون القارة الأميركية، مؤكدا في الآن ذاته أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتدخل مطلقا في شؤون القارة الأوروبية. ومن خلال هذا المبدأ، حاول جيمس مونرو حماية الدول الأميركية التي استقلت حديثا عن إسبانيا والبرتغال وضمان زيادة نفوذ واشنطن بالقارة الأميركية.

خريطة فنزويلا عام 1810

وبحلول العام 1895، ظهرت بوادر خلاف بريطاني فنزويلي حاد حول عدد من الأراضي. وأمام هذا الوضع، استنجدت فنزويلا بالولايات المتحدة الأميركية لحماية سيادتها.

خلاف حول الحدود

منذ العام 1796، تمكن البريطانيون من دخول أراضي ما عرف لاحقا بمستعمرة غويانا البريطانية التي كانت حينها تحت سلطة الهولنديين. وبحلول العام 1814، أعلن البريطانيون ملكيتهم لهذه المناطق عقب مفاهمة مع الهولنديين. وبسبب الحروب النابليونية وتراجع هيبة إسبانيا، شهدت القارة الأميركية موجة ثورات ضد الحكم الإسباني انتهت باستقلال عدد كبير من دول القارة.

لوحة تجسد الرئيس الأميركي جيمس مونرو

وبسبب عدم وجود حدود واضحة بين مستعمرة غويانا البريطانية وفنزويلا، اتجهت بريطانيا للتوسع ووضع حدود جديدة. وبحلول العام 1840، وضع المستكشف البريطاني روبرت شومبورغ (Robert Schomburgk) ما عرف بخط شومبورغ الذي مثل حدودا جديدة بين غويانا البريطانية وفنزويلا.

وفي الأثناء، خدمت الحدود الجديدة مصالح البريطانيين بشكل واضح وضمت مناطق واقعة غرب نهر إيسيكويبو (Essequibo).
خلال السنوات التالية، اكتشفت بهذه المناطق كميات هامة من الذهب. وعلى إثر ذلك، تحولت هذه المناطق لمصدر خلاف بين فنزويلا وبريطانيا. فبينما تحدثت بريطانيا عن سلطتها على هذه المناطق، اعتبرت فنزويلا ما يقع غرب نهر إيسيكويبو ملكاً لها وتحدثت عن تواجد تلك المناطق ضمن خرائطها أثناء فترة الاحتلال الإسباني.

خلاف بريطاني أميركي

بسبب ضعف موقفها الدبلوماسي على الساحة الدولية، طلبت فنزويلا المساعدة من الولايات المتحدة الأميركية التي ترأسها حينها غروفر كليفلاند (Grover Cleveland). إلى ذلك، وافق الأميركيون على مساعدة فنزويلا وذكروا على لسان وزير الخارجية ريتشارد أولني (Richard Olney) بمبدأ مونرو للعام 1823 الذي يقضي بعدم توسع النفوذ الأوروبي بالقارة الأميركية.

كاريكاتير ساخر يجسد حصول رئيس الوزراء البريطاني سالسبيري على مناطق من فنزويلا

أسفرت هذه الواقعة عن تزايد حدة التوتر الدبلوماسي بين الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا. وبالتزامن مع ذلك، تخوف كثيرون من إمكانية اندلاع حرب بين الطرفين.

انتصار بريطاني

وفي خضم هذا التوتر الدبلوماسي، عرضت الولايات المتحدة الأميركية التوجه نحو التحكيم الدولي لحل الخلاف بين الطرفين. ومطلع العام 1896، قبلت بريطانيا بالتدخل الأميركي بالأزمة ووافقت على التوجه نحو خيار التحكيم الدولي.

وحسب ما تم الاتفاق عليه بمعاهدة واشنطن سنة 1897، قبلت واشنطن ولندن بخيار بعث محكمة دولية يتواجد بها ممثلان عن بريطانيا وممثلان أميركيان، ينوبان عن فنزويلا، ورئيس محكمة روسي لحل الخلاف الحدودي. ويوم 3 أكتوبر (تشرين الأول) 1899، أصدرت هذه المحكمة بباريس قرارها.

ومن خلال ما تم التوصل له، منحت غويانا البريطانية النسبة الساحقة من الأراضي التي طالبت بها فنزويلا بينما لم تحصل الأخيرة سوى على أجزاء ضئيلة جدا. وليومنا الحاضر، لا تزال هذه الحدود التي أقرت عام 1899 نفسها التي تفصل بين غويانا وفنزويلا.

أثار قرار المحكمة غضب فنزويلا التي عبرت على لسان رئيسها عن استيائها مما حصل واستيلاء بريطانيا على أراضيها. ومن جانبها، خرجت الولايات المتحدة الأميركية منتصرة من هذا الخلاف حيث فرضت التحكيم الدولي على البريطانيين لتؤكد نهاية النفوذ البريطاني بالقارة الأميركية وتعويضه بالنفوذ الأميركي.

خلال العام 1962، تقدمت فنزويلا بشكوى للأمم المتحدة وعرضت وثائق سرية حول اتفاق روسي بريطاني لمنح المناطق المتنازع عليها لغويانا البريطانية. ومع استقلال غويانا، تعهدت الأخيرة وفنزويلا بالتوصل لحل حول المناطق المتنازع عليها. لكن ليومنا الحاضر، لم يبلغ الطرفان أية مفاهمة حول الأمر.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار