أثارت مؤثرة جزائرية، تدعى سارة حنانة، جدلاً واسعاً، بعدما أقامت حفل طلاق بالتزامن مع حفل ميلادها، معبرة عن سعادتها بـ"الحدثين"، وتلقت التهاني في فيديو نشرته على مواقع التواصل وأثار ضجّة كبيرة بين مؤيد ومعارض للفكرة.
ففي خطوة وصفها كثيرون بـ"الجريئة"، قامت المؤثرة الجزائرية (1.2 مليون متابع على إنستغرام، ومثلها على منصة تيك توك)، بتصوير فيديو، وهي أمام كعكة كبيرة، قائلة: ".. اليوم سأحتفل بعيدي ميلادي، وليس هذا فقط، ولكن أيضا حفل طلاقي"، والتقطت المؤثرة مقاطع فيديو لها وهي تتلقى التهاني من طرف صديقتها، كما عبرت في مقاطع أخرى عن سعادتها وهي تنقل احتفالها إلى الشَّارع.
ويأتي هذا، ليزيد من قائمة المؤثرات اللائي أعلن عن طلاقهن خلال الأشهر الأخيرة على التواصل، وعبرت كثير منهن عن "ارتياحهن" لهذه الخطوة، خاصة بعدما نشرن على التواصل تفاصيل خلافهن مع أزواجهن، على غرار، أميرة ريا (7 ملايين)، إضافة إلى كل من مايا رجيل (3.8 مليون متابع)، نوريام (2.8 مليون متابع)، سيليا قادة (مليون متابع)، سيليا ليمام (2.1) ونسرين سماي.
واعتبر كثيرون على التواصل، أنَّ ".. هذه الخطوات من طرف المؤثرات، لا هدف لها سوى التشجيع على الطلاق والانفصال رغم أنَّ الأصل هو محاولة الإبقاء على العلاقة الزوجية ما أمكن"، وقال آخر: ".. مؤثرة يتابعها الملايين تفعل هذا.. الأكيد أن بعض متابعاتها ستفعل نفس الشيء".
وفي هذا الشَّأن، قال المختص في مواقع التواصل الاجتماعي، رحيم صديقي: ".. الأكيد أنَّ نشر المؤثرين لتفاصيل عن حياتهم الخاصة، ليس بداعي الإبلاغ، ولكن هو بدوره محتوى هدفه جلب المشاهدات".
وأضاف المتحدث في تصريحه لـ"العربية.نت"، قائلا: ".. لقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها من حيث رفع المشاهدات، حيث إنَّ متابعة "مسلسل" حياة الآخرين، يستهوي فئة كثيرة من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، والذين أغلبهم مراهقون، غير أنَّ التنافس بين المؤثرين، وخاصَّة المؤثرات، صار يدفعهن في كل مرَّة إلى مزيد من المبالغة في كشف خصوصياتهن".
وأضاف رحيم: ".. هذا جعل الخصوصيات حتى الأكثر درامية، تتحول إلى منتوج فيديو، يستهلكه الخاص والعام، دون حتى أن تشعر المؤثرة، أو المؤثر، بخطورته، عليه أولا، وعلى المجتمع أيضا، بل وأكثر من ذلك صار يسعدهم أن يتفاعل الجميع معهم، فهذا يرفع أرقام منصاتهم على التواصل، والدليل، ما قالته المؤثرة مايا رجيل مرة، بأنها أطلقت موضة الطلاق في الجزائر".
من جهته، رأى المختص الاجتماعي، يوسف بن مراد، بأنَّ ".. الزواج والطلاق حدثين هامين في المجتمع الجزائري، لا يتعلق بالمعنيين فقط، ولكن بكل محيطهما من العائلة والأقارب والأصدقاء والزملاء وغيرهم".
وعليه أضاف المتحدث في تصريحه لـ"العربية.نت"، قائلا: ".. الحدث الأول يفترض أن يكون سعيدا، والثاني يفترض أن يكون محزنا، لأنه يُعتبر فشلاً اجتماعيا، حتى لو كان عبارة عن حل لأزمة بين شريكين، فهو عبارة عن فشل مشروع الزواج".
وبالنسبة لمحدثنا: ".. بالتالي، فالفرح بالطلاق، قد يكون بعد سنوات من المعاناة مع شريك الحياة، وربما محاولات سابقة للانفصال فشلت، ما يولد لدى أحد الطرفين، شعورا بالانتصار، في حال انفصل عن الطرف الآخر".
من ذلك، قال مراد: ".. هذا الانتصار، لا يمكن أن يكون في شكل احتفال، لأنه انتصار داخل فشل اجتماعي، وبالتالي فإنَّ التفسير الوحيد لهكذا ممارسات، هي رغبة الطرف في إيصال رسالة إلى الطرف الآخر مفادها أنني أعيش أحسن بدونك، أو إيصال رسالة إلى المتابعين، بالنسبة للمؤثرات، وهي أنني لم أنكسر أو أنني لم أفشل، فهي إذا ليست تعبيرا حقيقيا عن السعادة، وإنما تعبير عن القوَّة (في نظرهن)".
أما عن آثار هذه الخطوة، من طرف المؤثرات:" .. أكيد أنَّ فيديوهات مثل هذه ستشجع متابعات على تقليدها، خاصة وأننا نتحدث عن متابعين من مختلف الفئات، صغار وكبار، متعلمين وغير متعلمين، فالبعض يتأثر سريعا، وآخرون أقل وهكذا، وبالتالي فالأكيد أنَّ استسهال الطلاق لهذه الدرجة، لن تكون له آثار إيجابية على المجتمع".
المصدر:
العربيّة