في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
للسنة الثامنة على التوالي، تصدرت فنلندا قائمة "أسعد دولة في العالم"، حسب تقرير السعادة العالمي الخاصة بالسنة الحالية 2025. ويأتي تصدر فنلندا لهذه القائمة في وقت يُنظر إلى هذا البلد الإسكندنافي على أنه يُعاني من فصل شتاء قارس ومظلم. بالإضافة إلى أنه يعيش بجنب جار (روسيا) يُشكل مصدر قلق لعدة دول أوروبية.
ويرى موقع "تاغس شاوو" الألمانية أن تصدر فنلندا قائمة "أسعد دولة في العالم"، يأتي لمجموعات من الأسباب .
المساواة والتعليم
حسب موقع "ترايدينغ إيكونوميكس"، يبلغ متوسط الدخل في فنلندا حوالي 4148 يورو في الشهر، وهو أقل من ألمانيا التي يصل فيها إلى 4600 يورو شهريا. ورغم هذا التفاوت إلا أن المجتمع أكثر مساواة، إذ أن الفجوة بين الفقراء والأغنياء أصغر.
ويحصل العمال في فنلندا على أجور أفضل، في وقت يتقاضى في كبارة المديرين رواتب أقل ويدفعون ضرائب أعلى، وفق ما أودره موقع "تاغس شاوو".
وعلى مستوى الحياة الأسرية، لا تعد رعاية الأطفال حكرا على الأمهات فقط، بل يشارك الآباء في رعاية أطفالهم. بالإضافة إلى أن الدولة الفنلندية توفر خدمات رعاية ودعم كبير للعائلات.
كذلك، يقوم النظام التعلمي في فنلندا على مبدأ تكافؤ الفرص. ويُعرف عن هذا البلد الإسكندنافي أن جميع الأطفال يدرسون معا لمدة تسع سنوات. كما أنهم يحصلون على دعم نفسي وتعليمي في حال اعترض مسارهم التعليمي مشكل ما.كل هذا، ساهم في تحقيق فنلندا نتائج تعليمية من بين الأفضل على مستوى العالم.
قوة الإرادة.. والطبيعة الساحرة
لدى الشعب الفنلندي مصلح يطلق عليه "سيسو"، الذي يُمكن ترجمته إلى قوة الإرادة والعزيمة والتصرف بعقلانية في مواجهة الشدائد، حسب ما ذكره موقع "فينيش فارمز".
وأضاف أن هذا المصطلح يسلط الضوء على الشعب الفنلندي وشخصيته، حيث يُمثل فلسفة مفادها المُضي قدما مهما كانت الشدائد، والتعلم من الإخفاقات السابقة.
بالإضافة إلى ذلك تلعب الطبيعة دورا مهما في حياة الفنلنديين، حيث يأتي هذا البلد الإسكندنافي على رأس قائمة الدول الأوربية من حيث مساحة الغابات. وتغطي الأشجار نحو 70 بالمئة من مساحة البلد، وفق ما ذكره موقع "دي سيس فينيش".
فنلندا تتمتع بطبيعة ساحرة للغاية. أرشيف.صورة من: Fokke Baarssen/Zoonar/picture allianceوتساعد الطبيعة الغنية بغاباتها وبحيراتها الفنلنديين في التأمل والحفاظ على السلام الداخلي. كما أن "الساونا" والأنشطة الجماعية تزيد من قوة الترابط بين الناس حتى في فصل الشتاء القارس هناك.
السعادة
في فنلندا لا تعتبر السعادة مسؤولية الدولةــ حيث لا تصنع هذه الأخيرة السعادة إلا أنها توفر الطروف الملائمة لها على غرار: الأمن الاجتماعي والتعليم الجيد والرعاية الصحية.
وفي المقابل، يتحتم على الفرد أن يقوم بما عليه حتى يكون سعيدا مثل ممارسة الرياضة، القيام بالعمل التطوعي، العمل الهادف وبناء علاقات اجتماعية.
وتساهم هذه الثنائية: الدولة والفرد في سعادة الفنلنديين ككل، فلا يُوجد "جين فنلندي للسعادة" بل إن هذه الأخيرة مهارة يُمكن تعلمها وتدريبها.
وخلص موقع "تاغس شاوو" أن سعادة فنلندا لا تكمن في المال بل في المساوة والتعليم الجيد والدعم الاجتماعي، فعندما تتوفر هذه الظروف يصبح الوصول إلى السعادة أمرا في المتناول.
تحرير: حسن زنيند
المصدر:
DW