في عالم تنتشر البطالة في الكثير من دوله، وفي ظل تزايد مستويات المنافسة، أصبح الحصول على عمل مهمة صعبة تحتاج للكثير من حشد الإمكانيات والوسائل ومن بينها التجهيز للمقابلة الشخصية التي قد تكون حاسمة في هذا الشأن.
في السابق كان الحصول على مؤهل دراسي مناسب كافيا للحصول على وظيفة، بل إن بعض الدول كانت توزع الوظائف على الخريجين بشكل تلقائي، لكن الحال تغير كثيرا، وأصبحت الدراسة وحدها غير كافية لتحقيق الهدف.
وبعد مراحل أولية في رحلة البحث عن عمل، تأتي مرحلة ربما تكون الأصعب وهي الخضوع لمقابلة شخصية مع صاحب العمل أو مديره أو فريق مختص، تقول تجارب عديدة إنك ستكون بحاجة إلى أن تشحذ فيها ذكاءك وأن تعد لها ما تستحقه.
ومنذ البداية يجب أن تكون مدركا أن الحصول على الوظائف لم يعد أمرا سهلا لأسباب عديدة أبرزها:
ولذلك فنحن ننصحك عزيزي القارئ إذا وصلت إلى مرحلة المقابلة الشخصية أن تستعد على عدة مسارات منها مراجعة الأسباب الشخصية التي قد تضر بك في هذه المرحلة ومنها:
وفي هذا الشأن ينقل موقع "سي إن إن" الأميركي عن أحد خبراء التوظيف تأكيده أن العصر الرقمي جعل الكثيرين أقل خبرة في التعاملات الشخصية، وبالتالي أقل ارتياحًا لها، لا سيما تلك التي تُشكل تحديا.
ويلفت الدكتور ناثان موندراغون، وهو كبير مسؤولي الابتكار في منصة التوظيف (HireVue)، النظر إلى أخطاء قد يتسبب بها الآباء خصوصا من يفرطون في التدخل لمساعدة أبنائهم مهنيا دون تعليمهم كيفية التعامل مع عالم الوظيفة.
أما ستايسي هالر، كبيرة مستشاري التوظيف في ResumeBuilder، فتقول إن البعض يعتقد أن بإمكانه اجتياز مقابلة عمل بسهولة، ولذلك قد يتورط في خطأ كبير هو عدم التحضير الجيد للمقابلة.
ولكن -تقول هالر- كما هو الحال في أي شيء آخر تسعى للنجاح فيه، فإن الحصول على وظيفة يتطلب أيضًا التحضير.
فما الذي يجب عليك القيام به للاستعداد لمقابلة العمل؟
وهنا تقول هالر إن السيرة الذاتية من أول العوامل التي تلفت انتباه مسؤول التوظيف، ولذا يجب أن تكون مختصرة، حبذا لو تكون من صفحة واحدة جذابة وواضحة وغير مزدحمة، مصممة خصيصًا للوظيفة، وتُبرز سبب كونك المرشح الأمثل.
ربما يكون الأفضل هنا استشارة أشخاص آخرين يعملون في نفس الشركة أو جهة العمل، ويلي ذلك استشارة أشخاص يعملون في قطاعات مماثلة.
قد يفيدك أيضا استشارة شخص يعمل في قطاعات التوظيف وسبق له المشاركة في مقابلات شخصية بحيث يقدم لك نصائح تساعد في اجتيازها.
من المهم خلال المقابلة أن تظهر غزارة معلوماتك حول جهة العمل التي تريد الالتحاق بها، يجب أن تقوم ببحث شامل عنها، وأن تستعد لتلقي أسئلة تختبر معرفتك بالشركة، وبالتأكيد سيكون من بينها سؤال عن سبب سعيك لهذه الوظيفة في هذا المكان، حيث يجب أن توضح كيف يمكنك المساهمة في تقدم الشركة ودعم إستراتيجيتها وتحقيق أهدافها.
وحبذا لو قمت أيضا بأبحاث حول الأشخاص الذين سيجرون معك المقابلة إذا كانت لديك أسماؤهم، فهذا سيساعدك في الحديث إليهم وطرح أسئلة عليهم وربما أيضا تجد رابطا مشتركا يساعد في إذابة الجليد المتوقع.
لا تكتفِ بالاستعداد الشفهي، بل دوّن الأسئلة المتوقعة وإجاباتك عنها، واضعا في اعتبارك أن تحاول إظهار ملاءمتك للوظيفة المطلوبة وقدرتك على القيام بها.
وحبذا أيضا لو تدون بعض قصص النجاح التي حققتها في حياتك أو في أعمال سابقة، والتي قد تكون ملائمة لمتطلبات هذه الوظيفة.
من المهم أن تدرك أن أسئلتك قد لا تقل أهمية عن إجاباتك، ينبغي أن تُظهر اهتمامك وحماسك واهتمامك عبر طرح أسئلة من قبيل:
من المهم جدا أن تتجنب التوتر خلال مقابلة العمل، وإذا كنت تعاني من التوتر قبل المقابلات، فقد تساعدك تقنيات الاسترخاء أو التنفس، أما إذا كنت تعاني من قلق شديد، فقد يتطلب الأمر علاجًا. ولا تنسَ أن تحضر معك جميع الملاحظات التي أعددتها للمقابلة.
يقول الخبراء إن ارتداء ملابس رسمية للمقابلات الشخصية والافتراضية أمرٌ مهم.
إذا كانت ثقافة الشركة أكثر بساطة، فهذا لا يعني بالضرورة أن ترتدي ملابس مماثلة لملابسهم في مقابلتك، فهم لا يعرفونك بعد والأفضل أن تترك لديهم انطباعا جيدا يُظهر احترامك وجديتك.
لكن هذا لا يعني المبالغة في الرسميات، فلا داعي مثلا لارتداء بدلة مكونة من 3 قطع إلا إذا كان هذا من قواعد الزي في تلك المؤسسة.
إذا تلقيت سؤالا صعبا لا تملك إجابته، فالأفضل أن تطلب من المحاور إعادة صياغة سؤاله أو قل له: "ليست لديّ خبرة واسعة في هذا الموضوع تحديدًا، ولكن يُمكنني إخبارك بحالةٍ ما". كما يمكنك أيضًا أن تُعرب عن رغبتك في فرصةٍ للتفكير مليًا في السؤال، فلعل ذلك يوحي لهم بقدرتك على التكيّف.
عندما تتاح فرصة طرح الأسئلة، اسأل عمّا أعددتَه. لكن ربما يكون الأفضل تأجيل الأسئلة المتعلقة بالراتب، والإجازات وبقية المزايا إلى ما قبل نهاية المقابلة.
طريقة السؤال مهمة، فبدلا من السؤال عن عدد أيام الإجازة التي ستحصل عليها ربما يكون الأفضل أن يكون سؤالك كالتالي: "هل يمكنك إخباري عن المزايا التي تقدمها الشركة للموظفين في هذا المستوى؟".
وفي النهاية ننصح بأن تختم بالسؤال التالي: "هل هناك شيء آخر يمكنني تقديمه أو الإجابة عنه لإثبات جدارتي بهذا المنصب؟".
خلال 24 ساعة من المقابلة، حبذا لو ترسل رسالة شكر بالبريد الإلكتروني تُعبّر فيها عن امتنانك لوقت المُقابل والفرصة التي أتاحها لك، واعلم أنها ليست مجرد رسالة شكر، بل هي أيضًا تذكير غير مباشر بجدارتك للوظيفة.
المصدر:
الجزيرة