Fertility startup that screens embryos to predict height, intelligence and disease sparks debate with ‘great genes’ campaign https://t.co/pJ6jlGN8Q8 pic.twitter.com/GXAKCVFxNT
— New York Post (@nypost) November 22, 2025
أثارت شركة أميركية ناشئة في مجال التقنيات الوراثية موجة واسعة من الجدل بعد إطلاقها حملة إعلانية ضخمة في نيويورك تروج لفحوصات جينية تَعِد الآباء بالتنبؤ بطول أطفالهم المرتقبين وذكائهم، وحتى بصفاتهم الشكلية.
فبحسب موقع "نيويورك بوست"، فإن الشركة أطلقت هذا الأسبوع حملة كبيرة تشمل لافتات ضخمة في محطات مترو الأنفاق، تحمل عبارة "احصل على أفضل طفل". وتهدف الحملة التسويقية -كما تقول- إلى تمكين الآباء من "بناء صحة جيدة لأجيال قادمة".
ولم تكتفِ الشركة بالإعلان داخل المترو، بل وزعت منشورات ترويجية أمام أحد كبرى فروع متجر "آميركان إيغل" الشهير، حملت عبارة: "هؤلاء الأطفال يتمتعون بجينات رائعة"، في تلميح واضح لإعلان الممثلة سيدني سويني.
وتقدّم الشركة لعملائها ما تسميه "برنامج تحسين الجينات"، وهو خدمة تُتيح للآباء تحليل الأجنة المخصَّبة عبر أطفال الأنابيب، ومقارنتها ببعضها واختيار الأنسب بناء على أكثر من ألفي مؤشر جيني.
ولا تقتصر الفحوصات على الكشف عن مخاطر الأمراض الوراثية، بل تمتد لتشمل سمات شكلية بحتة مثل: طول الطفل المتوقع، و معدل الذكاء، و لون العينين، و لون الشعر.
وهو ما دفع العديد من العلماء والأطباء -بحسب "نيويورك بوست"- إلى التحذير من أن الشركة "تفتح الباب على مصراعيه لعودة مفهوم الأطفال المُصمّمين"، وهي فكرة يرتبط تاريخها بمحاولات تحسين النسل التي أثارت جدلا أخلاقيا كبيرا في السابق.
This IVF company is selling “high-IQ” babies like they’re designer accessories.
It’s eugenics and a grave evil.
We must reject the commodification of our children. pic.twitter.com/SG7V71p57Y
— Clare Anne Ath (@clareanneath) November 22, 2025
ورغم الانتقادات اللاذعة، يبدو أن الحملة نجحت في لفت انتباه شريحة واسعة من الآباء والأمهات الطامحين إلى أفضل الظروف الصحية -وربما الشكلية- لأطفالهم مستقبلا.
فمنذ انطلاق الإعلانات في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، سجلت الشركة قفزة هائلة بلغت 1700% في المبيعات، بحسب ما أكده المدير التنفيذي للشركة كيان صادقي للموقع الأميركي.
ونقلت "نيويورك بوست" عن صادقي قوله إن "من حق كل عائلة أن تعرف بوجود هذه الأدوات. إنها آمنة، ويمكنها مساعدتكم على اتخاذ قرارات أكثر وعيا بشأن طفلكم المستقبلي".
وأضاف "لسنا هنا لنفرض شيئا على أحد. لن ترغب كل عائلة باستخدام هذه الخدمة، وهذا طبيعي. لكن من حق كل عائلة أن تملك المعرفة والاختيار".
في المقابل، يرى خبراء الأخلاقيات الطبية أن الحملة ذات طابع تسويقي هجومي يستغل مخاوف الآباء، ويحاول تحويل الإنجاب إلى عملية "انتقاء" تجارية، بدل أن تبقى قرارا طبيعيا تحكمه اعتبارات صحية وإنسانية فحسب.
ويؤكد هؤلاء أن توسيع نطاق هذه الفحوصات ليشمل الذكاء والطول والصفات الشكلية يفتح الباب أمام عالم تُحدّده المعايير الجينية بدلا من التنوع البشري الطبيعي، وهو ما يهدد بخلق فجوات اجتماعية جديدة بين "أطفال مُعدّلين" وآخرين طبيعيين.
ومع ذلك، تستمر الشركة في الدفاع عن نموذجها، مؤكدة أن ما تقدمه ليس "تصميما للأطفال"، بل مجرد "معلومات تساعد الآباء على اتخاذ قرارات أفضل".
المصدر:
الجزيرة