آخر الأخبار

الذكاء الاصطناعي: أمازون تخفض آلاف الوظائف، فهل بدأ عصر الاستغناء عن البشر في سوق العمل؟

شارك
مصدر الصورة

أكدت شركة التكنولوجيا العملاقة أمازون عزمها على الاستغناء عن نحو 14 ألف وظيفة، في ضوء حاجتها إلى اغتنام الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، ما أثار قلقاً عميقاً بشأن الاستغناء عن البشر في سوق العمل.

وقد انضمت أمازون، الثلاثاء، إلى قائمة متزايدة من الشركات في الولايات المتحدة، التي أشارت إلى تقنية الذكاء الاصطناعي كسبب وراء تسريح الموظفين، ما رآه البعض مؤشرا واضحاً على تأثير التكنولوجيا على مجال التوظيف.

فقد أشارت شركة تشيغ، شركة التعليم عبر الإنترنت، إلى "الحقائق الجديدة" للذكاء الاصطناعي، عندما أعلنت عن خفض عمالتها بنسبة 45 في المئة يوم الاثنين.

كما ألغت شركة سيلزفورس 4000 وظيفة في خدمة العملاء الشهر الماضي، وقال رئيسها التنفيذي إن وكلاء الذكاء الاصطناعي هم من ستوكل إليهم هذه الوظائف.

علاوة على ذلك، أعلنت شركة يو بي إس، إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، الثلاثاء، أنها ألغت 48 ألف وظيفة على مدار العام المنصرم، وسبق أن ربط رئيسها التنفيذي هذا التسريح، جزئياً، بتعليم الآلة.

ومع ذلك، فإن مارثا جيمبل، المديرة التنفيذية لمختبر "بادجيت" بجامعة ييل، قالت إن ما يمكن استقراؤه من تصريحات رؤساء الشركات حول الاستغناء عن العمالة "ربما يكون أسوأ طريقة" لرصد آثار الذكاء الاصطناعي على الوظائف.

وأضافت أن الديناميكيات الخاصة بكل شركة غالبا ما تكون مؤثرة.

وأضافت جيمبل أنه "نظراً للقلق الشديد الذي ينتاب الجميع إزاء التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على سوق العمل في المستقبل، فهناك ميل حقيقي للمبالغة في رد الفعل على إعلانات الشركات الفردية".

وفي الواقع، فإن بعض فئات القوى العاملة كخريجي الجامعات الجدد وموظفي مراكز البيانات، معرض بشكل خاص إلى تبني هذه التكنولوجيا.

ولقد توصلت دراسة حديثة أجراها بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إلى أن ثمة علاقة بين المهن ذات الانتشار الأعلى للذكاء الاصطناعي وبين زيادة معدلات البطالة منذ عام 2022.

ومع ذلك، فإن مورغان فرانك، الأستاذ المساعد في جامعة بيتسبرغ، عكف على دراسة مخاطر البطالة حسب المهنة، وتوصل إلى أن الموظفين في قطاعي المكاتب والدعم الإداري، هم وحدهم المتأثرون بإطلاق منصة تشات جي بي تي للذكاء الاصطناعي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

وقد قفز احتمال مطالبتهم بالتعويض عن البطالة في أوائل عام 2023، على حد قوله، فور إطلاق روبوت الدردشة الذي طورته شركة أوبن إيه آي.

في المقابل، "لا يوجد تغيير ملحوظ في الاتجاه السائد حول إطلاق تشات جي بي تي" بالنسبة لوظائف الحاسوب والرياضيات، قال

وقال فرانك "إن العاملين في مجاليْ التكنولوجيا والإدارة، يواجهون سوق عمل أشد صعوبة مقارنة بالوضع قبل عامين"، مضيفاً أنه مع ذلك، يشك في أن الذكاء الاصطناعي هو السبب وراء كل ذلك.

"أنماط نموذجية" للتوظيف والفصل

في السنوات التي سبقت جائحة فيروس كورونا، وفي الأشهر الأولى للجائحة، عملت أمازون والعديد من منافسيها في قطاع التكنولوجيا على توظيف أعداد كبيرة بوتيرة سريعة، عندما خفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأمريكية إلى ما يقرب من الصفر.

وقال الخبراء إن عمليات التوظيف هذه مهدت الطريق لخفض العمالة - وهي ديناميكية منفصلة عن طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال السنوات الثلاث الماضية.

كما بدأ الاحتياطي الفيدرالي أيضاً برفع أسعار الفائدة في نفس الفترة التي أُطلق فيها برنامج تشات جي بي تي.

وقالت جيمبل، رئيسة مختبر بادجيت: "يشعر المرء بأن الكثير من النقاش حول هذا الأمر يبدو مختلفا تماماً؛ لأنه نقاش يحمل في طياته مصطلح الذكاء الاصطناعي".

وأضافت: "لكن حتى الآن، لم أرَ أي شيء مختلفا عن الأنماط المعتادة للشركات في التوظيف والتسريح، لا سيما في هذه المرحلة من الدورة الاقتصادية".

والسؤال المهم الذي يطرح نفسه، بحسبها، هو كيف ستبدو أنماط التوظيف عندما يعود الاقتصاد إلى انتعاشه القوي؟

وعلى المدى الطويل، فإن التمييز بين فقدان الوظائف الدوري وذلك الناجم عن الذكاء الاصطناعي سيكون أمراً بالغ الأهمية، بحسب جيمبل، التي ضربت مثالاً بحال دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود، متوقعة آنذاك أن تكون وظائف الموارد البشرية والتسويق، الخاسر الأكبر.

ومع ذلك، فإن هذه الوظائف عرضة هي الأخرى للاستعاضة عنها بالذكاء الاصطناعي، ما يُعقّد مهمة تحديد إن كانت خفض العمالة ناجماً عن ظروف الاقتصاد الكلي أو بسبب التكنولوجيا - أو لكلا السببين.

أمازون في الصدارة

أمازون، التي أعلنت خططها لخفض حوالي 14,000 وظيفة إدارية، أكدت أنها بحاجة إلى "تنظيم أكثر مرونة" لاغتنام الفرصة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.

ولقد حققت الشركة أداء جيداً؛ حيث أعلنت عن نتائج ربع سنوية في يوليو/ تموز فاقت توقعات وول ستريت من عدة نواحٍ، لاسيما مع زيادة في المبيعات بنسبة 13 في المئة على أساس سنوي، لتصل إلى 167.7 مليار دولار.

وصرح إنريكو موريتي، أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا (بيركلي)، بأن أكبر شركات التكنولوجيا مثل أمازون في طليعة خفض الوظائف لصالح الذكاء الاصطناعي، "ويرجع ذلك جزئيا إلى كونها منتجة ومستهلكة للذكاء الاصطناعي".

ومع ذلك، أقر موريتي بأن التصحيح الذي أعقب التوظيف القوي خلال الجائحة، ربما دفع الشركة إلى أحدث عملية لتسريح الموظفين.

وقال لورانس شميدت، الأستاذ المشارك في المالية في كلية سلون للإدارة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إن أمازون قادرة على الأرجح على أتمتة الوظائف بشكل أسرع من معظم منافسيها، بفضل حجمها.

وأضاف "ليس من الجنون على الإطلاق أن تعتقد بأن أمازون قد ترغب في إلغاء أنواع معينة من المناصب والوظائف، أو التوقف عن توظيف المزيد من العمالة في أنواع معينة من الوظائف، إذا كان من الممكن أتمتتها بسرعة".

وتوقع أن يحدث نوع من إعادة توزيع للوظائف "بصرف النظر عما يحدث لعددها بشكل عام".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار