ديان كيتون شكّلت نموذجًا للمرأة العصرية على الشاشة وخارجها

(CNN)-- عندما ظهرت الممثلة الراحلة ديان كيتون لأول مرة على الشاشة في فيلم "Annie Hall"، قدمّت نموذجًا للمرأة العصرية كانت موضع الكثير من النقاش خلال سبعينيات القرن الماضي، في مرحلة سعت فيها النسويات إلى إقرار تعديل الحقوق المتساوية لضمان حماية قانونية متساوية لجميع الأمريكيين، بغض النظر عن جنسهم.

وتميّزت كيتون بشخصية فريدة في الفيلم، اعتمدت أسلوبًا ذكوريًا نوعًا ما في الملابس، وخالفت النمط السائد في هوليوود، فبينما كانت شخصيتها جزءًا من قصة حب مع وودي آلن، الكاتب والمخرج والنجم المشارك في الفيلم، إلا أنها لم تكن مجرد قصة حب.

هكذا عاشت كيتون، التي توفيت عن عمر يناهز 79 عامًا مؤخرًا ، في الحياة الواقعية أيضًا.

وفازت النجمة التي بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "Annie Hall"، وساهمت بعد هذا الفيلم في إعادة تعريف شكل وصوت المرأة الرائدة، من خلال رفضها الاكتفاء بالأدوار النسائية المصقولة، وكانت شخصياتها السينمائية متعددة الطبقات، ومعقدة، ومستقلة.

كما في الأدوار التي لعبتها في أفلام: "Reds" عام 1981، "Baby Boom" عام 1987، و"Something’s Gotta Give" عام 2003، و"Book Club" عام 2018.

وأوضحت كيتون إنها تعلمت ذلك من خلال تنشئتها، قائلة: "كان لديّ أمٌّ شجعتني على ذلك وساعدتني على تحقيق ما أردتُ تحقيقه. لقد سلكتُ الدرب الذي لطالما رغبتُ في اتباعه"، وهذا يعني شقّ طريقٍ جديدٍ في هوليوود بأدوارٍ مختلفة في كل شيء، من ثلاثية "Godfather" إلى أداء صوت شخصية جيني في فيلم الرسوم المتحركة "Finding Dory.

حتى أنها أحيانًا لم تُصدّق مسيرتها المهنية، فخلال جلسة "اسألني أي شيء" على إنستغرام عام 2023؛ سألت المخرج الشهير فرانسيس فورد كوبولا: "لماذا اخترتني لفيلم العراب؟!"، وأجابها : "اخترتُكِ لأنكِ، على الرغم من أنكِ ستلعبين دور الزوجة الأكثر عفويةً، إلا أن هناك شيئًا آخر فيكِ، أعمق وأكثر مرحًا وإثارةً للاهتمام".

ولطالما ظهرت قدرة كيتون على إضفاء لمسةٍ من شخصيتها على كل شخصية على الشاشة، واتّبعت قلبها في العمل، والموضة، والهندسة المعمارية، وكلها مجالاتٌ أحبتها، لكنها رسمت مسارها الخاص، لا سيما في حياتها الشخصية. فرغم علاقاتها العاطفية المرموقة مع نجوم مثل وودي آلن، وآل باتشينو، ووارن بيتي، لم تتزوج كيتون قط.

وصرحت لمجلة "بيبول" عن سبب كونها عازبة دائمة، قائلة: "لا أعتقد أن زواجي كان ليُصبح فكرة جيدة، وأنا سعيدة جدًا لأنني لم أفعل، وأنا متأكدة من أنهم سعداء بذلك أيضًا".

كما ربطت هذا الاختيار بوالدتها عندما تحدثت إلى مجلة "إنترفيو" عام 2021، وقالت آنذاك: "كانت أمًا رائعة، لكنني أعتقد أنها السبب في عدم زواجي. لم أرغب في التخلي عن استقلاليتي.. بالمناسبة، لم يطلب مني أحد الزواج قط".

وبدأت كيتون رحلتها كأم في الخمسينيات من عمرها بعد تبني ابنتها دكستر المولودة عام 1996، وابنها الصغير ديوك عام 2001، وأحبت أطفالها حبًا كثيراً. وكان لها تأثير أموميّ على الآخرين.