آخر الأخبار

إنستغرام: دراسة تزعم أن حسابات المراهقين على التطبيق لا تزال تعرض محتوى انتحارياً

شارك
مصدر الصورة

زعمت دراسة حديثة أن أدوات منصة إنستغرام، المصممة لحماية المراهقين من المحتوى الضار، تخفق في منعهم من رؤية منشورات تتعلق بالانتحار وإيذاء النفس.

وقال الباحثون إن منصة التواصل الاجتماعي، المملوكة لشركة "ميتا"، شجعت الأطفال على "نشر محتوى تلقَّى تعليقات جنسية للغاية من بالغين".

وكشفت الاختبارات، التي أجرتها مجموعات سلامة الأطفال وباحثون في مجال الإنترنت، عن أن 30 من أصل 47 أداة أمان للمراهقين على إنستغرام "غير فعالة إلى حد كبير، أو لم تعد موجودة بالأساس".

ونفت شركة ميتا صحة البحث ونتائجه، قائلةً إن إجراءات الحماية التي توفرها أدت إلى رؤية المراهقين لمحتوى أقل ضرراً على إنستغرام.

وقال متحدث باسم شركة ميتا لبي بي سي: "يُشوّه هذا التقرير مراراً وتكراراً جهودنا لتمكين الآباء وحماية المراهقين، مُحرّفاً كيفية عمل أدوات السلامة لدينا وكيفية استخدام ملايين الآباء والمراهقين لها اليوم".

مضيفاً: "تتصدر حسابات المراهقين هذا المجال، لأنها توفر حماية أمان تلقائية ورقابة أبوية مباشرة".

وأطلقت الشركة حسابات المراهقين على إنستغرام عام 2024، مُعلنةً أنها ستُضيف حماية أفضل للشباب وتسمح بمزيد من رقابة الوالدين.

وتم توسيعها لتشمل فيسبوك وماسنجر عام 2025.

وصرح متحدث حكومي بريطاني، لبي بي سي، بأن المطالبات الموجهة للمنصات لمعالجة المحتوى الذي قد يُلحق ضرراً بالأطفال والشباب تعني أن شركات التكنولوجيا "لم يعد بإمكانها غض الطرف".

مضيفاً: "لفترة طويلة جداً، سمحت شركات التكنولوجيا للمواد الضارة بتدمير حياة الشباب وتمزيق شمل العائلات... بموجب قانون السلامة على الإنترنت، أصبحت المنصات مُلزمة قانوناً بحماية الشباب من المحتوى المُضر، بما في ذلك المواد التي تُروج لإيذاء النفس أو الانتحار".

هذه الدراسة حول فعالية تدابير سلامة المراهقين أجريت من قبل مركز الأبحاث الأمريكي "الأمن السيبراني من أجل الديمقراطية" بالتعاون مع خبراء، منهم المُبلّغ عن المخالفات "أرتورو بيجار"، نيابةً عن منظمات سلامة الأطفال، بما في ذلك مؤسسة "مولي روز".

وقال الباحثون إنهم بعد إنشاء حسابات وهمية للمراهقين، اكتشفوا مشاكل كبيرة في أدوات الحماية.

بالإضافة إلى اكتشافهم أن 30 من هذه الأدوات غير فعالة أو ببساطة لم تعد موجودة، وقالوا إن 9 أدوات "قللت من الضرر ولكنها جاءت مع بعض القيود".

وأضاف الباحثون أن 8 أدوات فقط من أصل 47 أداة سلامة قاموا بتحليلها كانت تعمل بفعالية، ما يعني أن المراهقين كانوا يتعرضون لمحتوى يخالف قواعد إنستغرام، المتعلقة بما يسمح عرضه عليهم.

وشمل ذلك منشورات تصف "أفعالاً جنسية مهينة"، بالإضافة إلى اقتراحات الإكمال التلقائي لكلمات بحث تُروج للانتحار أو إيذاء النفس أو اضطرابات الأكل.

يقول آندي بوروز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مولي روز، التي تُناضل من أجل قوانين أكثر صرامة للسلامة على الإنترنت في بريطانيا: "تشير هذه الإخفاقات إلى ثقافة مؤسسية في شركة ميتا، تُعطي الأولوية للتفاعل والربح على السلامة".

أُنشئت المؤسسة بعد وفاة "مولي راسل"، التي انتحرت في الرابعة عشرة من عمرها عام 2017.

وفي تحقيق أُجري عام 2022، خلص الطبيب الشرعي إلى أنها توفيت بسبب "الآثار السلبية للمحتوى على الإنترنت".

"خدعة علاقات عامة"

شارك الباحثون مع بي بي سي نيوز تسجيلات شاشة لنتائجهم، بعضها يتضمن أطفالاً يبدو أنهم دون سن الثالثة عشرة من العمر ينشرون مقاطع فيديو لأنفسهم.

في أحد الفيديوهات، تطلب فتاة صغيرة من المستخدمين تقييم جاذبيتها.

ادعى الباحثون في الدراسة أن خوارزميات إنستغرام "تحفز الأطفال دون سن الثالثة عشرة على القيام بسلوكيات جنسية محفوفة بالمخاطر، للحصول على الإعجاب والمشاهدات".

وقالوا إنها "شجعتهم على نشر محتوى تلقَّى تعليقات جنسية مفرطة من البالغين".

كما وجدت الدراسة أن مستخدمي حسابات المراهقين يتمكنون من تبادل "رسائل مسيئة ومعادية للنساء"، فيما اقترحت عليهم الخوارزميات حسابات للبالغين لمتابعتها.

صرّح بوروز بأن النتائج توحي أن ضوابط حسابات المراهقين على ميتا كانت "حيلة استعراضية، مدفوعة بالعلاقات العامة، وليست محاولة واضحة ومُنسقة لمعالجة مخاطر السلامة طويلة الأمد على إنستغرام".

ميتا واحدة من العديد من شركات التواصل الاجتماعي الكبرى التي واجهت انتقادات، بسبب نهجها في حماية سلامة الأطفال على الإنترنت.

في يناير/ كانون الثاني من عام 2024، كان الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ، من بين رؤساء التكنولوجيا الذين استجوبهم مجلس الشيوخ الأمريكي، بشأن سياساتهم المتعلقة بالسلامة، واعتذر لمجموعة من الآباء الذين قالوا إن أطفالهم تضرروا من وسائل التواصل الاجتماعي.

ومنذ ذلك الحين، طبقت شركة ميتا عدداً من التدابير لتعزيز سلامة الأطفال الذين يستخدمون تطبيقاتها.

لكن الدكتورة لورا إدلسون، المديرة المشاركة لمؤلفي تقرير لمؤسسة "الأمن السيبراني من أجل الديمقراطية"، قالت: "لا يزال أمام هذه الأدوات طريق طويل قبل أن تُصبح وافية بالغرض".

وصرحت شركة ميتا، لبي بي سي، بأن البحث أخفق في فهم آلية عمل إعدادات المحتوى الخاصة بالمراهقين، وقالت إنه يقدم صورة خاطئة عنهم.

وقال متحدث باسم الشركة: "الحقيقة هي أن المراهقين الذين وُضعوا تحت هذه الحماية شاهدوا محتوى أقل حساسية، وتعرضوا لتواصل غير مرغوب فيه بدرجة أقل، وقضوا وقتاً أقل على إنستغرام ليلاً".

وأضافت الشركة أن هذه الأدوات أتاحت للآباء "أدوات فعّالة في متناول أيديهم".

وقالت: "سنواصل تحسين أدواتنا، ونرحب بالتعليقات البناءة، لكن هذا التقرير ليس كذلك".

وأضافت أن بحث مركز الأمن السيبراني من أجل الديمقراطية يُشير إلى أن أدوات، مثل إشعارات "خذ استراحة" - التي تهدف لإدارة وقت استخدام التطبيق - لم تعد متاحة لحسابات المراهقين، في حين أنها تم دمجها بالفعل في ميزات أخرى أو تم تطبيقها في مكان آخر.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار