دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اعتذرت الإعلامية المصرية مها الصغير، للفنّانة الدنماركية ليزا نيلسن، عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، الإثنين، بعد اكتشاف ادعاء مها لرسم إحدى اللوحات التي تعود للفنّانة، خلال إطلالة إعلامية لها على قناة مصرية في يونيو/ حزيران الماضي.
وكتبت مها في تدوينة الاعتذار : "أنا غلطت. غلطت فى حق الفنانة الدانمركية ليزا، وفي حق كل الفنانين، وفى حق المنبر اللي اتكلمت منه، والأهم غلطت فى حق نفسي. مروري بأصعب ظروف في حياتي لا يبرر لي ما حدث .. أنا آسفة وزعلانة من نفسي".
وحدثت الواقعة خلال استضافة الإعلامية منى الشاذلي لمها الصغير، على قناة ON، بحلقة حوارية في يونيو/ حزيران الماضي، تحدثت في جانب منها عن اهتمامها بالفنون التشكيلية والرسم، وعرضت على الشاشة خلال الحلقة لوحاتٍ ادعّت الضيفة وقتها أنّها من نتاجها.
وضجّت مواقع التواصل في مصر بالانتقادات لمها، بعدما كشفت الفنّانة الدنماركية زيف ادعائها من خلال منشور عبر حسابها الرسمي على إنستغرام ، الأحد، أرفقته بصورة للوحتها، وكتبت: "من الرائع رؤية عملك على الشاشة الكبيرة في برنامج تلفزيوني شهير في مصر، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 140 مليون نسمة".
وأضافت: "سيكون الأمر أكثر روعة إذا تم ذكر اسمك بالفعل.. لكن مها الصغير، وهي مؤثرة مشهورة ومقدمة برامج تلفزيونية ومصممة، نسيت أن تفعل ذلك. وبدلاً من ذلك، تدعي أنها رسمت اللوحة (صنعت لنفسي بعض الأجنحة) التي رسمتها في عام 2019".
وفجرّت ليزا مفاجأة في منشورها على إنستغرام، حول عرض أعمال لـ 3 فنّانين آخرين، ذكرت اثنين منهم، وادعّت مها أن لوحاتٍ لهم من نتاجها في الحلقة المشار إليها.
وقالت: " إن نسخ أعمال الآخرين شيء، ولكن التقاط صورة للوحة الفعلية التي رسمها شخص آخر والاستيلاء على ملكيتها العامة ... هذا جديد بالنسبة لي. ومع ذلك، اخترت أن أعتبر ذلك مجاملة كبيرة أن مها الصغير تحب عملي كثيرًا، لدرجة أنها تريد بالفعل ارتكاب جريمة (وفقًا للقانون المصري والدولي واتفاقية برن) باستخدامها للعلامة التجارية والترويج لنفسها".
وأشارت الفنّانة الدنماركية إلى فشل محاولتها في التواصل مع "مها والعاملين في القناة"، وأضافت: "سأغتنم هذه الفرصة لإعادة نشر اللوحة، التي رأيتها تُستخدم مرارًا على مواقع التواصل الاجتماعي كرمز للنضال من أجل الحرية في جميع أنحاء العالم.. وهو أمر أفتخر به حقًا".
واختتمت منشورها قائلة: "دعونا نقول بصوت عالٍ: ليس من المقبول أخذ العمل الذي بذل الآخرون جهدًا كبيرًا في صنعه، واستخدامه للترويج أو كسب المال دون دفع المال أو حتى ذكر اسم الفنان الأصلي.. هذا ليس انتهاكًا للقانون فحسب، بل أيضًا للشخص الذي بذل روحه ووقته في العمل. في الوقت نفسه".
واستدركت الإعلامية المصرية منى الشاذلي الموقف لاحقًا، من خلال تدوينة نشرتها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك ، الإثنين، أرفقتها بصورة اللوحة التي ظهرت في برنامجها، وأوضحت: "اللوحة من ابداع الفنانة الدنماركية ليزا نيلسن.. نحترم المبدعين الحقيقيين ونقدر إبداعاتهم الأصلية في كل المجالات".
وبدورها ، شاركت ليزا لقطة شاشة من الحلقة التي قالت إنها حُذفت من منصات البرنامج علي مواقع التواصل، وكتبت: "لم أكن مستعدة لرد الفعل الذي تلقيته على منشوري أمس عن مها الصغير التي ادعت زورًا أنها صاحبة لوحتي".
وعبّرت الفنّانة الدنماركية عن دهشتها من الرسائل الداعمة التي تلقتها من المصريين، "الذين يعتذرون بالنيابة عن بلدهم"، بحسب تعبيرها، وتوجهت لهم بالقول: "يجب أن أؤكد لكم أنني لم أعتقد يومًا أن سلوك مها يمثل الشعب المصري. شكرًا جزيلاً لكم جميعًا على تعليقاتكم اللطيفة ورسائلكم المباشرة".
وكشفت ليزا أنها تلقت اتصالات من صحفيين مصريين لإجراء مقابلات معها، "ومحامين يرغبون في تولي قضية"، لكنّها ليست "متأكدة تمامًا" ماذا ستفعل بهذا الشأن، بحسب قولها.
وقالت أيضًا: لم أخسر شيئًا شخصيًا، لكنني أعتقد أنها رسالة مهمة. العيش كفنان ليس سهلًا دائمًا، ونحن بحاجة إلى الإنترنت لعرض أعمالنا... لا ينبغي لأحد استغلال ذلك. أشعر بالأسف لمها الصغير لارتكابها هذا الخطأ السخيف".
وشكرت الفنّانة الدنماركية الإعلامية المصرية منى الشاذلي على "اعتذارها العلني"، وطلبت منها لو تفعل ذلك مع الفنّانين الآخرين.
وبعد منشور ليزا، شاركت الفنّانة الفنلندية كارولين ويندلين صورة للوحة لها ادعت مها الصغير أنّها رسمتها، وكتبت: "السرقة ليست مقبولة. لستُ غنية، ولا مشهورة. أعمل حتى الإرهاق، وأُربي ثلاثة أطفال صغار، وأُكرّس كل جهدي لفني. آمل أن يمنحنا ذلك يومًا ما فرصة شراء منزلنا الأول".
وأضافت:" تخيلوا شعور رؤية مؤثرة ثرية تسرق فني، وتدّعي ملكيته لها، وتعرضه على التلفزيون الوطني كما لو كان من صنع يديها.. لوحتي التي ادعت مها الصغير ملكيتها لها تحمل عنوان (أن تصبح حديقة)، وهي ترمز إلى كيف نصبح مع الوقت والصبر ما نُربيه. إن رؤية شخص يمحو هذا المعنى أمرٌ مؤلمٌ للغاية".
وطالبت كارولين منى الشاذلي مضيفة البرنامج بـ"اعتذار علني"، كما فعلت مع ليزا، وأشارت الفنّانة الفنلندية أيضًا لتلقيها "آلاف الرسائل" ممّن وصفتهم بـ "مصريين طيبين" يعتذرون "ويُعربون عن خجلهم مما فعلت مها"، حسب قولها.
وأيضًا شارك فنّان فرنسي يدعى "Seaty" لقطة شاشة من الحلقة المشار إليها، عبر حسابه في إنستغرام، تظهر فيها إحدى لوحاته التي ادعت مها أنّها من نتاجها.
وكتب الفنّان الفرنسي: "يا لها من صدمة هذا الصباح أن أكتشف رسائلكم العديدة التي تُخبرني أن شخصية عامة، في برنامج تلفزيوني مصري شهير ادّعت أنها مُبدعة أعمالي الفنية (دواركا) و(كيغالي) و(بوشيدو) أعمالٌ أبدعتها عام 2017".
وأضاف: "الأسوأ من ذلك، أنه في فقرة البث، يظهر مرسمي السابق بوضوح، إلى جانب اللوحات التي تحمل توقيعي، وحتى الصورة الأصلية المتاحة على صفحتي على إنستغرام".
وعبّر عن دهشته قائلًا: "بعد كل هذه السنوات من الجهد والفشل والبحث والطاقة الإبداعية... أن تُسرق أعمالي الفنية بهذه الطريقة، في وضح النهار، دون خجل أو ندم، إنه أمرٌ غير مقبول على الإطلاق. خاصةً في عام 2025، في عصرٍ يُمكن فيه التحقق من كل شيء بنقراتٍ قليلة... يا لها من فكرةٍ سخيفة!"
وقال أيضًا: "حتى اليوم، لم أتلقَّ أي رد، ولا اعتذار، ولا تفسير. لا من القناة ولا من المُقدِّم، ولا من الشخص المعني".
وشكر الفنّان الفرنسي مصريين قدّموا له رسائل الدعم، وأعلن أنّه سيتحدث لوسائل الإعلام في الوقت المناسب".