آخر الأخبار

خاصية الطول في تطبيق تندر تُثير الجدل بين المستخدمين

شارك
مصدر الصورة

عندما صادفت آشلي حساب جو على تطبيق تِندر، لم يكن الطول من بين ما لفت انتباهها، فرغم أن طوله لا يتجاوز 167 سم، أي أقل بقليل من متوسط الرجال في الولايات المتحدة، إلا أن ما جذبها كان شيئاً آخر تماماً: الحديث عن الشغف، والاهتمامات، وكل ما يتجاوز المقاييس السطحية.

تقول آشلي: "كنا نتحدث عن اهتماماتنا وشغفنا... وليس عن أمور سطحية".

وأثار إعلان "تندر" مؤخراً عن تجربة خاصية جديدة تتيح للمشتركين في الباقات المميزة تصنيف النتائج وفقاً للطول، ردود فعل متباينة هذا الأسبوع.

ففي حين تخشى آشلي وآخرون من أن تؤدي هذه الميزة إلى الحدّ من فرص التوافق، يرى البعض أنها قد تساعد فعلياً الرجال الأقصر على إيجاد شريك.

وتُجرى تجربة الخاصية حالياً في "عدد محدود" من المناطق حول العالم، باستثناء المملكة المتحدة، وهي متاحة فقط للمشتركين في أعلى مستويين من خدمات التطبيق المدفوعة، ولم يكشف تطبيق (تندر-Tinder) لبي بي سي عن الدول التي تُجرى فيها التجربة.

وتعمل الخاصية عبر تزويد خوارزمية التطبيق بمعايير التفضيل التي يحددها المستخدم، دون أن تُقصي أشخاصاً بشكل مباشر، لكن ردود الفعل على الإنترنت تراوحت بين السخرية والغضب.

كتب أحد مستخدمي مواقع التواصل: "تندر أعلن الحرب على الملوك القصيرين"، بينما قال آخر إنه سيستخدم خاصية الطول لـ"استبعاد كل من يزيد طوله عن 175 سم".

وعلّق آخر: "لا يهمني رأي تندر... القصيرون ملوك في نظرنا!".

آشلي، التي تعيش في ولاية ويسكونسن، تقول إنها تتفهم لماذا قد يكون الطول عنصراً حاسماً لبعض الأشخاص، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة لها.

وتضيف الشابة البالغة من العمر 24 عاماً: "سمعت البعض يقولون: لا أستطيع ارتداء الكعب العالي لأن شريكي سيبدو أقصر... لكن هذا لم يشكّل فرقاً لديّ يوماً".

وتتابع: "جو إنسان رائع ببساطة، ولن يهمّني لو كان طوله 180 سم أو 150 سم".

وترى آشلي أن استخدام خاصية كهذه كان من الممكن أن يحرمها من لقاء جو أصلاً، وتعتقد أن آخرين قد يفوتون فرصاً مماثلة.

مصدر الصورة

أما جو، فيرى أن خاصية تصفية النتائج حسب الطول في "تندر" قد تجعل المواعدة أصعب بالنسبة للرجال الأقصر.

ويقول: "عندما تحصر نفسك في الصفات الجسدية لشخص ما، فإنك تقلّل من فرصك في العثور على شريك" مؤكداً أن "الطول لا يجب أن يكون مهماً عندما تبحث عن شريك لحياة كاملة".

جو، البالغ من العمر 27 عاماً، يضيف أن تجربته في المواعدة "لم تكن سيئة تماماً"، وأن الأشخاص الذين واعدهم كانوا يحكمون عليه بناءً على شخصيته، لا على طوله.

لكنّه يعتقد أن الخاصية الجديدة قد تؤثر على فرص مستخدمين آخرين في إقامة علاقات ذات معنى.

وليست "تندر" أول من يُدخل هذا النوع من الفلاتر؛ فمستخدمو تطبيقات المواعدة معتادون على أنواع مختلفة من معايير التصفية، التي أصبحت شائعة في تطبيقات عدة، بما فيها تلك المنتشرة في المملكة المتحدة.

على سبيل المثال، يسمح تطبيق هينغ – أحد أبرز منافسي تندر – للمشتركين في النسخة المدفوعة بتصفية النتائج حسب الطول، وتشمل الفلاتر الأخرى مستوى التعليم، والدين، وما إذا كان الطرف الآخر يدخّن أو يشرب الكحول أو يتعاطى المخدرات.

أما تطبيق بامبل، فيتيح لمستخدميه المميزين استبعاد شركاء محتملين بناءً على البرج الفلكي، بينما يسمح تطبيق غريندر بتصفية النتائج حسب نوع الجسم.

ورغم أن هذه الخصائص ليست جديدة، إلا أن إدخالها من قِبل تندر – أكبر تطبيق للمواعدة في العالم – يحمل أهمية خاصة، وقد أثار النقاش في بريطانيا أيضاً.

مات هيل، من مدينة مانشستر، يبلغ طوله 175 سم، ويقول إنه يشعر بشيء من الخيبة تجاه عالم المواعدة عبر الإنترنت.

ورغم أنه قريب من متوسط طول الرجل في المملكة المتحدة، إلا أنه يرى أن تفضيل البعض للرجال الأطول أضرّ بفرصه على التطبيقات.

ويضيف: "بوصفي شخصاً لا يتمتع بطول فارع ولا بوضع مالي مميز، أصبحت لا أشعر بالحماس تجاه فكرة المواعدة عبر التطبيقات".

لكن مات، البالغ من العمر 28 عاماً، يقول إنه يتفهم سعي التطبيقات مثل "تندر" إلى تحسين خوارزميات التوافق.

ويتابع: "للناس تفضيلات مبنية على أمور كثيرة"، مشيراً إلى أن مثل هذه الفلاتر قد تساعد المستخدمين على "رؤية من يثير اهتمامهم، بدلاً من قضاء ساعات في التمرير بين ملفات لا يشعرون بالتوافق معها".

لكنه يحذّر من التصلّب في التفضيلات: "إذا كنت تفضل من هم أطول من 183 سم، هل سترفض حقاً شخصاً طوله 180 سم فقط... إذا كان جذاباً ويشترك معك في الاهتمامات؟".

ويرى مات أن من هم بطوله يجدون فرصاً أفضل في اللقاءات الواقعية، مثل المناسبات الاجتماعية أو الأصدقاء المشتركين، حيث يكون التفاعل أقل خضوعاً للشروط المسبقة.

من جهتها، ترى الكاتبة والبودكاستر البريطانية بيث ماكول (31 عاماً)، أن خاصية تصفية الطول قد تمنح بعض الراحة للرجال الأقصر، وتقول إن الخاصية قد تساعدهم في تجنب "النساء اللواتي لا يرغبن في مواعدة أحد إلا إذا كان طويلاً جداً".

مصدر الصورة

مع ذلك، لا تبدو بيث واثقة من أن النساء سيلجأن لاستخدام هذه الخاصية فعلاً.

وتقول بيث: "النساء عادة لا يمانعن مواعدة رجل أقصر منهن، لكن المشكلة قد تكون مع الرجل القصير الذي يكون هو نفسه مهووساً بالأمر".

وبعيداً عن الفلاتر، تعتقد بيث أن المشكلة الحقيقية في المواعدة المعاصرة تكمن في التطبيقات نفسها.

توضح: "التطبيقات تجعلنا نتعامل مع المواعدة كأننا نختار شيئاً من قائمة طعام".

وتضيف: "الطول لا يجعل الرجل شريكاً أفضل، لكننا أقنعنا أنفسنا أن هناك شيئاً من الحقيقة في ذلك".

ويبقى السؤال ما إذا كانت خطوة تندر هذه ستحقق رواجاً واسعاً بين المستخدمين أم لا.

تقول لارا بيسبرود، المديرة التنفيذية لشركة ماتش ميكر يو كيه: "مثل هذه الميزات تستغل تفضيلاً معروفاً - وهو أن بعض النساء يرغبن في شركاء أطول قامة"، لكنها ترى أن هذه الخصائص لا تعالج "المشكلات الأعمق المرتبطة بالإرهاق من المواعدة عبر الإنترنت".

وتتابع: "الانجذاب ليس أمراً ثابتاً، بل يمكن أن يتطور مع الوقت".

وتضيف: "رجل يبلغ طوله 170 سم، لكنه واثق، لطيف، ومتناغم عاطفياً، قد يكون أكثر جاذبية بكثير من شخص يبلغ طوله 180 سم، لكنه يفتقر إلى الجوهر".

من جهتها، قالت شركة تندر لبي بي سي إن الفلتر الجديد يأتي في إطار "البناء بوضوح وسرعة وتركيز"، وإنه "جزء من جهد أوسع لمساعدة الناس على التواصل بطريقة أكثر وعياً داخل التطبيق".

وأضاف متحدث باسم الشركة: "ليس كل اختبار يتحول إلى خاصية دائمة، لكن كل اختبار يساعدنا على فهم كيف يمكننا تقديم تجارب أذكى وأكثر صلة، ودفع قطاع المواعدة إلى الأمام".

وبالنسبة لآشلي وجو، فإن تلك اللحظة العابرة حين صادف كل منهما ملف الآخر على التطبيق كانت حاسمة.

تقول آشلي إنها قلقة من أن استخدام خاصية تصفية الطول قد يدفع البعض إلى "إغلاق الباب أمام أشخاص قد يكونون شركاء مناسبين، لمجرد أنهم ليسوا بالطول المفضل لديهم".

لكن، في الوقت الحالي، لم تعد بحاجة إلى البحث عبر التطبيقات، وتعيش اليوم علاقة مستقرة ودافئة مع جو وتصفه بأنه "رائع"، وتضيف: "لطيف بشكل لا يُصدّق".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار