"فايرفون" الأوروبية تتحدى "عمالقة صناعة الهواتف وتخترق السوق الأميركية 

تستعد شركة فايرفون الهولندية لدخول سوق الهواتف الذكية في الولايات المتحدة بخطة مختلفة عن باقي المنافسين، إذ قررت البدء بطرح سماعات قابلة للإصلاح تمهيداً لإطلاق هواتفها الذكية لاحقاً، في خطوة تراها الشركة أساساً لتوسيع حضورها في سوق تتجه بقوة نحو الأجهزة القابلة للتصليح.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة ريموند فان إيك في تصريحات لوكالة "رويترز"، إن السوق الأميركية تمثل فرصة واعدة، خاصة مع توسّع قوانين الحق في الإصلاح في عدد متزايد من الولايات، وازدياد رفض المستهلكين لفكرة الأجهزة التي تُستبدل بدلاً من إصلاحها.

استراتيجية مرنة لمواجهة التغيّرات التجارية

وأوضح فان إيك أن استراتيجية الشركة قائمة على المرونة في مواجهة عدم اليقين، قائلاً: "قد تتغير الرسوم الجمركية يومياً، لكن الطلب على الأجهزة القابلة للإصلاح في أميركا بات واضحاً".

ورغم أن الشركة تصنع منتجاتها في الصين مثل غالبية منافسيها، إلا أنها تؤكد التزامها بمبادئ الاستدامة والشفافية في سلسلة التوريد، بدءاً من التعدين وصولاً إلى مكونات أشباه الموصلات.

نمو قوي وأهداف طموحة

وسجلت فايرفون ارتفاعاً بنسبة 61% في الإيرادات السنوية خلال الربع الثالث من عام 2025، مع زيادة مبيعات الأجهزة والمكونات وقطع الغيار بنفس النسبة تقريباً.

وتستهدف الشركة بيع عدد من سماعاتها في السوق الأميركية يعادل مبيعاتها في أوروبا العام الماضي، رغم أن أجهزتها تخضع حالياً لرسوم جمركية تبلغ 34%.

يتميز هاتف فايرفون 6، بدعم يمتد حتى ثماني سنوات، وضمان لمدة خمس سنوات، وتوفير قطع الغيار حتى عام 2033، وهي فترة دعم تتفوق على معظم منافسيها في القطاع.

اختراق السوق الأميركية يبدأ من "أمازون"

وتخطط "فايرفون" لطرح منتجاتها أولاً عبر "أمازون"، قبل التوسع لاحقاً إلى قنوات البيع التابعة لشركات الاتصالات، والتي تستحوذ على أكثر من 90% من مبيعات الهواتف في الولايات المتحدة.

تحوّل مفهوم "الحق في الإصلاح" في الولايات المتحدة من حركة ناشطين إلى سياسة رسمية في عدد من الولايات، ما فتح الباب أمام شركات مثل "فايرفون" التي تراهن على تصميمات معيارية، وأجزاء قابلة للاستبدال، وسلاسل توريد شفافة.

ويرى محللون أن دخول "فايرفون" في هذا التوقيت قد يدفع الشركات الكبرى إلى إعادة النظر في دورة حياة منتجاتها، وتمديد فترة الدعم الفني وتسهيل عمليات الإصلاح، استجابةً لتحولات السوق ومطالب المستهلكين.