كشف أسترو تيلر، الرئيس التنفيذي لشركة إكس التابعة لمجموعة ألفابت، عن فلسفة الشركة في تحقيق ما يسميه "المشروعات القمرية"، تلك الأفكار الجريئة التي تبدو شبه مستحيلة، لكنها قد تغيّر العالم إذا نجحت.
جاءت تصريحات تيلر خلال مشاركته في مؤتمر TechCrunch Disrupt 2025، حيث تحدث عن مفهوم الابتكار الجذري داخل "مصنع الأحلام" التابع لشركة ألفابت، الذي خرجت منه شركات رائدة مثل "وايمو" للسيارات ذاتية القيادة و"وينغ" لخدمات التوصيل بالطائرات المسيرة.
وأوضح تيلر أن نسبة النجاح داخل "إكس" لا تتجاوز 2% فقط، مضيفاً أن هذا ليس فشلاً بل جزء من ثقافة العمل: "نحن نريد أن نفشل بسرعة لنعرف ما لا يستحق الاستثمار مبكراً."
وبيّن أن المشروع القمري يجب أن يجمع بين ثلاثة عناصر أساسية:
1. أن يسعى لحل مشكلة كبرى على مستوى العالم.
2. أن يتضمن منتجاً أو خدمة مبتكرة قد تجعل هذه المشكلة تختفي.
3. وأن يعتمد على تكنولوجيا رائدة تمنح الأمل في إمكانية تحقيق هذا الحل.
قال تيلر مازحاً: "لو جاء أحد موظفينا بفكرة اختراع جهاز نقل فوري ‘teleporter’، سأمنحه مبلغاً صغيراً ليحاول إثبات خطأ الفكرة، لأن من المرجح أنها لن تنجح – وهذا أمر جيد!"
وأضاف أن الفكرة التي تبدو "منطقية" لا تعتبر مشروعاً قمرياً في نظر "إكس" لأن الابتكار الحقيقي يبدأ من الجنون المحسوب، لا من الأفكار المألوفة.
وقال: "إذا كانت الفكرة مجنونة ولكنها قابلة للاختبار، نمنحها تمويلاً بسيطاً لمعرفة إن كانت أكثر أو أقل جنوناً مما ظننا. وفي الحالتين، نتعلم شيئاً قيّماً."
ويرى تيلر أن سر النجاح في تنفيذ مثل هذه المشاريع يكمن في الجمع بين الجرأة والتواضع: "من دون جرأة عالية، لن تبدأ هذه الرحلات المستحيلة، ومن دون تواضع كافٍ، ستسير فيها بعيداً بلا جدوى."
وكشف أن شركة إكس تطلق أكثر من 100 مشروع سنوياً، وتُغلق معظمها سريعاً، لكن نحو 44% من الإنفاق الكلي يذهب إلى مشاريع "تتخرج" وتصبح شركات ناجحة بشكل لافت، بفضل استراتيجية "قتل الأفكار السيئة مبكراً".
واختتم تيلر حديثه بالتأكيد على أن الابتكار مهارة يمكن تعلمها: "كلنا كنا مبدعين ونحن أطفال، لكننا مع مرور الوقت نتعلم ما يمنعنا من الإبداع. يمكننا استعادة هذه القدرة إذا وجدنا بيئة لا تجعلنا نشعر بالغباء حين نحاول شيئاً جديداً."
المصدر:
العربيّة