تستعد شركة ديب سيك الصينية الناشئة لإطلاق عميل ذكاء اصطناعي من الجيل التالي بحلول نهاية عام 2025، وفقًا لتقرير تقنية.
وتعمل الشركة، ومقرها هانغتشو، على تطوير نظام قادر على أداء مهام معقدة ومتعددة الخطوات بأقل تدخل من المستخدمين.
كما سيتعلم النموذج من تجاربه السابقة لتحسين الأداء مع مرور الوقت، بحسب تقرير نشرته "بلومبرغ" واطلعت عليه "العربية Business".
اكتسبت "ديب سيك" اهتمامًا عالميًا في وقت سابق من هذا العام مع إصدار نموذجها R1.
أظهر النظام قدرات استدلال متقدمة، وبُني بتكلفة بلغت 6 ملايين دولار فقط، أي أقل بكثير من منافسيه مثل شات جي بي تي من "OpenAI" أو جيميني من "غوغل".
كان R1 أيضًا مفتوح المصدر، مما أتاح للمطورين الوصول بحرية إلى شفرته البرمجية.
أحدث هذا الإصدار ثورة في نهج "الأكبر هو الأفضل" في وادي السيليكون، حيث هيمنت الميزانيات الضخمة ومجموعات البيانات الضخمة على تطوير الذكاء الاصطناعي.
أجّل المؤسس ليانغ وينفنغ إصدار نموذج R2، وهي خطوة تُعزى إلى التحسينات التقنية وعمله المستمر في شركة High-Flyer Asset Management. تختلف هذه الوتيرة المدروسة عن منافسيها مثل "علي بابا" و"تينسنت"، الذين سرّعوا من وتيرة طرح تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.
في الشهر الماضي، أطلقت "ديب سيك" تحديثها V3.1، الذي وسّع نافذة السياق إلى 128,000 رمز، وزاد عدد المعلمات إلى 685 مليار.
كما تُطبّق الشركة الآن أيضًا تسميات إلزامية للمحتوى المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي على جميع المخرجات، وهي سياسة لا يمكن تعطيلها، مما يُميّز "ديب سيك" عن منافسيها.
سيستهدف نموذج R2 القادم السوق الناشئة لوكلاء الذكاء الاصطناعي.
بخلاف روبوتات الدردشة التي تقدم ردودًا نصية، صُممت الوكلاء للتعامل مع مهام مثل تخطيط السفر، وتصحيح أخطاء البرامج، وسير العمل، مع إشراف بشري محدود.
يرى المحللون أن هذه التقنية هي الخطوة الرئيسية التالية في مجال الذكاء الاصطناعي، القادرة على تعزيز الإنتاجية وإعادة صياغة الخدمات الرقمية.
لقد طرحت شركات منافسة عالمية، بما في ذلك "OpenAI" و"مايكروسوفت" و"أنثروبيك" ميزاتٍ مُركزة على العميل.
وتهدف "ديب سيك" إلى مُجاراة هذه الجهود، وربما تجاوزها، مُواصلةً سعيها لتحدي هيمنة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
لا تزال التفاصيل المتعلقة بالتسعير والتوافر والمواصفات الفنية محدودة.
ومع ذلك، يتوقع مراقبو الصناعة أن يُراقب الإطلاق عن كثب في كلٍّ من وادي السيليكون وواشنطن، حيث أثار التقدم السريع لشركة ديب سيك مخاوف بشأن تنامي نفوذ الصين في مجال الذكاء الاصطناعي.