بينما يكتفي المنافسون بترقيات متوقعة، اختارت " سامسونغ " أن تفاجئنا مع سلسلة "غلاكسي ووتش 8" (Galaxy Watch 8) بتغييرات حقيقية في التصميم والوظائف، فقد عادت ميزة الإطار الدوار المادي في نسخة "كلاسيك" (Classic)، وجاءت "ووتش 8" (Watch 8) بمظهر أنحف، فيما حصلت "ألترا" على تصميم مربع أكثر صلابة ولون أزرق تيتانيوم جديد.
والأهم أن الابتكارات لم تقتصر على الشكل، إذ أضافت "سامسونغ" أدوات صحية متقدمة مثل تحليل الجلد غير التدخلي (noninvasive skin analysis) ومدرب النوم والجري بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب دمج مساعد "جيميناي" من غوغل مباشرة على المعصم.
تطرح "سامسونغ" سلسلة "غلاكسي ووتش 8" بأسعار تبدأ من 350 دولارا لطراز 40 ملم، و380 دولارا لطراز 44 ملم، بينما تضيف إصدارات "إل تي إي" (LTE) تكلفة إضافية قدرها 50 دولارا، أي 400 و430 دولارا كما يأتي.
أما "غلاكسي ووتش 8 كلاسيك" التي تعود هذا العام بإطارها الدوار المادي، فتتوفّر بحجم واحد 46 ملم بسعر 500 دولار، أو 550 دولارا لنسخة "إل تي إي"، ومن جهة أخرى، تأتي "غلاكسي ووتش ألترا" بإصدار جديد باللون الأزرق التيتانيوم مقابل 650 دولارا، وهو نفس سعر الإصدار الأصلي لعام 2024، لكنها تستفيد من التحسينات الداخلية الجديدة مثل رفع سعة التخزين إلى 64 غيغابايت.
جميع الطرازات أصبحت متاحة الآن في الأسواق بعد أن بدأ شحنها رسميا في 25 يوليو/تموز، ومازالت "سامسونغ" وبعض مزوّدي الخدمة يقدمون عروضا وحزما مختلفة عند شراء الساعة الجديدة مع أحدث هواتف الشركة.
تستمر "سامسونغ" في تعزيز مكانة "غلاكسي ووتش" كأداة لمتابعة الصحة واللياقة، حيث تجمع بين الوظائف التقليدية مثل تخطيط القلب (ECG) وقياس تشبع الأكسجين في الدم (SpO₂) وتتبع النوم، بالإضافة إلى مؤشر "إيه جي إي إس" (AGEs) الذي يعكس علامات الشيخوخة الأيضية في الجسم.
الجديد هذا العام هو مؤشر مضادات الأكسدة (Antioxidant Index)، ميزة مبتكرة تقيس مستويات الكاروتين (carotene)، نوع من مضادات الأكسدة، عبر المستشعر المدمج في الساعة، إذ يكفي أن تضع إبهامك عليه لـ5 ثوان فقط لتحصل على قراءة فورية دون الحاجة لأي تدخل جراحي.
وبما أن مضادات الأكسدة تلعب دورا في تقليل الأضرار الخلوية، فإن معرفة مستواك منها يمنحك تصورا أوليا عن وضعك الصحي، مع توصيات عامة عبر تطبيق "سامسونغ هيلث" (Samsung Health) لتحسين النتائج إذا كانت منخفضة.
مع ذلك، تشير "سامسونغ" بوضوح إلى أن هذه الميزة ليست معتمدة طبيا ولا يمكن اعتبارها بديلا عن التحاليل السريرية التقليدية، بل هي مجرد أداة توجيهية تساعد على تعديل نمط حياتك بشكل سريع لا أكثر.
تضيف "غلاكسي ووتش 8" هذا العام مؤشرات جديدة تهدف إلى تقديم رؤية أعمق لصحة المستخدم، من أبرزها مؤشر ضغط الأوعية الدموية (Vascular Load)، الذي يقدر الضغط الواقع على القلب أثناء النوم ويعرضه على مقياس من منخفض إلى مرتفع.
يساعد هذا في فهم تأثير بعض السلوكيات اليومية، مثل استهلاك الصوديوم أو الكحول، على صحة القلب على المدى الطويل، كما حصل تتبع النوم على ترقية مهمة عبر أداة "إرشادات وقت النوم" (Bedtime Guidance)، حيث تعتمد هذه الميزة على تحليل يستمر 3 أيام يشمل إيقاعك اليومي وضغط النوم أو ديون النوم، وهو النقص التراكمي في ساعات النوم، لتحديد نافذة النوم المثالية.
وتستند النتائج إلى مجموعة واسعة من البيانات، مثل معدل ضربات القلب، وتقلّب معدل ضربات القلب (HRV)، وحرارة الجلد، وحتى عوامل بيئية مثل درجة حرارة الغرفة والإضاءة، إذا كانت متصلة عبر "سمارت ثينغز" (SmartThings)، والهدف من ذلك هو تحسين جودة النوم والتعافي وزيادة الطاقة خلال اليوم.
أما على صعيد اللياقة البدنية، فقد أضافت "سامسونغ" ميزة "مدرب الجري الذكي" (Running Coach)، التي تبدأ باختبار تقييم لياقة لمدة 12 دقيقة يمنحك مستوى يتراوح بين صفر وعشرة (مبتدئ وجاهز للماراثون)، وبناء على هذا التقييم، يتم إعداد خطة تدريب شخصية تمتد بين 4 و6 أسابيع وفق أهدافك الخاصة، سواء كانت المسافة أو الأداء.
وخلال الجري، يقدم المدرب ملاحظات فورية وسياقية لمتابعة التقدم، مع القدرة على تعديل الخطط التدريبية المستقبلية تلقائيا وفق نتائجك الفعلية، في خطوة تتجاوز ما تقدمه آبل في ميزة "وورك آوت بادي" (Workout Buddy) الجديدة.
تتبنى ساعتا "غلاكسي ووتش 8″ و"ووتش 8 كلاسيك" نهج تصميم "غلاكسي ووتش ألترا"، متخلّيتين عن الوجه الدائري التقليدي لصالح التصميم الوسادي، الذي يضم شاشة دائرية داخل إطار مربع بحواف مستديرة، ورغم أن هذا التغيير قد لا يُرضي جميع المستخدمين، إلا أنه يمنح الساعة مظهرا مختلفا عن الأجيال السابقة، ولكن هذا لا يمنع أن وجود الإطار الدوار في طراز "كلاسيك" يظل نقطة قوة لا يمكن إنكارها، خصوصا أن إطار "ألترا" ثابت.
كما يستعير طراز "كلاسيك" زر الإجراءات السريعة القابل للتخصيص من "ألترا"، والذي يعمل أيضا كتاج جانبي إلى جانب أزرار التنقل.
وإلى جانب ذلك، يُعد التصميم الجديد أنحف وأخف وزنا بنسبة 11% وفقا لسامسونغ، وهو ما انعكس فعلا في الاستخدام، حيث تبدو الساعة أخف على المعصم وتفتقر للبروز الواضح في منتصف الجسم كما في الإصدارات السابقة، ويأتي الحزام الجديد ليكمل التحسينات، إذ يقلل الفجوة بين الساعة والمعصم ليمنح ارتداء أكثر راحة، كما يسهم في جعل اتصال المستشعر بالبشرة أوثق، ما قد يؤدي إلى قراءات أكثر دقة لمعدل ضربات القلب، وإذا أثبتت هذه الفكرة فعاليتها، فقد تكون تعويضا منطقيا عن الابتعاد عن التصميم الدائري التقليدي.
وتتوفر "غلاكسي ووتش 8" بالفضي والغرافيت مع إطار من الألمنيوم، بينما يأتي طراز "كلاسيك" باللون الفضي فقط بتشطيب من الفولاذ المقاوم للصدأ، من حيث الأحجام، تتوفر "ووتش 8" بمقاسي 40 و44 ملم، في حين يقتصر "كلاسيك" على 46 ملم، وهو حجم قد لا يناسب المعاصم الصغيرة، كما لا تزال الألوان الأنثوية مثل الذهب الوردي غائبة عن التشكيلة منذ عدة أجيال.
مع تحديث "وان يو آي 8" (One UI 8)، حصلت ساعات "غلاكسي" الجديدة على واجهة أكثر سلاسة وسهولة في التنقل، إذ أصبحت الإشعارات مفصولة حسب التطبيق، مع وصول فوري إلى أكثر 6 تطبيقات استخداما، كما أضافت "سامسونغ" شريط "الآن" (Now) أسفل الشاشة، على غرار هواتف "غلاكسي" ليوفر وصولا سريعا إلى التطبيقات النشطة مثل المؤقتات أو عناصر التحكم بالوسائط، غير أن التغيير الأبرز هو دمج "جيميناي إيه آي" من غوغل بشكل مباشر داخل الساعة، لتصبح أول ساعات ذكية مزودة به.
يتيح هذا المساعد تنفيذ أوامر معقدة، وفهما سياقيا، مثل متابعة سرعة الجري أو بدء تمرين مع تشغيل الموسيقى وضبط مؤقت للطهي، أو حتى صياغة رسالة نصية مباشرة من المعصم. غير أن عمله يتطلب اتصالا بالإنترنت عبر الهاتف المقترن أو من خلال نسخة "إل تي إي" (LTE).
رغم أن "غلاكسي ووتش 8" تتبنى مظهر "ألترا"، فإنها لا تقدم عمر البطارية ذاته البالغ 3 أيام، ومع ذلك، هناك تحسن ملحوظ، إذ زادت سعة البطارية بنسبة 8% مقارنة بالجيل السابق، أي 325 ملي أمبير مقابل 300 في طراز 40 ملم، و435 مقابل 425 في طراز 44 ملم، بينما تصل بطارية "كلاسيك" إلى 445 ملي أمبير، ولا تزال أقل من بطارية "ألترا" البالغة 590 ملي أمبير. ويتوقع أن ينعكس هذا التحسين بشكل أفضل مع كفاءة "وير أو إس 6" (Wear OS 6).
أما على صعيد التخزين، فقد تضاعفت السعة في جميع الطرازات لتصبح 64 غيغابايت معيارا جديدا، بما في ذلك نسخة الأزرق التيتانيوم من "ألترا"، هذه أرقام واعدة، لكن الأداء الفعلي سيُحسم في التجربة الطويلة.