تثار تساؤلات حول مدى خضوع نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك DeepSeek" للرقابة، خاصة عند تشغيله محليًا، وسط اعتقاد شائع بأن الرقابة المفروضة عليه تقتصر على طبقة التطبيق فقط.
أظهر تحقيق أجراه موقع "Wired" كشف أن الرقابة مدمجة في صميم النموذج نفسه، سواء على مستوى التطبيق أو خلال مرحلة التدريب.
ووفقًا للاختبارات، فإن تشغيل نسخة محلية من "ديب سيك DeepSeek" لم يمنعه من فرض رقابة على موضوعات حساسة.
فعلى سبيل المثال، أظهر النموذج توجهًا لتجنب الإشارة إلى أحداث مثل الثورة الثقافية، مكتفيًا بتسليط الضوء على الجوانب "الإيجابية" للحزب الشيوعي الصيني.
كما أظهر فحص منفصل أجراه موقع "تك كرانش" عبر منصة Groq دلائل إضافية على وجود قيود رقابية.
واستجاب النموذج بسهولة لاستفسارات حول أحداث تاريخية أميركية، لكنه رفض تقديم معلومات حول أحداث ميدان السلام السماوي عام 1989.
هذه النتائج تثير تساؤلات حول مدى استقلالية الذكاء الاصطناعي في ظل الرقابة المدمجة، حتى عند تشغيله خارج بيئته الأصلية.
جدير بالذكر أنه بدأ توجيه العديد من الجهات الحكومية الأميركية بحظر استخدام تطبيق ديب سيك، حيث حظرته البحرية الأميركية وبدأ البنتاغون كذلك حظره على بعض شبكاته.
ويعد تطبيق ديب سيك بمثابة روبوت محادثة ذكي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويشبه إلى حد كبير "تشات جي بي تي" من "OpenAI" أو "Gemini" من "غوغل".
ويتميز تطبيق ديب سيك DeepSeek بعدة خصائص فريدة، فهو مجاني للاستخدام من دون قيود ولا يتطلب اشتراكًا شهريًا للاستفادة من أفضل مميزاته.
وكانت شركة ويز لأمن الإنترنت في نيويورك، قالت منذ عدة أيام أنها عثرت على كمية كبيرة من البيانات الحساسة من شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة ديب سيك بعد أن تُركت متاحة على الإنترنت عن غير قصد.
وقالت "ويز" إن عمليات مسح البنية التحتية في "ديب سيك" أظهرت أن الشركة تركت عن طريق الخطأ أكثر من مليون سطر من البيانات غير مؤمنة.
وشملت المعلومات مفاتيح رقمية للبرامج وسجلات الدردشة التي يبدو أنها تلتقط الطلبات المرسلة من المستخدمين إلى مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني للشركة.