طور علماء بريطانيون علاجا جينيا جديدا بالخلايا التائية المعدلة وراثيا، أظهر قدرة عالية على القضاء على سرطان الدم الليمفاوي التائي الحاد (T-ALL) المقاوم للعلاج التقليدي.
استخدم فريق من جامعة كوليدج لندن ومستشفى غريت أورموند ستريت (GOSH) تقنية BE-CAR7، التي تعتمد على خلايا تائية معدلة جينيا باستخدام "تعديل القواعد"، وهو شكل متطور من تقنية "كريسبر" يسمح بإجراء تغييرات دقيقة على الحمض النووي داخل الخلايا دون إحداث كسور، ما يقلل من المخاطر المحتملة.
ويهدف هذا العلاج إلى تمكين المرضى من الوصول إلى الشفاء التام، ويشكل مصدر أمل جديد للعائلات التي تواجه هذا النوع العدواني والنادر من سرطان الدم.
أظهرت نتائج التجارب، التي نشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية وعرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأمراض الدم، أن:
82% من المرضى دخلوا في مرحلة الشفاء التام بعد العلاج، ما مكنهم من إجراء زراعة الخلايا الجذعية دون علامات للمرض.
64% من المرضى خالون من المرض بعد مرور ثلاث سنوات على بدء الدراسة.
الآثار الجانبية، مثل انخفاض تعداد الدم ومتلازمة إطلاق السيتوكينات والطفح الجلدي، كانت قابلة للسيطرة، مع ضرورة مراقبة العدوى الفيروسية أثناء تعافي المناعة.
تعتمد الفكرة على أخذ خلايا تائية (T) من المريض أو متبرع، ثم تعديلها جينيا لتصبح قادرة على التعرف على خلايا السرطان وقتلها عبر مستقبلات خاصة تسمى المستقبلات الخيمرية (CAR).
وتتميز خلايا BE-CAR7 بأنها من الجيل التالي، حيث تم تعديلها بدقة لتفادي مهاجمة الخلايا التائية السليمة، ويمكن تخزينها لاستخدامها عند الحاجة.
تم إنتاج خلايا BE-CAR7 من متبرعين أصحاء، وأُجريت عليها تعديلات دقيقة قبل استخدامها في المرضى، تشمل:
إزالة المستقبلات الموجودة لتكون الخلايا عامة وقابلة للاستخدام لأي مريض.
إزالة علامة CD7 الموجودة على معظم الخلايا التائية لتفادي مهاجمة خلايا CAR T بعضها بعضا أثناء العلاج.
إزالة علامة CD52 الموجودة على كثير من خلايا الجهاز المناعي لجعل الخلايا المعدلة مقاومة للأدوية التي تثبط المناعة.
إضافة مستقبل CAR للتعرف على خلايا سرطان الدم التائي وقتلها بفعالية.
بعد حقن خلايا CAR T المعدلة جينيا في جسم المريض، تبدأ هذه الخلايا بالبحث عن الخلايا التائية المصابة بسرطان الدم وتدميرها، مع الحفاظ على قدرة الجسم على التعافي المناعي. وإذا تم القضاء على سرطان الدم خلال أسابيع، يخضع المريض بعد ذلك لزرع نخاع عظمي لإعادة بناء جهاز مناعي سليم.
وقال البروفيسور وسيم قاسم، قائد الدراسة: "أثبتنا قدرة خلايا CAR T المعدلة جينيا على القضاء على حالات سرطان الدم CD7+ المقاوم، سواء كانت جاهزة للاستخدام أو شاملة، لكننا ندرك أن بعض الأطفال لم يحققوا النتائج المرجوة، ما يعكس تحديات هذه العلاجات المكثفة".
كانت أليسا تابلي، البالغة 16 عاما الآن، أول مريضة تتلقى العلاج في العالم. وبعد فشل العلاجات التقليدية، شاركت في الدراسة، واليوم تتمتع بصحة جيدة وتتابع حياتها الطبيعية، مع طموح أن تصبح باحثة علمية تساهم في اكتشاف علاجات جديدة.
تم دعم التجربة من قبل مجلس البحوث الطبية ومؤسسة ويلكوم والمعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية (NIHR)، بالإضافة إلى التزام مؤسسة GOSH الخيرية بتوسيع نطاق التجربة لعلاج 10 مرضى إضافيين، وبتمويل يزيد عن مليوني جنيه إسترليني لإنشاء مركز عالمي لأبحاث سرطان الأطفال.
المصدر: scitechdaily
المصدر:
روسيا اليوم