أثبت خبراء جامعة الأورال الفيدرالية أن المراهم التي تحتوي على مستخلص فطر الصوفان تسرع تعافي الجلد بعد الحروق الشديدة من خلال تحفيز تجديد الأنسجة وكبح العمليات الالتهابية.
تلحق الحروق من الدرجة الثالثة ضررا جسيما بالجلد نتيجة التعرض للحرارة أو المواد العدوانية أو الكهرباء. وبما أن طبقة الجلد تتضرر بكاملها تقريبا، غالبا ما تظهر مضاعفات أثناء الشفاء، مثل الالتهاب والتورم وتكوين نسيج ندبي خشن.
أثبت العلماء أن المراهم المصنوعة من فطر الصوفان المسطح وفطر الصوفان ذي الحواف يمكن أن تسرع عملية الشفاء. ويشير ألكسندر يرموشين، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية الجزيئية والخلوية في الجامعة، إلى أن علاج حروق الدرجة الثالثة حاليا يستغرق من عدة أسابيع إلى عدة أشهر، في حين تعمل مراهم الفطريات على اختصار مدة العلاج.
ويقول يرموشين:"لكي يلتئم الجرح، لا يقتصر الأمر على استعادة الخلايا نفسها فحسب، بل يجب استعادة المادة بين الخلايا - هيكل الجلد. هذه عملية طويلة تتضمن عدة مراحل، وقد تطول وتؤدي إلى عواقب سلبية، مثل الالتهاب الشديد أو التندب. ويحفز استخدام المراهم تكوين خلايا جديدة ويقلل من التفاعلات الالتهابية، ما يسرع عملية الشفاء".
يشير الباحثون إلى أن المراهم المصنوعة من مستخلص الفطر واللانولين (شمع حيواني) اختبرت على حيوانات مخبرية، وأظهرت نتائج واعدة.
وتقول إيرينا بيتروفا، المحاضرة في قسم الأحياء والطب الأساسي بالجامعة:"يدرس العلماء حاليا خصائص فطر الصوفان في التئام الجروح، وخاصة نوع Ganoderma lucidum اللامع المدرج في الكتاب الأحمر في روسيا، بينما ازداد انتشار أنواع أخرى مثل Ganoderma applanatum وFomitopsis pinicola، لذلك ركزنا عليها. تنتج هذه الفطريات مركبا فريدا من المواد النشطة بيولوجيا، بما في ذلك عديدات السكاريد، والبوليفينول، والتربينات، التي يحتمل أنها تساهم في التئام الجروح".
تؤكد الجامعة أن انخفاض تكاليف إنتاج هذه المراهم يمكن أن يضمن علاج المرضى في البلدان ذات معدلات الإصابات المرتفعة أو في المناطق ذات الموارد الطبية المحدودة.
وتفتح النتائج آفاقا لتطوير عوامل فعالة في التئام الجروح، يمكن استخدامها ليس فقط لعلاج الحروق، بل أيضا لعلاج إصابات الجلد الأخرى.
المصدر: نوفوستي
المصدر:
روسيا اليوم