في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أثار غياب الأرز الياباني عن مائدة طعام جمعت الرئيس الأميركي برئيسة وزراء اليابان في طوكيو، عاصفة من التعليقات على المنصات بين من رأى فيه ذكاء دبلوماسيا وآخرين تناولوه بروح الدعابة.
ففي زيارة رسمية طغى عليها البذخ البروتوكولي والدلالات السياسية في قصر أكاساكا بالعاصمة اليابانية طوكيو، خطف غياب الأرز الياباني عن مائدة الغداء التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايتشي الأضواء من بقية تفاصيل اللقاء.
فبدل الأرز المحلي الذي يُعدّ رمزا للمطبخ الياباني، قُدِّم طبق من الأرز الأميركي المطهو مع الفطر، في إشارة قرأها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أنها رسالة دبلوماسية لتمتين الشراكة التجارية بين البلدين.
وزاد من الجدل السفير الأميركي في طوكيو حين نشر صورة قائمة الطعام وعلق مازحا: "الشراكة بين الولايات المتحدة واليابان تمتد إلى كل شيء حتى إلى الغداء".
وكان اختيار الأرز الأميركي جاء بعد اتفاقية تجارية بين الجانبين تنص على زيادة واردات اليابان من الأرز الأميركي بنسبة 75% مقابل خفض الرسوم الأميركية على البضائع اليابانية، ما جعل المائدة تتحول من مناسبة رسمية إلى مشهد رمزي يجمع بين السياسة والطعام في آن واحد.
اختيار طوكيو تقديم أرز أميركي فسّرته وسائل إعلام برغبة في إظهار التزام باتفاقية التجارة التي وقعتها اليابان مع الولايات المتحدة العام الماضي.
ونصت الاتفاقية على بنود عدة أهمها، التزام اليابان بزيادة وارداتها من الأرز الأميركي بنسبة 75 % مقابل خفض الرسوم الأميركية المفروضة على واردات اليابان إلى 15%.
أرز اليابان كان محط تعليق من ترامب في السابق، الذي قال في يونيو/تموز الماضي "لا يريدون اخذ أرزنا، مع أنهم يعانون من نقص كبير في الأرز.. سنكتفي بإرسال رسالة إليهم."
وحصدت قائمة عشاء ترامب مع رئيسة وزراء اليابان اهتماما واسعا لدى المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، ورصدت حلقة (2025/10/29) من برنامج "شبكات" جانبا من هذه التعليقات.
فقد رأى الناشط خير الدين أن اليابانيين تصرفوا بذكاء سياسي؛ إذ إن الوزيرة اليابانية سعت سرا في العالم لتخفيف أثر الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب: فغرّد:
الساموراي أذكياء هي تعرف ترامب وعشقه لذاته لكن الخبراء يعلمون أن الوزيرة اليابانية تحركت خفية في كل دول العالم لكسر الحصار الذي فرضه ترامب بواسطة التعريفة الجمركية التي أضرت بالاقتصاد الياباني
أما الناشط شامل فاعتبر أن تقديم الأرز الأميركي لترامب لم يكن خيارا حرا بل نتيجة ضغوط اقتصادية، فكتب:
فرض عليهم الرز الأميركي غصبا عنهم وإلا سيكون في ضرائب كبيرة على صادرات اليابان لأميركا ….لعبة مصالح
وتناولت الناشطة أم وائل الأمر بروح طريفة، معتبرة أن اليابانيين عرفوا طريقهم إلى قلب ترامب من خلال معدته، فغردت:
شكلها بتعرف ان ترامب بيحب السوشي بالرز الاميركي … عرفت تطعميه والمتل بيقول طعمي التم بتستحي العين
وبالمقابل، طرح الناشط رياض تساؤلا ناقدا حول الرمزية في الموقف، متسائلا إن كان غياب الأرز الياباني عن المائدة مؤشرا على تراجع مكانته أو قيمته محليا، فكتب:
تقديم الرز الاميركي على مائدة الطعام هل هذا يعني أن الرز الياباني في أسوأ حالاته؟
وقد تراجعت زراعة الأرز الياباني خلال السنوات الماضية، بسبب موجات حر شديدة، وبفعل سياسات حكومية قلصت مساحات الأراضي المخصصة لزراعة الأرز، ونقص اليد العاملة فيها.
ونتيجة لهذا التراجع، ارتفعت أسعار الأرز المحلي للضعف تقريبا، حيث وصل سعر 5 كيلوغرامات من الأرز إلى 35 دولار أميركي، فاعتمدت المتاجر بيعه بنظام حصة الكيس الواحد يوميا لكل أسرة.
المصدر:
الجزيرة