آخر الأخبار

عمر الفطريات الحقيقي على الأرض "مليار سنة"

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

نحن البشر نعيش في عالم لا يخلو من الفطريات، فهي موجودة في كل مكان تقريبا، سواء في التربة التي نزرعها، أو في الهواء الذي نتنفسه، أو في الغذاء الذي نأكله. بعضها صديق لنا، نستخدمه لصناعة الخبز والجبن والمضادات الحيوية مثل البنسلين، وبعضها عدو خفي يسبب التهابات جلدية أو تنفسية مزعجة جدا.

لكن خلف هذه العلاقة اليومية، تحمل الفطريات تاريخا أعمق بكثير مما نتخيل، فقبل أن تظهر النباتات وتغطي اليابسة بالخضرة، كانت الفطريات هي التي سبقت إليها، حيث هندست التربة الأولى ومهدت الطريق لكل أشكال الحياة البرية اللاحقة، بحسب دراسة جديدة نشرت في دورية "نيتشر إيكولوجي آند إيفولوشن".

مصدر الصورة الفطريات تنتشر في كل مكان بعضها نأكله وبعضها يصيبنا بالمرض (بيكسابي)

ما الفطريات أصلا؟

الفطريات كائنات حية تختلف عن النباتات والحيوانات والبكتيريا، ولها مملكة خاصة بها تسمى مملكة الفطريات، وهي ليست نباتات لأنها لا تقوم بعملية البناء الضوئي، وليست حيوانات لأنها لا تهضم الطعام داخل أجسامها، بل تفرز إنزيمات لتحلّل المواد خارجيا ثم تمتصها.

إلى الآن، تعرف العلماء على حوالي 150 ألف نوع من الفطريات رسميا، لكن التقديرات تشير إلى أن العدد الحقيقي قد يتجاوز 2.5 إلى 5 ملايين نوع! أي أن معظم الفطريات على الأرض لم تُكتشف بعد.

والفطريات موجودة في كل مكان تقريبا: في التربة، حيث تكسر المواد العضوية وتعيد تدوير المغذيات، وفي الهواء، حيث تنتشر أبواغها الدقيقة التي يمكن أن نستنشقها بسهولة، وفي المياه العذبة والمالحة، بل على جلودنا وأجسامنا. في الواقع، فإن بعضها يعيش معنا بشكل طبيعي، فسطح جلد الإنسان، وجهازه الهضمي، وحتى فمه، تؤوي أنواعا من الفطريات.

كيف توصل العلماء إلى هذا العمر؟

للتوصل إلى تلك النتائج، اعتمد الفريق البحثي بقيادة علماء من معهد "أوكيناوا" للعلوم والتكنولوجيا في اليابان على تحليل جيني متقدم و"نقل الجينات الأفقي"، وهي عملية تحدث عن طريق تبادل مباشر للمادة الوراثية بين كائنات مختلفة، إلى جانب مقارنات دقيقة مع السجل الأحفوري.

إعلان

هذه التحليلات تمكنت من تجاوز عقبات طالما واجهها العلماء في دراسة تاريخ الفطريات، لأن هذه الكائنات نادرا ما تتحجر، لكونها لينة وهشة مقارنة بالعظام أو الأخشاب. ولهذا ظلّت الفجوة الزمنية في تاريخها غامضة، لكن مع تقدم علم الجينوم، أصبح من الممكن "قراءة" آثارها الوراثية واستنتاج أصولها القديمة.

النتيجة وضعت أجدادا للفطريات بين 1.4 و0.9 مليار سنة مضت، هذا يعني أن الفطريات كانت موجودة قبل وقت طويل من ظهور النباتات البرية، التي لم تصل إلى اليابسة إلا قبل نحو 450 مليون سنة.

ما دور الفطريات في التمهيد للعالم الجديد؟

وبحسب الدراسة، فإن هذه الفطريات القديمة لم تكن مجرد كائنات طفيلية أو ثانوية، بل كانت مهندسة بيئية بكل معنى الكلمة، فقد ساعدت على تفكيك الصخور، وإنتاج أولى أنواع التربة، وإعادة تدوير العناصر الغذائية. من دون هذه العمليات، ما كانت النباتات لتجد أساسا تستند إليه عند انتشارها على اليابسة.

يمكن تشبيه الأمر بمشروع بناء ضخم، الفطريات كانت عمال التمهيد الذين سووا الأرض وجهزوها، لتأتي النباتات لاحقا وتبني فوقها “ناطحات السحاب” الخضراء المتمثلة في الغابات.

هذه النتائج الجديدة تضع الفطريات في موقع مركزي ضمن تاريخ الحياة المعقدة على كوكب الأرض، وتكشف أنه لم يكن مجرد قصة "مملكة النباتات" و"مملكة الحيوانات"، بل إن للفطريات فصلا أقدم وأعمق في كتاب الحياة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار