اكتشف أطباء من المملكة المتحدة والصين أن زيادة أكسيد النيتروجين وجزيئات الهباء الجوي الناتجة عن احتراق الوقود تساهم في انخفاض حدة البصر لدى أطفال المدارس الابتدائية والثانوية.
قال البروفيسور شي زونغبو من جامعة برمنغهام: "اكتشفنا أدلة على أن الهواء النظيف لا يحسن صحة الجهاز التنفسي فحسب، بل يعزز صحة البصر أيضا. وأظهرت متابعتنا أن تحسين جودة الهواء قد يكون إحدى الاستراتيجيات المهمة لحماية بصر الأطفال، خاصة خلال السنوات التي تكون فيها أعينهم أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر ومشكلات البصر الأخرى".
توصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة حوالي 30 ألف تلميذ في مدينة تيانجين الصينية، حيث قاموا بقياس حدة البصر وفحص صحة العيون لدى طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية، كما حددوا مستوى التلوث في مناطق المدينة التي يعيشون ويدرسون فيها.
واستخدم الباحثون نظام تعلم آلي مبتكر لتحليل النتائج، مما ساعد على عزل تأثير العوامل الوراثية والثقافية والاقتصادية وتحديد تأثير الوسط البيئي على قصر النظر ومعدل الإصابة به.
وأظهرت الحسابات أن عاملين بيئيين، هما تلوث الهواء بالهباء الجوي وأكسيد النيتروجين، لهما تأثير طفيف لكنه مهم على حدة بصر الأطفال. فعلى سبيل المثال، الأطفال الذين يعيشون في مناطق نظيفة بيئيًا في تيانجين يتمتعون بمتوسط حدة بصر يبلغ 4.67 نقطة على المقياس اللوغاريتمي، مقارنة بمتوسط 4.63 نقطة لجميع المشاركين.
وأشار العلماء إلى أن التأثير يكون أوضح لدى طلاب المدارس الابتدائية، وتوقعوا أن تحسين جودة الهواء في تيانجين سيرفع متوسط حدة البصر لديهم من 4.74 نقطة إلى 4.83 نقطة. وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تؤكد ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لتحسين جودة الهواء في المناطق الحضرية لحماية صحة العيون لدى الأطفال.
المصدر: تاس