آخر الأخبار

مقال بإنترسبت: الوشاية والتجسس بقضية تشارلي كيرك تذكر باستبداد الأسد

شارك

ورد في مقال بموقع إنترسبت الإخباري الأميركي أن ردود الفعل على مقتل الناشط اليميني الأميركي تشارلي كيرك وما رافقها من موجة إدانات ووشايات وتبليغات تذكر بالحالة الأمنية التي كانت سائدة في سوريا تحت حكم عائلة الأسد.

وأوضحت كاتبة المقال أن المزعج في اغتيال الناشط المحافظ كيرك ليس قتله فحسب، وإنما أيضا ما تلا ذلك من ردود فعل، إذ امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتنديدات ونشأ فجأة موقع إلكتروني يُدعى "قتلة تشارلي"، يتضمن أسماء المتواطئين المحتملين في جريمة الاغتيال.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 نيوزويك: هل حرية التعبير مهددة في أميركا؟
* list 2 of 2 موقع هيومانتيريان: تخفيض المساعدات الأميركية يعيق استجابة أفغانستان للزلزال end of list

ولفتت لبنى مرعي في مقالها إلى أن الكثيرين برروا ذلك السيل من الإدانات بأنه نابع من الشعور بالواجب المهني حيث بدأ أصحاب الميولات اليمينية في توجيه الاتهامات إلى أرباب العمل وسلطات الهجرة والجامعات، ليس فقط بهدف "فضح" الآخرين، بل أيضا لإثبات روحهم القومية وولائهم للوطن.

وأشارت الكاتبة، وهي سورية، إلى أن تلك الحالة لم تكن هي المرة الأولى، فبعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة للاحتجاجات وانتشرت صور لمنشورات قديمة، وراجت مطالبات بفصل بعض الموظفين بسبب مواقفهم وتصريحاتهم بشأن فلسطين وإسرائيل .

ولاحظت مرعي أن الأجواء التي تلت اغتيال كيرك بشكل مأساوي كانت أكثر ضراوة وذلك بالنظر إلى مكانة الرجل في قلب الانقسام السياسي بأميركا وهو ما جعل الجدل حول إرثه يتحول لأداء مسرحي لاستعراض الروح القومية، وليس إلى نقاش حول السياسة والعنف.

وهكذا بدأ نوع من السباق لمعرفة من يبادر إلى الإدانة بشكل أكثر سرعة وقسوة وأعلى نبرة، وتزايدت الحاجة في أوساط اليمين المتطرف إلى مخبرين للكشف عن أي متورط في اغتيال كيرك، وهي حالة ذكرت الكاتبة بالحالة الأمنية في سوريا حيث كانت تسود ثقافة الوشاية والتجسس على نطاق واسع.

الاستبداد في بلد ما لا يرتبط فقط بالسجون أو غرف التعذيب، بل يقاس بأجواء الشك والريبة بين الناس وبدرجة الولاء للنظام والاستعداد للإبلاغ عن الآخرين

وهناك تؤكد الكاتبة التي كانت ناشطة في الثورة السورية أن الاستبداد في بلد ما لا يرتبط فقط بالسجون أو غرف التعذيب، بل يقاس بأجواء الشك والريبة بين الناس وبدرجة الولاء للنظام والاستعداد للإبلاغ عن الآخرين.

إعلان

وساقت مرعي بعض نماذج الاستبداد في العالم مثل ألمانيا الشرقية، حيث حوّلت الشرطة السرية (ستازي) الجيران إلى حراس أمن، وفي تشيلي في عهد بينوشيه، وفي البلد الذي نشأت فيه وهو سوريا ، حيث يقال هناك إنه حتى الجدران لها آذان، في إشارة إلى أن الكل يتجسس على الكل.

ومن صلب الحياة في سوريا تحدثت مرعي عن نموذج للوشاية والتبليغ كان سائدا في المدارس، إذ إنه أثناء غياب المدرس عن الفصل يتم تكليف "عريف" لمتابعة الوضع في الفصل والتبليغ عمن يتصرفون بشكل مخالف للقواعد المعمول بها حتى تتم معاقبتهم ويصيرون عبرة للآخرين.

وذكرت الكاتبة أن التلاميذ كانوا أحيانا يتسابقون للقيام بذلك الدور إلى درجة أن ثقافة "العريف" ترسخت في أذهان الناس وأصبحوا يتوهمون أنه موجود في كل لحظة حتى وإن كان غير موجود فعليا.

وفي الحياة العامة أوضحت الكاتبة أن المنظومة الأمنية في سوريا التي تضم 11 جهازا استخباراتيا كانت مبنية في الأساس على الناس العاديين، حيث كان الولاء يعني أن يكون المواطن عينا وأذنا للنظام وكان بإمكان أي شخص أن يكون مُخبرا وأن يبلغ حتى عن أقرب أقاربه.

وتظهر بعض المسلسلات الكوميدية في سوريا أنه في بعض المواقف كان الناس يتسابقون لإظهار مهاراتهم في التجسس والوشاية إلى درجة أن البعض كانوا يختلقون التهم لبعض الأقارب، فقط لتحقيق مكاسب مادية أو مهنية.

وللتدليل على ذلك قالت الكاتبة إن سقوط نظام بشار الأسد في أواخر عام 2024 وانكشاف أقبية فروع المخابرات تمخض عنه تسريب ملايين الصفحات من التقارير التي تكشف مدى تغلغل ثقافة المراقبة في المجتمع حيث كان بعض الجيران يبلغون عن جيرانهم مقابل سيارة أو ترقية أو خدمة.

لا يزال السوريون يراودهم الشعور بالحاجة للبقاء ويميلون لالتزام الصمت في بعض المواقف وهم يتوهمون أن شخصا ما يتجسس عليهم

وعلقت الكاتبة على ذلك بالقول إن المجتمع السوري أصبح مُتآكلا من الداخل لدرجة أن الخيانة أصبحت تعتبر من أسمى أشكال الولاء، وخلصت إلى أن ثقافة الوشاية والتجسس لم تعزز حماية البلاد بل أشاعت حالة من الشلل.

وترى الكاتبة أن تلك الحالة لم تتلاش بالكامل بعد الإطاحة بالأسد وتفكيك أجهزته الأمنية حيث لا يزال السوريون يراودهم الشعور بالحاجة للبقاء ويميلون لالتزام الصمت في بعض المواقف وهم يتوهمون أن شخصا ما يتجسس عليهم.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا