آخر الأخبار

دراسة حديثة: الشمبانزي تتبع صيحات الموضة تماماً كالبشر

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

دراسة هولندية حديثة تكتشف أن قردة الشمبانزي تتبع صيحات الموضة وتقلد سلوكيات البشر.صورة من: Arvind Mohandas

يبدو أن اتباع صيحات الموضة سلوك لا يقتصر على البشر فحسب، وإنما تبيّن أن الحيوانات والشمبانزي على وجه الخصوص يقلد سلوكيات بعض الحيوانات والبشر حتى دون أن يكون لها فائدة تذكر.

هذا ما توصلت له دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة أوتريخت في هولندا ، و أبحاث من جامعة دورهام الإنجليزية، حيث اكتشف الباحثون أن للشمبانزي سلوكيات اجتماعية خاصة به تشبه سلوكيات البشر.

عيدان الأعشاب في الأذن صيحة موضة بين قردة الشمبانزي

بالرغم من أن الحيوانات تتبنى سلوكيات بعضها البعض، فغالباً ما تكون سلوكيات مفيدة، مثل كيفية العثور على طعام أو حماية أنفسها وما على ذلك، تتبنى أيضاً سلوكيات لا فائدة منها.

لاحظ الباحثون سلوكيات غريبة وفريدة في محمية للشمبانزي في زامبيا، إذ شاهدوا مجموعة من قردة الشمبانزي تتدلى أعشاب من آذانها أو مؤخراتها دون اكتشاف أي سبب واضح لهذا الفعل كالشعور بالحكة أو الألم.

لم يلاحظ الباحثون هذا السلوك على مجموعات أخرى من الشمبانزي في المحمية نفسها بالرغم من تشابه ظروف معيشتهم، ولتفسير هذا السلوك قال فان ليوين، الباحث في جامعة أوتريخت: "يُظهر هذا أن الحيوانات الأخرى، مثل البشر، تُقلّد سلوكيات تبدو بلا معنى من بعضها البعض".

بدأت صيحة عيدان العشب في الأذن في محمية تشيمفونشي للأيتام للحياة البرية عام 2010، حيث لاحظ ليوين أنثى شمبانزي تعلّق عيدان العشب في أذنها وتتركها هناك دون سبب واضح، وفي وقت لاحق تبنى سبعة أفراد آخرين في مجموعتها السلوك نفسه، وحتى بعد وفاة صاحبة الفكرة الأولى بقيت قردة الشمبانزي في هذه المجموعة تمارس هذا السلوك إلى اليوم.

وبعد عقد من الزمن بدأت مجموعات أخرى من الشمبانزي في المحمية نفسها تقوم بهذا السلوك بالرغم من عدم اتصال المجموعتين ببعضهما البعض.

لكن أفراداً من المجموعة الجديدة طوّرت هذا السلوك ووضعت عيدان العشب في مؤخراتها أيضاً، ولم يجد الباحثون أي دليل على أن القردة يعانون من ألم أو حكة ما دفعهم لاتباع هذا السلوك.

من أين أتى السلوك؟

بعد مراقبة قردة الشمبانزي لبعض الوقت اكتشف فان ليوين وزملاؤه أن القردة لم تبتكر هذا السلوك من تلقاء نفسها، بل قلّدت مقدمي الرعاية، وقال ليوين إنه في كلتا المجموعتين اللتين وضعت فيهما قرود الشمبانزي عيدان العشب في آذانها، كان لديهم نفس مُقدّمي الرعاية.

وأفاد مقدمو الرعاية أنهم كانوا أحياناً يضعون عيدان عشب أو أعواد ثقاب في آذانهم لتنظيفها عوضاً عن عيدان القطن المستخدمة عادة لهذا الغرض، وبنفس الوقت أكد مقدمو الرعاية للمجموعات الأخرى أنهم لم يقوموا بهذا السلوك.

ومن المثير للاهتمام أنه لم تُلاحظ مثل هذه السلوكيات في البرية ، وإنما فقط في المحميات، ويعود السبب في ذلك إلى أن الحيوانات في الأسر أو المحميات يكون لديها وقت فراغ أطول من الحيوانات الموجودة في البرية.

فعلى الحيوانات البرية أن تبقى متيقظة ومستعدة طيلة الوقت، وتقضي وقت أطول في العثور على الطعام، وبالتالي لي لديها متسع من الوقت لمراقبة سلوكيات الحيوانات الأخرى أو حتى البشر لتقليدها.

ومع ذلك فإن الباحثين ما زالوا غير متأكدين تماماً مما إذا كان هذا التوجه نحو عيدان العشب عديم الفائدة حقاً، ويضيف ليوين: "يمكن أن يخدم أيضاً غرضاً اجتماعياً، فمن خلال نسخ سلوك شخص آخر، تُظهر أنك تلاحظه، وربما حتى تُعجب به. لذا، قد يُساعد ذلك على تقوية الروابط الاجتماعية وخلق شعور بالانتماء داخل المجموعة، تماماً كما هو الحال لدى البشر ".

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار