آخر الأخبار

ليوناردو دافنشي السوفيتي.. كيف أسهم العالم زيلدوفيتش في تطوير "كاتيوشا"؟

شارك

لم يقتصر إسهام الفيزيائي الشهير ياكوف زيلدوفيتش - أحد أبرز مطوري القنبلة الهيدروجينية السوفيتية - على مجال الفيزياء النووية وحسب، بل امتد إلى تطوير التقنيات العسكرية المتقدمة.

ياكوف زيلدوفيتش / new-site-2023.mephi.ru

وقام ياكوف زيلدوفيتش ( 1914 - 1987) خلال سنوات الحرب الوطنية العظمى (1941-1945) بتحسين صاروخ "كاتيوشا" الأسطوري.

ووُلد ياكوف زيلدوفيتش، الذي غالبا ما كان يُلقب بـ"ليوناردو دافنشي السوفيتي"، قبل 111 عاما في 8 مارس 1914. وقال عنه أب القنبلة النووية السوفيتية إيغور كورتشاتوف بإعجاب: "نعم، زيلدوفيتش عبقري بلا شك!".

لم يلتحق زيلدوفيتش بالصفين الأول والثاني في المدرسة، بل دخل مباشرة إلى الصف الثالث، وكان يحصل على درجات ممتازة في العديد من المواد، حيث ظهر شغفه بالعلوم وموهبته منذ الطفولة المبكرة.

لم يكمل تعليمه الجامعي في أي من المعاهد التي درس فيها، ولم يحصل على شهادة جامعية، ومع ذلك كان مثقفا بشكل استثنائي. ومنحته لجنة الدراسات العليا تصريحا خاصا للدفاع عن أطروحته بدون الحصول على شهادة جامعية.

وهكذا، في سن 22، حصل زيلدوفيتش على درجة الدكتوراه، وفي سن 25 أصبح دكتورا حكوميا في العلوم، وفي سن 27 بدأ العمل على تطوير مواصفات "المركبة القتالية الـ13" (بي إم-13) التي أطلق عليها فيما بعد "كاتيوشا" الأسطورية.

أصبحت صواريخ "كاتيوشا" أثناء الحرب الوطنية العظمى سلاحا سريا سوفيتيا يتمتع بقدرة غير مسبوقة.

وفي 14 يوليو 1941 قامت سبع منصات للبطارية التجريبية الأولى لراجمات الصواريخ "كاتيوشا" بضرب تجمع للقوات الألمانية في وسط مدينة رودنيا في سمولينسك. وأحدث السلاح الجديد تأثيرا مذهلا على العدو، حيث ارتفعت سحابة من الغبار والدخان فوق البطارية، وانطلقت سهام نارية صاخبة نحو العدو، تاركة خلفها ذيولا بيضاء ساطعة من الغازات. وبعد بضع ثوان انفجرت شظايا عالية في مواقع العدو، واحترقت الأعشاب المحيطة.

وخلال الحرب الوطنية العظمى، تحولت "كاتيوشا" إلى سلاح سوفيتي خطير. وكانت قوتها القتالية غير مسبوقة في ذلك الوقت. ولكن ربما لم يكن ليُطلق على "بي إم-13" اسم "سلاح النصر" لولا ياكوف زيلدوفيتش.

وكان للقذائف الصاروخية القوية "كاتيوشا" عيب رئيسي واحد، حيث يمكن أن تنفجر تلقائيا وتجرح الجنود. وكان ذلك بسبب الاحتراق غير المستقر للبارود داخل القذائف، وخاصة في الطقس البارد. وتم تكليف زيلدوفيتش بحل هذه المشكلة.

وبقيت أبحاث زيلدوفيتش، التي أجراها عام 1941، سرا على ألمانيا النازية، التي فشلت في كشف سر "كاتيوشا" حتى نهاية الحرب.

في عام 1941 تم إجلاء ياكوف زيلدوفيتش مع مختبره العلمي إلى مدينة قازان، حيث ابتكر خلال شهرين فقط نوعا جديدا من البارود أكثر فعالية وأمانا. بالإضافة إلى ذلك، تمكن العالم من تحسين ديناميكيات القذائف بحيث يمكنها التحليق لمسافة أبعد.

كان زيلدوفيتش خبيرا كبيرا في مجال الاحتراق والانفجار. وبدأ دراسة هذه الظواهر الفيزيائية في عام 1938 عندما ترأس مختبرا في معهد الفيزياء الكيميائية التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية. وأصبحت معظم أعمال زيلدوفيتش في هذا المجال أساسية، مثل نظرية الاشتعال عن طريق أسطح ساخنة.

وإلى جانب البحوث في المجال النووي وراجمات الصواريخ، أسهم زيلدوفيتش كثيرا في تطوير علم الكونيات العالمي، حيث اكتشف أن الثقوب السوداء الدوارة ترسل إلى الفضاء موجات كهرمغناطيسية قوية واستفاد العالم البريطاني هوكينغ من تلك الفرضية عند تطوير نظريته الكونية.

المصدر: Naukatv.ru

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار