آخر الأخبار

الهروب الكبير من سجن جزيرة ديفل: القصة الحقيقية

شارك

صورة توضيحية: سجن جزيرة ديفل، أحد أكثر السجون عزلة وقسوة في العالم.


في عام 1933، وقعت واحدة من أخطر عمليات الهروب في التاريخ داخل **سجن جزيرة ديفل**، وهو سجن فرنسي منعزل يقع في المحيط الأطلسي قبالة سواحل غويانا الفرنسية. كان هذا المكان بمثابة جحيم على الأرض، حيث كانت الحراسة مشددة والطبيعة القاسية تجعله مستحيلًا للهروب.

بين مئات السجناء المحكوم عليهم بالمؤبد، كان **هنري شاريري**، وهو رجل أدين ظلماً بجريمة قتل لم يرتكبها، لكنه لم يفقد الأمل يومًا في الهروب من هذا الجحيم.

صورة توضيحية: هنري شاريري، أحد أشهر الهاربين من سجن جزيرة ديفل.

الخطة الجريئة

كانت خطة الهروب مستحيلة تقريبًا، فالجزيرة محاطة بأسماك القرش والتيارات القوية، لكن هنري وثلاثة من زملائه قرروا تنفيذها بأي ثمن. بدأوا في جمع مواد من حطام القوارب القديمة، وربطوها ببعضها البعض ليصنعوا طوفًا بدائيًا قادرًا على الإبحار لمسافات قصيرة.

الليلة المصيرية

في ليلة مظلمة، انتظر الأربعة حتى انخفضت دوريات الحراسة، ثم تسللوا إلى الشاطئ حاملين معهم الطوف المصنوع يدويًا. كان الموج مرتفعًا، لكنهم لم يتراجعوا. دفعوا الطوف إلى الماء وبدأوا التجديف في الظلام.

صورة توضيحية: السجناء أثناء محاولتهم الهروب عبر البحر باستخدام طوف بدائي.

رحلة الموت في البحر

لساعات طويلة، كافح السجناء ضد الأمواج العاتية، لكن الرياح العنيفة فرّقتهم. تم اكتشاف اثنين منهم على الشواطئ القريبة وأعيدوا إلى السجن، لكن هنري وشريكه تمكنوا من النجاة، مستمرين في التجديف نحو الأمل.

النجاة والوصول إلى الحرية

بعد أيام من المعاناة في البحر المفتوح، وصل هنري إلى سواحل فنزويلا، حيث تم القبض عليه من قبل السلطات، لكن لحسن حظه، منحته الحكومة الفنزويلية اللجوء السياسي، معتبرة قضيته ظلمًا واضحًا.

بعد سنوات، كتب هنري مذكراته في كتاب بعنوان **"بابيلون"**، الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعًا وتم تحويله لاحقًا إلى فيلم سينمائي شهير.

المصادر

  • مذكرات هنري شاريري - كتاب "بابيلون"
  • تقارير تاريخية عن سجن جزيرة ديفل
  • شهادات من سجناء سابقين نجوا من هذا السجن
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار