في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أثار ما شهدته مناطق الساحل السوري من مظاهرات متباينة بين مطالب بالفدرالية وتقرير المصير من جهة، ومظاهرات مضادة تؤكد وحدة الأراضي السورية من جهة أخرى، تفاعلا على منصات التواصل الاجتماعي.
وخلال المظاهرات تعرض عناصر الأمن السوري لهجمات بالنار والحجارة والسكاكين من أفراد وصفتهم الحكومة بفلول النظام المخلوع الذين تسللوا بين المتظاهرين.
ويأتي هذا التطور بعد أن كفلت السلطات السورية الجديدة حق التظاهر السلمي دستوريا كأحد مكتسبات الثورة ضد نظام المخلوع بشار الأسد الذي كان يقتل المتظاهرين بالرصاص والدبابات والصواريخ وحتى الأسلحة الكيميائية.
وكان الشيخ العلوي غزال غزال الذي يقيم خارج سوريا، قد دعا أبناء الطائفة العلوية في محافظتي اللاذقية وطرطوس للتظاهر للمطالبة بتقرير المصير واللامركزية والفدرالية للساحل السوري.
وتعتبر هذه الدعوة من أحد شيوخ العلويين المقيمين في الخارج -وفقا لمحللين- محاولة لإثارة انقسامات طائفية وجغرافية في سوريا الجديدة التي تحاول بناء دولة موحدة لجميع مكوناتها.
وردا على أحداث العنف التي تخللت المظاهرات، خرجت مظاهرات شعبية مؤيدة للحكومة وتدعو لوحدة الأراضي السورية بكل مكوناتها العرقية والدينية.
بدورها عمل عناصر الأمن السوري على حماية المظاهرات من كلا الطرفين، وحاولوا منع حدوث التحام أو اشتباك بينهما، في مسعى للحفاظ على السلم الأهلي وضمان حق التعبير السلمي للجميع.
بيد أن عناصر الأمن السوري تعرضوا لإطلاق نار وهجوم بالحجارة والسكاكين من عناصر وصفتهم الحكومة بفلول النظام المخلوع الذين تسللوا بين المتظاهرين.
وأوقع هذا الهجوم ضحايا قتلى ومصابين بينهم عناصر من الأمن السوري، في تصعيد خطير يهدد الاستقرار الأمني الهش في المنطقة.
ووثقت مقاطع فيديو متداولة رمي متظاهرين الحجارة على عناصر قوى الأمن السوري، في مشاهد تذكّر بأساليب العنف التي كان يمارسها مؤيدو النظام المخلوع ضد قوات الأمن والمتظاهرين السلميين.
وانقسمت آراء النشطاء السوريين على منصات التواصل الاجتماعي بحسب حلقة (2025/12/29) من برنامج "شبكات" حول هذه التطورات بين من يرفض دعوات الانفصال والفدرالية تماما، ومن يطالب بعرض القضية على الشعب السوري للاستفتاء، بينما ركز آخرون على ضرورة تحقيق العدالة والتهدئة لتجنب الانزلاق نحو الفوضى الأمنية.
وطرح المغرد نزار تساؤلا حول الآليات الديمقراطية للتعامل مع مثل هذه المطالب، حيث كتب يقول:
طيب لو نفترض وافقنا على الفدرالية لماذا لا تطرح على الشعب السوري للاستفتاء والشعب يقرر بعدها؟
وفي نفس السياق، عبرت المغردة لام عن رفضها القاطع لمحاولات التقسيم من داخل المكون العلوي نفسه، وغردت مؤكدة:
شاركت في المظاهرات ورفعت لافتات "أنا علوي ضد التقسيم"، أتمنى من الجميع أن يعرف أن ليس الكل معها، نحن على قلب واحد ووطن واحد.
بينما دعت المغردة شام جميع الأطراف إلى التهدئة وتجنب الانزلاق الأمني، وكتبت مؤكدة على أنه:
يجب على جميع الأطراف التهدئة، ليس من مصلحة سوري الانزلاق أمنيا أكثر، ما يريده الشعب هو العدالة لجميع المكونات السورية.
بدوره بدا المغرد خالد متشائما بحدوث استقرار قريب المدى، حيث كتب يقول:
استقرار سوريا حاليا مستحيل أبدا، استقرار سوريا يحتاج من 20 إلى 30 سنة، هذا واقعي جدا.
ويتكون الساحل السوري من محافظتي اللاذقية وطرطوس وهو ذو طبيعة مختلطة من كل الطوائف السورية، بما فيها العلوية والمرشدية والإسماعيلية والسنية.
وفي إطار الرفض الشعبي لدعوات الانفصال، أعرب وجهاء من مدينة القرداحة بريف اللاذقية، وهي مسقط رأس عائلة الأسد، عن رفضهم القاطع لدعوات الانفصال أو الفدرالية وإثارة الفتنة.
المصدر:
الجزيرة