في مقابلة خاصة مع شبكة "CBS"، تحدث أحمد الأحمد ، الرجل الأعزل الذي تدخّل لصدّ أحد مسلحي هجوم شاطئ بوندي في أستراليا، قائلاً إنه يدرك أن شجاعته أنقذت العديد من الأرواح لكنه يشعر بالحزن على الذين قُتلوا في الهجوم.
وأوضح الأحمد أنه "لم يفكر في شيء" سوى إنقاذ الأرواح أثناء محاولته نزع سلاح ساجد أكرم في 14 ديسمبر، وأضاف: "هدفي الوحيد كان انتزاع السلاح منه، وإيقافه عن القتل، وحماية الأبرياء. أعرف أنني أنقذت كثيرين، لكني أحزن على من فقدوا حياتهم".
وعند سؤاله عن لحظة المواجهة، وصف الأحمد المشهد بقوله: "قفزت على ظهره وضربته، أمسكته بيدي اليمنى وحاولت تحذيره: 'أرمِ سلاحك، توقف عما تفعله'". وتابع: "كنت أشعر بشيء غريب في جسدي وعقلي... لم أتحمل رؤية الناس يُقتلون أمامي، أو سماع صوت الرصاص، أو مشاهدتهم يصرخون ويستغيثون. كان الأمر يمزق روحي".
وقد أصيب الأحمد (44 عامًا) بخمس طلقات بعد صراعه مع المهاجم، وهو الآن في مرحلة التعافي بعد ثلاث عمليات جراحية في أحد مستشفيات سيدني، وفقًا لأحد أفراد الجالية السورية الأسترالية الذي زاره الأسبوع الماضي.
من جهتها، أوضحت لبابة الحميدي الكحيل، مديرة الإعلام في جمعية الأستراليين من أجل سوريا، أن ذراع الأحمد اليسرى قد تتطلب ستة أشهر على الأقل لاستعادة وظائفها الطبيعية بسبب إصابة الأعصاب. وذكرت تقارير أن حملة تبرعات عبر منصة GoFundMe جمعت حوالي 2.5 مليون دولار لدعمه.
وكان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز قد زار الأحمد في المستشفى وأثنى عليه قائلًا له: "قلبك قوي، وشجاعتك ملهمة".
إلى جانب ألبانيز، تلقّت عائلة الأحمد رسائل تقدير من شخصيات رسمية رفيعة، منها رئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز، والحاكم العام لأستراليا سام موستين الذي نقل له تحيات الملك تشارلز، ورئيس المجلس اليهودي في نيو ساوث ويلز ديفيد أوسيب.
ومن غير المتوقع أن يعيد الرجل فتح متجره في ساذرلاند قريبًا ، حيث ترك المئات رسائل وباقات زهور تكريمًا له، إذ سيحتاج إلى فترة راحة للتعافي وقضاء وقت مع عائلته، كما أوضحت الكحيل: "هو بحاجة للراحة وللوقت مع زوجته وبناته بعد غياب طويل".
يُذكر أن هجوم بوندي، الذي استهدف محتفلين بعيد الحانوكا، أسفر عن مقتل 15 شخصًا. وقد قُتل ساجد أكرم الأب برصاص الشرطة، بينما أُصيب ابنه نافيد أكرم ووجهت إليه 59 تهمة جنائية.
المصدر:
يورو نيوز
مصدر الصورة