بشكل رسمي، أعلنت كتائب عز الدين القسام، اليوم الاثنين، استشهاد الناطق باسمها أبو عبيدة، بعد أن ظل العالم يترقبه يوميا لعامين للاطلاع على مجريات عملية طوفان الأقصى.
ووصف بيان القسام الملثم أبو عبيدة بأنه "صوت الأمة الهادر ورجل الكلمة والموقف، ونبض فلسطين وقدسها وشعبها ومقاوميها وقائد إعلام القسام وصاحب الأثر العظيم في نفوس أبناء الأمة".
لأول مرة، كشفت كتائب عز الدين القسام عن الاسم الحقيقي للناطق باسمها.
ولم يكن ممكنا الكشف عن هوية الملثم لكونه كان على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية منذ سنوات طويلة.
وقد أوضحت القسام اليوم الاثنين أن أبو عبيدة هو: حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، وكنيته أبو إبراهيم.
وإلى جانب الاسم الحقيقي، أفرجت القسام عن صورة الفارس دون لثام لأول مرة أيضا.
قال بيان لحركة حماس إن أبو عبيدة لقي الله على خير حال في قصف صهيوني غادر وجبان، بعد أن قاد منظومة إعلام القسام بكل اقتدار، وسطّر مع إخوانه ما رآه الصديق والعدو من أداءٍ مشرف، نقل للعالم مجريات طوفان الأقصى في أبهى حللها، وبطولات مجاهدي غزة التي أذهلت العالم وأغاظت الأعداء.
ولم يوضح البيان تاريخ القصف الذي ارتقى فيه الملثم.
لكن إسرائيل أعلنت في 30 أغسطس/آب الماضي اغتيال أبو عبيدة في غارة على مدينة غزة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل تمكنت من تصفية أبو عبيدة في غزة، ثم أصدر الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي ( الشاباك) بيانا مشتركا بشأن اغتياله.
وحينها لم تؤكد حماس ولم تنفِ الخبر.
أوضحت حركة حماس أن أبوعبيدة استُشهد في قصف صهيوني "رفقة زوجته وأولاده، رحمهم الله جميعا، في خاتمةٍ مباركةٍ طلبها وتمنَّاها، وثبت على طريقها، حتى نال أسمى الأماني، بعد حياة حافلة مفعمة بالجهاد والتضحيات والمصابرة والرّباط على أرض غزَّة العزَّة، ليصطفيه الله تعالى في معركة طوفان الأقصى".
وأوضحت القسام أن السجل العسكري للشهيد أبو عبيدة يمتد لـ20 عاما قضاها في "إغاظة الأعداء وإثلاج صدور المؤمنين".
ويعد أبو عبيدة رمزا للمقاومة الفلسطينية منذ ظهوره البارز لأول مرة في 25 يونيو/حزيران 2006، ليعلن تنفيذ المقاومة عملية "الوهم المتبدد" التي أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين وأسر الجندي جلعاد شاليط.
وتشير التخمينات الإسرائيلية إلى أن أبو عبيدة بدأ الظهور في وسائل الإعلام منذ عام 2002 كأحد كبار نشطاء كتائب القسام الميدانيين. بل إنه -بحسب التقارير- كان حاضرا جميع المؤتمرات الصحفية، دون أن يظهر وجهه، وبعد عام 2006 أصبح المتحدث الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وقد اكتسب زخما كبيرا على المستويين العربي والإسلامي، بعد عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد قواعد ومستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وظل أبو عبيدة يروي تفاصيل وسير العمليات العسكرية للمقاومة وبيان المواقف في الجبهات، وكان على موعد شبه يومي مع شعوب العالم، طيلة العامين الماضيين.
تقول بعض المعلومات إن أبو عبيدة ينحدر من قرية "نعليا" في غزة، التي احتلتها إسرائيل عام 1948، وظل يعيش في جباليا شمال شرقي غزة.
وتعرض منزله للقصف الإسرائيلي أكثر من مرة أعوام 2008 و2012 و2014، ومرة أخرى خلال معركة "طوفان الأقصى".
سبق أن تناولت تسريبات أن أبو عبيدة كان لديه مجال للدراسة وحاز عام 2013 درجة الماجستير من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة عن عمله حول موضوع "الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام" كما كان يعد درجة الدكتوراه في نفس التخصص.
يملك أبو عبيدة المهارات الاتصالية الأساسية للتأثير، "ويعطي غموض شخصيته ولباسه نوعا من الكاريزما اللازمة للتأثير، ويمزج في المخاطبة بين المرونة والبأس بنبرات صوته وهزات يده وطريقة تحريك أصابعه، ويسرد تفاصيل الأحداث والمعلومات العسكرية والسياسية بدقة وفق الأولويات، ودون إطالة وبلا انفعالية زائدة".
المصدر:
الجزيرة