أعلنت السلطات السودانية، اليوم الثلاثاء، وصول 1850 نازحا من منطقة هجليج بولاية غرب كردفان إلى مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد، بعد رحلة نزوح شاقة استمرت 9 أيام، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" إن حاكم ولاية النيل الأبيض، قمر الدين محمد فضل المولى، استقبل النازحين الذين يمثلون 337 أسرة لدى وصولهم إلى كوستي، قادمين من منطقة هجليج، بعد رحلة نزوح استمرت 9 أيام.
وأضافت أنه جرى تسكين النازحين في مقر استراحة السكة الحديد بمدينة كوستي "حيث شملت الترتيبات إعداد موقع السكن، ونصب خيام إضافية إلى جانب توفير وحدة علاجية وتكية (مطبخ جماعي) للطعام".
وقالت مفوضة العون الإنساني بولاية النيل الأبيض لمياء أحمد عبد الله، بحسب الوكالة، إن "المنظمات الوطنية والمجتمع المدني والخيرين شرعوا في تقديم المساعدات الغذائية والإيوائية والخدمات العلاجية للنازحين".
ويأتي هذا النزوح بعد أن أعلنت "الدعم السريع" في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرتها على منطقة هجليج وحقلها النفطي في ولاية غرب كردفان.
وقالت القوات إنها "تؤمن وتحمي المنشآت النفطية الحيوية في المنطقة بما يضمن مصالح جمهورية جنوب السودان ، التي تعتمد بشكل كبير على تدفق النفط عبر الأراضي السودانية نحو الأسواق العالمية".
وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها "الدعم السريع" حقولا نفطية، إذ سبق أن اتهمتها السلطات السودانية بشن هجوم بطائرات مسيّرة على محطة معالجة بترول جوبا في الجبلين بولاية النيل الأبيض (جنوب)، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما أدى إلى توقف مؤقت لتصدير النفط.
وينقل نفط جنوب السودان عبر خط نقل سوداني يبدأ من منطقة هجليج الحدودية، والتي تنتج حاليا 50% من الخام السوداني، ويمتد الخط 1610 كيلومترات يتخللها عدد من محطات المعالجة وصولا لميناء بشائر على البحر الأحمر.
من جهته، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ، فولكر تورك، عن قلقه إزاء تصاعد الاشتباكات في إقليم كردفان.
وقال تورك، في بيان الثلاثاء، إنّه يشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد حدة القتال في كردفان بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان . ودعا جميع الأطراف والدول ذات النفوذ إلى التحرك العاجل من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار ومنع ارتكاب الفظائع.
وأشار تورك إلى أن الهجمات العديدة بالطائرات المسيّرة في إقليم كردفان منذ 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 104 مدنيين.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال، غرب، جنوب) اشتباكات عنيفة منذ أسابيع بين الجيش و"الدعم السريع"، تسببت في نزوح عشرات الآلاف خلال الفترة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر "الدعم السريع" على ولايات دارفور الخمس غربا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض بدوره نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم ، علما بأن الحرب بين الجانبين متواصلة منذ أبريل/نيسان 2023.
المصدر:
الجزيرة