في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تشهد محافظة حضرموت شرق اليمن تحولات استراتيجية بعد أن ملأ المجلس الانتقالي الجنوبي الفراغ الأمني والسياسي وأعاد ترتيب النفوذ في الوادي.
وكانت حضرموت، رغم كونها ضمن المحافظات الجنوبية، تحت سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى المرتبطة بنائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر وجناح حزب الإصلاح، بينما كان الساحل تحت نفوذ المجلس الانتقالي.
عملية "المستقبل الواعد" والسيطرة على الوادي
مع توسع نشاط القاعدة و داعش وتحول الوادي إلى ممر للتهريب، أطلقت قوات الانتقالي عملية "المستقبل الواعد"، وسيطرت خلال ساعات على مساحات واسعة ونقاط عسكرية استراتيجية، مستغلة انسحاب قوات المنطقة الأولى دون مواجهات كبيرة.
وأكد المجلس التزامه بحماية المدنيين، وإصدار العفو العام، ورعاية الجرحى والإفراج عن الأسرى، داعيا السكان للبقاء في منازلهم حتى استقرار الوادي ضمن مشروعه الجنوبي.
التوتر القبلي والتدخل السعودي
ردا على تقدم الانتقالي، أعلن حلف قبائل حضرموت سيطرته على منشآت نفطية مهمة، ما أثار مخاوف من انزلاق المحافظة إلى صراع مفتوح. وتدخلت السعودية لاحتواء الموقف، وأثمرت جهودها عن اتفاق لخفض التصعيد، يشمل وقفا فوريا لكل أشكال التصعيد العسكري والأمني والإعلامي، وتثبيت هدنة مؤقتة لحين التوصل إلى اتفاق شامل ينهي التوتر القائم.
تعكس هذه التطورات أن حضرموت والشرق اليمني يدخلان مرحلة جديدة لا تشبه ما قبلها، حيث تتقاطع المصالح القبلية والمحلية والإقليمية، ويصبح الدور السعودي والوساطة الإقليمية عنصرا حاسما لتفادي مواجهة واسعة تهدد استقرار المنطقة.
التراكمات التاريخية وصراع النفوذ في اليمن
أكد الكاتب الصحفي اليمني هاني مسهور، خلال حديثه إلى "التاسعة" على سكاي نيوز عربية أن ما يحدث في اليمن يمثل تفاعلا مؤجلا لتراكمات حصلت على عدة مراحل.
وأوضح أن حرب صيف 1994 كانت المحور الأساسي لوجود القوات اليمنية في المنطقة العسكرية الأولى والثانية، وأن تحرير المكلا في 2015 كان يجب أن يشكل مرحلة لاتخاذ قرار واقعي يتعامل مع الواقع الميداني.
وأشار مسهور إلى أن قوات النخبة الحضرمية، التي تم إعدادها عن طريق التحالف العربي، كان يفترض نشرها من الساحل إلى الوادي بعد تحرير المكلا، إلا أن الحسابات السياسية المعقدة، بما فيها اعتبارات الشرعية، حالت دون ذلك، وتم الاضطرار للتعامل مع جماعات شكلت أزمات لاحقة.
وكشف مسهور خلال حديثه أن تتبع خطوات التخادم بين الحوثيين وتنظيم القاعدة أظهر ترابطا بين حزب الإصلاح في المنطقة العسكرية الأولى وبين القاعدة والحوثيين، بما يشمل تمرير أسلحة ومخدرات وأموال عبر نقاط محددة مثل منطقة العقدة في حضرموت.
وأوضح أن قوات الدعم الأمني للنخبة الحضرمية تعاملت مع هذه النقاط وأسقطتها قبل ثلاث سنوات، مؤكدا أن سقوط هذه النقاط يشمل كل قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت و المهرة، وأن هذه القوات قائمة على فكرة واحدة وهي تمرير ما يلزم الحوثيين للبقاء.
أزمة بيترو مسيلة والتمرد القبلي
وتطرق مسهور إلى نقطة بيترو مسيلة التي تم اقتحامها عبر تمرد قبلي معروف منذ أكثر من عام ونصف، وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) دعمت هذا التمرد والخروج عن الدولة.
وأشار إلى أن العملية أحدثت منأىً قانونيا للدولة، وتم التعامل مع الموقف لمنع ضرر الشركة ومنابع النفط، وضمان محاكمة المسؤولين قضائياً وأمنيا.
المصدر:
سكاي نيوز