انتقدت الحكومة البريطانية التأخير في السماح بدخول المساعدات إلى غزة، بعد أن استغرق وصول شحنة تضم أكثر من 1100 خيمة أرسلتها إلى القطاع أكثر من عام.
وأعربت وزيرة الخارجية إيفيت كوبر عن مخاوفها من عدم وصول مساعدات أخرى ممولة من المملكة المتحدة إلى سكان القطاع، رغم وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وصرحت كوبر بأن الوضع في غزة لا يزال "عصيباً"، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن 1.5 مليون نسمة بحاجة إلى مأوى عاجل، مع زيادة هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة قبل حلول الشتاء.
من جهتها، أكدت الحكومة الإسرائيلية التزامها باتفاقيات إيصال المساعدات، وأنها "سهلت نقل ما يقرب من 250 ألف خيمة وقماش عازل للماء" إلى غزة في الأشهر الأخيرة.
وقد وصلت الخيام الممولة من المملكة المتحدة، التي تتسع كل منها لعائلة مكونة من خمسة أفراد، إلى غزة يوم الاثنين، ومن المتوقع وصول المزيد هذا الأسبوع.
وأفادت مصادر حكومية بأن الخيام ستوفر المأوى لما يصل إلى 12 ألفاً خلال أشهر الشتاء.
وشددت كوبر على أنه لا يمكن السماح باستمرار تأخير وصول المساعدات إلى القطاع، وأكدت على ضرورة فتح جميع المعابر المؤدية إلى القطاع للسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وقالت: "لا يزال الوضع في غزة عصيباً، مع تردّي الأحوال الجوية التي تُفاقم المشكلات الخطيرة الناجمة عن البنية التحتية المتضررة وأكثر من عامين من الصراع".
وأضافت وزيرة الخارجية البريطانية أن "الأهالي يحاولون إيواء أطفالهم تحت الأسقف المتهالكة والسماء المفتوحة. وستمثل هذه الخيام طوق النجاة لآلاف المحتاجين إلى مأوى، للحماية من الرياح الباردة والأمطار الغزيرة التي تُحوّل الأنقاض إلى وحل".
وقد نزح حوالي 1.9 مليوناً في غزة، أي ما يقرب من 90 في المئة من السكان، وذلك منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقاً للأمم المتحدة.
وقالت كوبر إن وصول الخيام يأتي بعد "أشهر من العمل المتواصل من قبل المجتمع الدولي للضغط من أجل وصول أكبر للمساعدات"، وأعربت عن إحباطها لرؤية "شحنة أخرى من المساعدات عالقة على الحدود" في وقت سابق من هذا العام.
وأكدت أنه "لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع"، مضيفة أن "وصول هذه الخيام يوضح حجم التأثير المحتمل عند وصول مساعداتنا، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا للحث على وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وفتح جميع المعابر، وتنفيذ خطة السلام، وإيجاد طريق للسلام".
وصرح جوناثان فيتش، الممثل الخاص لليونيسف لدى دولة فلسطين، بأنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من المساعدات.
وقال: "الوضع في غزة مُدمر؛ إذ لا يزال البرد والأمطار الغزيرة يؤثران على العائلات التي تعيش في ظروف بالغة الصعوبة".
وأضاف أنه "حتى مع وقف إطلاق النار، لا تزال الحياة اليومية في غاية الصعوبة على الأطفال في قطاع غزة".
وقال فيتش: "دخلت الآن خيام مدعومة من المملكة المتحدة إلى غزة، وستوفر المأوى الضروري لمساعدة العائلات على مواجهة برد الشتاء القارس، هناك الحاجة إلى المزيد".
وفي بيان، قالت "كوغات"، الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن معابر غزة: "على عكس الادعاءات، نُؤكد أن إسرائيل ملتزمة وتفي بشكل كامل بالتزاماتها بنقل شاحنات المساعدات الإنسانية وفقاً للاتفاق".
وأضافت الهيئة أن "مئات الشاحنات تدخل يومياً محملة بالغذاء والماء والوقود والغاز والأدوية والمعدات الطبية والخيام ومعدات الإيواء، بالتنسيق الوثيق والمستمر مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول المانحة والقطاع الخاص".
وأوضحت الهيئة أنها وافقت خلال الأشهر الثلاثة الماضية على 100 ألف طلب بمنصات نقّالة قدمتها المنظمات، تتضمن مواد لمواجهة فصل الشتاء ومعدات إيواء ولوازم صحية، وأن هذه الإمدادات جاهزة وتنتظر منذ أسابيع التنسيق الفوري من المنظمات المعنية لدخولها إلى غزة.
وأضافت أن التنسيق يعتمد على المنظمات الدولية، وتلتزم كوغات بتسهيل تلك العملية.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة