كشف تحقيق لوكالة رويترز، استند إلى بيانات ومقابلات أن قوات الدعم السريع نفذت حملة ممنهجة لتدمير وتفكيك نظام الرعاية الصحية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وقالت رويترز إن المقابلات أجريت مع أكثر من 12 شخصا من الأطباء وأفراد فرق الإغاثة والسكان في السودان، كما اعتمد التحقيق على صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية .
وأفاد التحقيق أن الحملة بدأت في ربيع العام الماضي وتزايدت مع استيلاء الدعم السريع على المدينة، حيث تتبعت المصابين بالمسيّرات وأعدمت الأطباء وقصفت المستشفيات على مر الـ18 شهرا الماضية.
وذكرت البيانات أن مرافق الرعاية الصحية في شمال دارفور تعرض، منذ اندلاع الحرب، للهجوم ولحقت بها أضرار وتمت عرقلة عملها بها ما لا يقل عن 130 مرة.
وحمّل التحقيق الدعم السريع المسؤولية عن 71% على الأقل من هذه الوقائع، كما حملت القوات المسلحة السودانية المسؤولية عن 3% منها.
وبحسب البيانات، قُتل ما لا يقل عن 40 من العاملين في قطاع الصحة.
وردا على أسئلة من رويترز، نفى مسؤول كبير في الجيش السوداني التقارير التي تحدثت عن مهاجمة الجيش لمنشآت طبية. وقال المصدر إن "الجيش هو من كان يدافع عن المواطنين في الفاشر قبل ان يدخلها الدعم السريع وهذا واجب الجيش في أي مكان في السودان".
وذكر 3 أطباء لرويترز أن المستشفى السعودي بالفاشر تعرض لهجوم مكثف بعد أن أصبح آخر مستشفى قائم منذ أكثر من عام. وتصاعدت وتيرة الهجمات من قصف مدفعي إلى هجمات بالمسيّرات، وفي الأشهر القليلة الماضية أصبح القصف شبه يومي.
وأفاد 7 مسعفين و3 مصادر أخرى لرويترز بأن مسيّرات طاردت العاملين في القطاع الصحي. واضطر الأطباء إلى الاختباء، فأجروا عمليات جراحية في الخنادق والمنازل.
كما دُمرت سيارات الإسعاف، فنقل الناس الجرحى بعربات يدوية أو عربات تجرها الحمير لتلاحقهم المسيّرات وتقصف العيادات فور وصولهم.
وتشهد الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، وضعا إنسانيا متدهورا على نحو غير مسبوق، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في ظل تقارير عن انتهاكات جسيمة وعمليات قتل واغتصاب ونزوح جماعي.
وبحسب الأمم المتحدة ، يفر آلاف المدنيين من الفاشر سيرا على الأقدام نحو بلدة طويلة على بعد 60 كيلومترا، عبر ما سُمّي بـ"طريق الموت"، حيث يواجه الناجون العطش والجوع والانتهاكات المتكررة أثناء محاولتهم الهرب.
المصدر:
الجزيرة