آخر الأخبار

آي بيبر: شريط أوكراني من 30 ميلا قد يحدد مستقبل أوروبا

شارك

قال موقع آي بيبر البريطاني إن الأوكرانيين يعتقدون أنهم نجحوا في إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدعم خطة سلام تلبي احتياجاتهم بدرجة أفضل، لكن إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقبولها سيكون على الأرجح معركة شاقة.

وأوضح مارك غاليوتي، مؤلف كتاب "مُصاغ في الحرب: التاريخ العسكري لروسيا" -في مقاله بالموقع- أن صراعا محوريا يدور حول شريط جغرافي بطول 30 ميلا في شمال غرب دونيتسك يعد اليوم أحد أهم العوامل التي ستحدد مستقبل الحرب في أوكرانيا وإمكان الوصول إلى اتفاق سلام.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 كاتب إيطالي: هكذا يمكن حماية المنشآت الحيوية في أعماق البحار
* list 2 of 2 ميديا بارت: لاجئة سورية تتقدم بشكوى ضد الشرطة الألمانية end of list

ويضم هذا الشريط -المعروف باسم "حزام القلعة"- مدنا إستراتيجية هي كراماتورسك وسلوفيانسك ودروزكيفكا وكونستانتينيفكا، ويشكل منظومة دفاعية أوكرانية معقدة وحيوية تمنع القوات الروسية من التقدم نحو خاركيف ، كما يقول الكاتب.

مصدر الصورة زيلينسكي (يمين) مع جنود أوكرانيين في إقليم دونيتسك بعد هجمات روسية (رويترز)

ورغم ضغوط موسكو المستمرة، تحاول كييف تجنب تقديم هذا الإقليم كتنازل في أي اتفاق سلام، رغم علمها بأن إقناع بوتين بالتخلي عن مطلب السيطرة على كامل دونيتسك يبدو شبه مستحيل، حسب صاحب كتاب "نحن بحاجة إلى الحديث عن بوتين".

وتظهر المقالة أن روسيا تسيطر حاليا على 4 أخماس دونيتسك، في حين تبقى هذه الزاوية الشمالية الغربية الحصينة تحت سيطرة أوكرانيا، ويتوقع أن تصمد لسنوات، ما لم يحدث انهيار غير متوقع في الخطوط الأوكرانية، حسب الكاتب.

وذكّر الكاتب بأن بوتين -الذي طالب سابقا بالاستسلام الكامل- عاد في خطته الأخيرة لاقتراح تسليم المنطقة مقابل نزع سلاحها، لكن كييف ترى أن أي ترتيبات من هذا النوع تستطيع روسيا الالتفاف عليها عبر نشر قوات من الحرس الوطني ذات طابع عسكري.

وترتبط أهمية المنطقة أيضا -حسب الكاتب- برمزيتها الوطنية والتاريخية، فهي المكان الذي انطلقت منه الحرب غير المعلنة عام 2014 مع سيطرة المقاتلين الموالين لروسيا على سلوفيانسك، وأي محاولة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتنازل عنها ستكون انتحارا سياسيا وربما جسديا، كما يؤكد مسؤولون في كييف.

إعلان

أما النسخة الأوروبية من خطة ترامب، فقد حاولت تجاوز المأزق عبر صياغة غامضة تتحدث عن "مفاوضات لاحقة لتبادل الأراضي"، وهي صيغة ترى موسكو أنها رفض مبطن، ولكن بوتين يصر على أن السيطرة الكاملة على دونيتسك مطلب لا رجعة عنه.

هذا الشريط الضيق من الأرض لم يعد مجرد منطقة جغرافية متنازع عليها، بل أصبح نقطة مفصلية قد تحدد مستقبل الحرب، ومصير عملية السلام، وربما استقرار أوروبا بأكملها

ويفسر بعض المحللين هذا الإصرار بأنه محاولة من بوتين لانتزاع نصر نهائي يقدمه للروس بعد خسائر بشرية واقتصادية هائلة، وفي سياق رغبته في تأكيد أنه "حمى" الناطقين بالروسية في الشرق الأوكراني.

ومع تزايد أعداد القتلى والجرحى إلى نحو 1.3 مليون، وانزلاق الاقتصاد نحو الركود – كما يقول الكاتب- يبدو أن الكرملين بحاجة ماسة لإنجاز يمكن تسويقه داخليا.

وخلص الكاتب، استنادا إلى هذه المعطيات، إلى أن هذا الشريط الضيق من الأرض لم يعد مجرد منطقة جغرافية متنازع عليها، بل أصبح نقطة مفصلية قد تحدد مستقبل الحرب، ومصير عملية السلام، وربما استقرار أوروبا بأكملها.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا