هل يستحق رجال رفح، بعد كل صمودهم، أن يُتركوا للمجهول؟!
عارٌ على العالم أن يصمت وهم محاصرون بين الجوع والخوف وآليات لا ترحم.. هؤلاء الذين ثبتوا وقاتلوا لأجل شعبهم، تُعلق حياتهم اليوم بلا مخرج ولا حل.
إلى الله المشتكى… هل ننشغل نحن بتفاهات، بينما رجالنا يواجهون الموت وحدهم،…
— أَحْمَد وَائِل حَمْدَان (@AHM3D_HAMDAN) November 26, 2025
أثارت صور ومقاطع فيديو تظهر اعتقال الاحتلال الإسرائيلي عناصر من كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، كانوا محاصرين في أنفاق رفح جنوب قطاع غزة، موجات من الغضب والتعاطف الواسع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقالت حركة حماس إن "الجريمة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال عبر ملاحقة وتصفية واعتقال المجاهدين المحاصرين في أنفاق مدينة رفح تعد خرقا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودليلا دامغا على المحاولات المستمرة لتقويض هذا الاتفاق وتدميره".
وأضاف البيان أن حماس "بذلت طوال الشهر الماضي جهودا كبيرة مع مختلف القيادات السياسية والوسطاء لحل مشكلة المقاتلين وعودتهم إلى بيوتهم، وقدّمت أفكارا وآليات محددة لمعالجة هذه المشكلة".
وتصدر وسم "رجال رفح" و"مقاتلو رفح" منصات التواصل الاجتماعي، وسط تفاعل واسع وإشادات كبيرة بصمود هؤلاء المقاتلين الذين أمضوا عاما كاملا (365 يوما) تحت الأرض، في ظروف حصار وقصف وتجويع، ومن دون مأوى أو دعم، بينما واجهوا الاحتلال بإرادة لم تنكسر، ودافعوا عن الأرض والعرض، وسطروا كما وصفهم المغردون "ملحمة البطولة والعزة بدمائهم".
#رجال_رفح
عام كامل من الصمود والجهاد 💪🇵🇸
365 يومًا من الثبات رغم القصف والحصار
واجهوا الاحتلال بإرادة لا تنكسر
تصدّوا لأعتى الهجمات وبقوا في مواقعهم
دافعوا عن الأرض والعرض رغم فقدان المأوى
كتبوا بدمائهم ملحمة البطولة والعزة
رفح ليست مجرد مدينة.. إنها عنوان الرجولة…— إبراهيم مسلم #غزة 🇵🇸 (@EbrahimMsalam) November 26, 2025
ووصف مدونون المشاهد المتداولة بأنها تؤلم القلب حزنا وكمدا، مؤكدين أن خيرة الرجال مضوا بين شهيد وأسير وجريح، وهم محاصرون عطشى وجياعا ومظلومين، وأن جراح شباب نفق رفح هي الأكثر إيلاما في هذه الحرب.
وتداول ناشطون وصفا إنسانيا لحكاية من داخل الأنفاق، قالوا فيه "إن رفح ليست مجرد مدينة، بل إنها نفق يحمله رجال من خيرة أهل الأرض، حملوا وصية الله ورسوله، ومضوا بثبات يقدمون أرواحهم فداء للحق والأرض، في مواجهة أعتى قوى البطش، بلا سند إلا إيمانهم، وبلا سلاح إلا ما أعدته سواعدهم".
هذا الشاب على يسار الصورة.. اسمه (المعتصم) شاب من رفح، واحد من الذين ظلّوا عالقين ومحاصرين داخل الخطّ الأصفر لأشهر طويلة،
سبعة شهور بلا تواصل مع العالم، بلا غذاء كافٍ، بلا ماء، وبأقل القليل من الوسائل التي تُبقي إنسانًا على قيد الحياة.
نفد الطعام… ونفدت المياه… ومع ذلك بقي… pic.twitter.com/ZOdyMWU1sj
— محمود البنا (@Mahmoudalbana97) November 27, 2025
وأشار آخرون إلى أن العالم يغلق عينيه ويصم أذنيه عما يتعرض له مقاتلو غزة في رفح، وكأنهم ليسوا بشرا، وكأن اتفاق وقف الحرب مجرد حبر على ورق.
ربنا يفك أسركم ويصبركم ويفرجها عليكم يا أحباب 💔
الشيخ أحمد ومعتصم 😔
رجال رفح الذين خذلتهم هذه الأمة …
حسبي الله ونعم الوكيل 💔 #رجال_صدقوا_ما_عاهدوا_الله_عليه #رجال_رفح #غزة #gaza pic.twitter.com/5Kqvn1mCow— (أشرف عصام أحمد )Ashraf Ahmad🇵🇸 (@AshrafAhmad1111) November 26, 2025
وتحدث مدونون عن أن مقاتلي رفح عاشوا 7 أشهر كاملة في عزلة تامة تحت الأرض، بلا غذاء كاف ولا ماء، وبأدنى الإمكانات التي تكاد تبقي الإنسان على قيد الحياة. ومع نفاد الطعام والمياه واستمرار الجوع والبرد والوحدة، ظلوا ثابتين على مواقفهم، متمسكين بصمودهم وإيمانهم بقضيتهم.
وأضافوا أن حين اضطر بعضهم للخروج بعد استنفاد كل وسائل الحياة، كانت قوات الاحتلال في انتظارهم، فاعترضتهم واعتقلتهم.
في مدينة صغيرة اسمها رفح، هناك نفق به رجال خيرة أهل الأرض، من حملوا وصيّة الله ورسوله على أكتافهم، ومضوا بثبات يقدّمون أرواحهم فداء للحق وللأرض
تُركوا وحدهم في الميدان، في مواجهة أعتى قوى الشر، بلا سند إلا إيمانهم، وبلا سلاح إلا ما أعدّته سواعدهم.
حسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/jCEiFWOdBo
— Salah Safi 🇵🇸 صلاح صافي (@iSalahSafi) November 26, 2025
وتساءل ناشطون: هل يستحق رجال رفح، بعد كل هذا الصمود، أن يُتركوا للمجهول؟ مؤكدين أن الصمت الدولي "عار على العالم"، وأن الذين صمدوا وقاتلوا لأجل شعبهم، تعلقت حياتهم اليوم بين الخوف والجوع وآليات الاحتلال التي لا ترحم.
كل جراح الحرب كوم وجرح شباب نفق رفح كوم آخر.. المشاهد التي تخرج تدمي القلب كمداً وحزناً ..
مضى خيرة الرجال بين شهيد وأسير وجريح
محاصرين عطشانين جائعين مخذولين مظلومين
إنا لله وإنا إليه راجعوناللهم انتقم
اللهم انتقم
اللهم انتقم pic.twitter.com/Kk7Lc1vSb1— Khair Eddin Aljabri (@Khair_Aljabri) November 26, 2025
وختم ناشطون تفاعلاتهم بالقول إن ما يجري في أنفاق رفح لا يمثل فقط قصة مقاتلين، بل يعكس حكاية شعب محاصر، قاوم لأجل كرامته، ودفع أثمانا باهظة، بينما ينتظر العالم أن يدافع عنه أو على الأقل أن يسمع صوته.
المصدر:
الجزيرة