آخر الأخبار

الاحتلال يهاجم طوباس في الضفة بـ3 ألوية ويحولها إلى ثكنة عسكرية مغلقة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة -فجر اليوم الأربعاء- على محافظة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، ترافقت مع حملة دهم وعمليات اقتحام لمنازل المواطنين وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن العملية العسكرية في طوباس تشارك فيها 3 ألوية من الجيش الإسرائيلي، هي منشة والشومرون والكوماندوز.

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي بدأ إغلاق الطرق الرئيسية في المحافظة "لتعزيز السيطرة على المنطقة".

كما أفادت مصادر محلية بأن القوات الإسرائيلية دفعت بتعزيزات كبيرة وجرافات عسكرية إلى داخل المحافظة.

وقالت المصادر إن مروحيات أباتشي حلّقت بكثافة فوق المدينة، وأطلقت النار في أجوائها.

ثكنات عسكرية مغلقة

وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حظر تجوال شاملا على طوباس والبلدات المجاورة، مغلقا جميع المداخل بالسواتر الترابية والحواجز العسكرية.

كما أجبرت القوات الإسرائيلية عائلة في بلدة طمون على إخلاء منزلها، لاتخاذه ثكنة عسكرية.

من جانبها، قالت بلدية طمون إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، في حين أطلقت طائرات الاحتلال النار على الأهالي والأحياء السكنية.

وأضافت أن قوات الاحتلال جرفت طرقا رئيسية، وقطعت خطوط المياه، وأغلقت مداخل البلدة، وحوّلت ما لا يقل عن 10 منازل إلى ثكنات عسكرية.

وأشارت البلدية إلى أن الاحتلال أغلق أحياء كاملة داخل البلدة، وقسّمها وفصلها عن بعضها بعضا، إضافة إلى دهم عدد كبير من المنازل.



عملية لأيام عدة

من جانبه، قال محافظ طوباس أحمد الأسعد إن الجهات الإسرائيلية أبلغت الجهات الفلسطينية بأن العملية العسكرية في المحافظة تستمر أياما عدة.

إعلان

وأكد الأسعد أن الهدف المعلن للعملية هو ملاحقة مواطنين فلسطينيين، لكن المحافظة تخلو من أي مطلوبين، وأشار إلى أن استهداف طوباس يأتي بسبب موقعها الجغرافي وقربها من الأغوار الشمالية.

وأضاف المحافظ أن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية أدت إلى شلل حركة السكان في المحافظة، وتشكل خطرا يهدد حياة المواطنين، خاصة كبار السن والمرضى والأطفال.

وفي إطار متصل، تواصلت الاقتحامات الإسرائيلية بمناطق أخرى من الضفة الغربية. ففي محافظة الخليل، اقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم الفوار جنوب المدينة وشن حملة دهم واعتقالات، كما اقتحم بلدة حلحول شمال المدينة، وأطلق قنابل الصوت والغاز تجاه منازل المواطنين.

كذلك اقتحم جيش الاحتلال بلدة طلوزة شمال شرق نابلس، ومخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة، وشن حملة اعتقالات ودهم.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت الاعتداءات في الضفة عن استشهاد 1083 فلسطينيا وإصابة نحو 11 ألفا آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف مواطن، بينهم 1600 طفل، وفق مصادر فلسطينية.

حماس والجهاد تدينان

من جانبها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العملية العسكرية الإسرائيلية بطوباس، وقالت إنها تكشف عن "حجم الإجرام المنهجي الذي تمارسه حكومة الاحتلال المتطرفة، ضمن سياسة معلنة هدفها سحق أي وجود فلسطيني وصولا للسيطرة الكاملة على الضفة".

وقالت الحركة -في بيان صحفي- إن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك حظر التجول وإغلاق المدن والبلدات، تمثل امتدادا "لمخططات الضم والتهجير" التي يسعى الاحتلال إلى تنفيذها عبر تحويل مدن الضفة الغربية إلى "مناطق محاصرة ومقطعة الأوصال" وعرقلة أي مظاهر للحياة الطبيعية.

وأضافت الحركة أن "العدوان المتواصل لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني ولا عزيمة المقاومين"، مؤكدة أن الفلسطينيين سيواصلون صمودهم ورفضهم "لمشروع السيطرة الاستعمارية".

كما طالبت الحركة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية ومحاسبتها على "جرائم الحرب" المزعومة، معتبرة أن الصمت الدولي يشجع على "مزيد من الانتهاكات".

وفي السياق، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن عملية الاحتلال الإسرائيلي في الضفة هي "عدوان ممنهج جديد ضد أبناء شعبنا، في إطار مخطط الكيان الذي يهدف إلى إفراغ الضفة من أهلها وتهجيرهم والسيطرة على أراضيهم وممتلكاتهم".

وأضافت الحركة أن "عدوان الاحتلال يتزامن مع مساعي إقرار قوانين الضم بما يتيح للمستوطنين استملاك أراض بالضفة".



"سيطرة شاملة على الضفة"

وفي سياق متصل، قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية سليمان بشارات إن العملية العسكرية الواسعة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في طوباس تأتي في إطار استكمال عملية "الأسوار الحديدية" التي بدأت نهاية 2024 في جنين، وامتدت لاحقا إلى مخيم الفارعة وطولكرم ونور شمس، مشيرا إلى أن الاحتلال نفذ خلال العام عمليات مرحلية في شمال الضفة بهدف ترسيخ مشروعه الأمني.

إعلان

وأوضح بشارات -للجزيرة نت- أن إسرائيل تعمل بالتوازي على تهيئة الظروف الميدانية والسياسية لفرض سيطرة شاملة على الضفة، عبر سلسلة قوانين وإجراءات تشمل عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتوسيع الاستيطان، ومصادرة الأراضي، بما يمهّد -وفق تقديره- "لمرحلة سياسية إسرائيلية جديدة" تقوم على تثبيت الضم الفعلي.

وأضاف أن تل أبيب تقدّم عمليتها بغطاء "أمني"، رغم عدم وجود مبررات حقيقية تبرر هذا الحجم من الاقتحامات، معتبرا أنها تخلق ذرائع لتمرير مشاريعها خصوصا في شمال الضفة.

وأشار بشارات إلى أن اختيار طوباس يرتبط بموقعها على الحدود الشرقية للضفة ضمن مسعى لتعزيز السيطرة على الأغوار الشمالية واستكمال مشروع الضم.

كما لفت إلى عاملين إضافيين هما: استنزاف البنية المجتمعية في شمال الضفة لإضعاف قدرتها على المقاومة، وإبقاء الجيش في حالة تعبئة وجهوزية عالية استنادا إلى دروس ما بعد السابع من أكتوبر.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا