في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تشهد مالي منذ أكتوبر/تشرين الأول موجة جديدة من هجمات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وصلت حتى مشارف العاصمة باماكو ، الأمر الذي دفع قائد المجلس العسكري العقيد أسيمي غويتا إلى إطلاق عملية عسكرية واسعة تحت اسم "فوكه كيني" (أي "التطهير" بلغة البامبارا)، بهدف فك الخناق الذي تفرضه الجماعة على جنوب البلاد عبر حصار غير مسبوق لإمدادات الوقود، شريان الاقتصاد المالي الحيوي، وفق ما أورده موقع أفريكا ريبورت.
اختار غويتا لهذه المهمة الجنرال فاموكي كامارا (47 عاما)، أحد أبرز ضباط الحرس الوطني، ليقود العملية الخاصة التي انطلقت في 21 أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب مصادر أمنية نقلها أفريكا ريبورت، تمكنت القوات خلال الأسابيع الماضية من تأمين وصول شحنات وقود إلى باماكو عبر الممرات الحيوية مع السنغال وساحل العاج، مع تحييد عدد من عناصر الجماعة المسلحة.
كامارا ليس غريبا عن المهمات المعقدة؛ فقد تولى منذ مطلع الألفية أدوارا بارزة، بينها تأمين بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2002 في باماكو، ثم المشاركة عام 2012 في صياغة خطة العمليات للبعثة الدولية الأفريقية لدعم مالي (أفيسما) التي تحولت لاحقا إلى بعثة الأمم المتحدة (مينوسما). وقد عمل حينها إلى جانب خبراء من الاتحاد الأفريقي والإيكواس والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
يُعرف الجنرال بقربه من الميدان وتواصله المباشر مع الجنود، حيث اعتاد زيارة الخطوط الأمامية لرفع معنوياتهم.
ففي أغسطس/آب الماضي، خاطب قواته على الحدود مع غينيا قائلا "سنقاتل من أجل أجدادنا وأنفسنا وأبنائنا، وسنؤدي هذه المهمة ولو كلفتنا حياتنا"، بحسب ما نقل أفريكا ريبورت.
ينحدر كامارا من قرية غونسولو في قلب منطقة الماندى، مهد الإمبراطورية المالية التاريخية، التي أنجبت شخصيات بارزة مثل الإمبراطور سوندياتا كيتا والرئيس الراحل إبراهيم بوبكر كيتا والمغني ساليف كيتا. وقد منحه هذا الانتماء رمزية خاصة في الذاكرة الوطنية.
تخرج كامارا من مدارس النخبة العسكرية في كاتي وكوليكورو، قبل أن يخوض مسارا تدريبيا دوليا شمل جامعة العمليات الخاصة في فلوريدا (الولايات المتحدة)، وكلية الحرب الدولية في ياوندي (الكاميرون)، ثم مدرسة الحرب العليا في باريس . وقد أكسبه هذا الجمع بين الخبرة المحلية والدولية سمعة ضابط ميداني متمرس.
إلى جانب خبرته القتالية، عمل كامارا في جهاز الأمن الداخلي، ثم تولى بين 2017 و2018 إدارة العمليات ومكافحة الإرهاب في المديرية العامة للأمن الخارجي، حيث أشرف على تنسيق الجهود الاستخباراتية ضد الشبكات الجهادية، وفق ما أورده أفريكا ريبورت.
منذ فبراير/شباط 2023، يشغل كامارا منصب قائد الحرس الوطني الذي يضم نحو 12 ألف عنصر، بينهم وحدات نخبة مثل "المهاريست" ذات الخبرة في العمل الاستخباري والميداني. هذه القوة تعد إحدى ركائز المنظومة الأمنية في مالي.
بعد الانقلاب على الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا عام 2020، شهدت المؤسسة العسكرية موجة ترقيات شملت كامارا الذي أصبح جنرالا في يونيو/حزيران 2024 بعد عقدين من الخدمة. ويصفه مقربون بأنه شخصية متحفظة وهادئة، وهو ما ساعده على بناء سمعة "صلبة وخالية من الفضائح"، مما يفسر الثقة التي يحظى بها من غويتا ووزير الدفاع ساديو كامارا.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة