نستعرض في جولة عرض الصحف ليوم الثلاثاء، ثلاثة مقالات من الصحف البريطانية والأمريكية، التي تتحدث عن التصعيد الأمريكي الأخير ضد فنزويلا، وخطة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى أهمية مرونة العمل للتوفيق بين الوظيفة والإنجاب.
نستهل جولتنا من صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ومقال بعنوان "المسيرة الغامضة نحو تغيير النظام في فنزويلا" للكاتبة ميشيل جولدبرج.
وتتحدّث الكاتبة عن تصنيف الولايات المتحدة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو كعضو في منظمة إرهابية "غير موجودة"، تدعى "كارتل دي لوس سولس".
وتوضح أن "الكارتل" ليس تنظيماً حقيقياً، بل وصفاً صحفياً قديماً، وأن استخدامه يأتي في إطار "التهديد والمبرر في آن واحد لعملية محتملة لتغيير النظام" في فنزويلا، على حد وصفها.
وتسلّط الضوء على "المؤشرات المقلقة" الصادرة عن الإدارة الأمريكية والداعية إلى "توسيع صراعها المسلح مع تجار المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ ليشمل فنزويلا".
وتوضح أن الإدارة الأمريكية تتجه نحو الحرب دون نقاش عام أو دعم شعبي، وذلك عقب وصول أكبر حاملة طائرات أمريكية للمنطقة، إضافة إلى إعطاء ترامب الإذن لعمل استخباراتي سرّي في فنزويلا.
وترى الكاتبة أن خطاب الإدارة عن حرب المخدرات ما هو إلا مجرد "ذريعة"، مبينة أن مخدر "الفنتانيل جوهر أزمة الإدمان الأمريكية، لا ينشأ ولا يمرّ عبر فنزويلا".
وتشير إلى وجود أجندة سياسية وأيديولوجية داخل الإدارة، حيث يقود وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سياسة البيت الأبيض تجاه فنزويلا، وهو "مناهض متحمس للشيوعية" ويرغب في الضغط على كوبا حيث وُلد والدا روبيو.
وتقول إن "الإطاحة بمادورو قد تكون وسيلة لفرض سيطرة ترامب على نصف الكرة الغربي"، إضافة إلى وجود مصالح مرتبطة بالنفط، حيث تمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية معروفة في العالم.
وتحذر في الختام، من أن الضغط الأمريكي قد يدفع الإدارة إلى التصعيد فقط لأنها ذهبت بعيداً ولا تستطيع التراجع بسهولة، في وقت "لا يرغب فيه الأمريكيون في القتال".
وننتقل إلى مقال في صحيفة الغارديان البريطانية، بعنوان "خطة ترامب للسلام كانت عملاً شائناً مؤيداً للكرملين، ويُعدّ فشلها بارقة أمل لأوكرانيا"، للكاتب راجان مينون.
ويستهل الكاتب مقاله بانتقاد خطة ترامب المقترحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا والمكونة من 28 نقطة، ويقول إن "الخطة وضعت أوكرانيا في موقف صعب للغاية، ومنحت فلاديمير بوتين تنازلات لم تحصل عليها روسيا حتى الآن في ساحة المعركة".
ويضيف أن "خطة ترامب للسلام بمثابة هدية عيد ميلاد مبكرة لبوتين".
ويشير إلى أنه على الرغم من إحراز روسيا لتقدم، إلّا أنها ليست قريبة من تحقيق هدف الحرب الأساسي؛ وهو السيطرة على المقاطعات الأوكرانية الأربع، كما أن الجيش الأوكراني ليس على وشك الانهيار، وفقاً له.
بل يذكّر الكاتب بحجم خسائر روسيا في الحرب، المتمثلة في أكثر من مليون ضحية، وحوالي 150 ألف قتيل مؤكد، وأكثر من 23 ألف قطعة من المعدات المدمرة أو المُتضررة، فضلاً عن مشاكل في الوقود والطاقة.
ويرى أن اختيار المفاوضين من الجانب الأمريكي مقابل المفاوض من الجانب الروسي، يشكّل "فعلياً صفقة تميل لصالح روسيا".
ويستعرض بعض النقاط التي اعتبرها "غير متوازنة" في الخطة؛ والمتمثلة في مطالبة أوكرانيا بتحديد قواتها المسلحة عند 600 ألف جندي، دون أن تواجه روسيا أي قيود مماثلة، إضافة إلى تخلي أوكرانيا عن التزامها بالانضمام إلى حلف الناتو "دستورياً".
ويُبيّن أن خطة ترامب تعترف بالقرم ودونيتسك ولوهانسك كمناطق روسية بحكم الأمر الواقع، مانحةً بوتين أجزاءً من دونيتسك لم يستولِ عليها بعد، كما تُجمّد الخطة خطوط القتال، مما يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها في خيرسون وزابوريزهيا.
ويقول الكاتب: "لا تمنح الخطة بوتين كل شيء، لكنها تمنحه ما يكفي ليُعلن النصر".
كما يرى الكاتب أن "الخطة تعترف بالرواية الروسية بأن أوكرانيا مليئة بالنازيين"، كونها تطالب "بتطهير أوكرانيا من النازية".
ويضيف أن "الخطة تمنح الكرملين حصانة كاملة من الملاحقة القضائية، مما يُلغي أوامر المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين وكبار مسؤوليه".
ويوضح الكاتب في الختام، أنه "إذا كانت النتيجة النهائية لكل هذا هي عدم قبول اقتراح ترامب، فسيكون ذلك أمراً جيداً، خاصة لأوكرانيا".
ونختتم جولتنا مع مقال بعنوان "لديّ امتياز العمل من المنزل. تستحقّ المزيد من الأمهات ذلك" للكاتبة نيكول راسل، في صحيفة "يو إس إيه توداي".
وتتحدّث الكاتبة عن ضرورة ذهاب السيدت إلى "حل وسط" فيما يتعلق بإيجاد التوازن بين العمل وتربية الأطفال، والسعي إلى وظائف مرنة أو للعمل من المنزل ليتمكن من تربية أطفالهن مع الحفاظ على مسارهن المهني.
وتقول إن "العمل عن بُعد غالباً ما يُشبع الرغبة في العمل والرغبة في تربية الأطفال في المنزل. أدرك أنه ليس امتيازاً متاحاً للجميع، لكن البيانات تُشير إلى أن فرص العمل المرنة قد ازدادت خمسة أضعاف على الأقل، على مدار عشرين عاماً".
وتنتقد الشركات التي تُريد العودة إلى العمل التقليدي في المكتب بعد نجاح تجربة العمل الهجين (أيام من المنزل وأيام من المكتب) خلال الفترة التي تفشى فيها فيروس كورونا.
وتشير إلى أن "الأمومة لحظة زمنية قصيرة يجب الاستفادة منها"، وتكرر أن العمل موجود دائماً، لكن فرصة التواجد مع الأطفال ستختفي مع الوقت.
وتشجع النساء على أن يكنّ من يربي أطفالهن بدلا من أن يربّيهم شخص آخر، مؤكدة أن المجتمع يحتاج أطفالاً، وأن تربية الأجيال مسؤولية عظيمة.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة